بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

انـه العــراق

 
شبكة المنصور
ابو محمد البغدادي
 
 يا ولدي ، أ تسأل عن وطن أريد له أن يغتصـبا

 أم على مهووس بالشر ساق قطعانه ليدنس التربا

أم عن رعاديد أشباه رجـال طأطأت رؤوسـها

و باعوا له الكرامـة و الضمير والشرف طربـا

رجـال دين, وزعمـاء سياسة (أبطال لهــو)

 كثيراً ما تشدقوا بإقدام لم نجد له أثرا ولا خطبـا

وضيـع نفوسهم أوصلهم إلى ذلّ ليـصمتـوا

 وبرضاً عن تدمير العراق وأن يواريّ الثرى حطبا

كـفـروا برب العـزة ومـا استقامـوا لـه

(خسئوا) و لا حافظوا على عهد قطعـوه دأبـا

وكـم من كيد فـي ليـل نسجتـه أياديهـم

ليكيدونـه بظـلام مشمس بشمـس العقربـا

لـكنـه العراق يا ولدي . . ليس كمثلـه وطن

أ كان ماضـيا أم حاضـرا أم بكـل الحقبــا

جـمـجـمـة العرب هو وكنـز أيـمانـها

ورمح ألله فـي أرضـه لينصـر القيّم والعـربا (1)

خـزائـن عـلـم ألـلـه فـي أبـنـائـه

وقلوبهم ملئت رحمـة ليس لغيرهم مثلها، عجبـا(2)

ضاربـة في عمق الأرض والـحجـر جذورهم

 وطيب ريحتهم و طريّ أخلاقهم تتـدفق خصـبا

طغـاة الأرض كانـوا قـد داسـوا ديـارهم

 وجابوا السماء وقصمـوا الزرع والضرع رعبـا

فطـرة أللـه فـيهـم دامــت صـامــدة

 وحـافظـوا علـى عهـد قطعوه طوعا ورغبـا

هـاماتـهم بالعـز والعلــو ظلـت شـامخة

 لا يدانيهــا كوكـب أو تقترب منها السحبا

هــذا الـعـراق وطنـك الأعـز يا ولـدي

 هــل هـنـاك وطـن مثـله أبـدا صلبــا

هذا العراق وطن كل مؤمن يا ولدي أ يعبث بـه

 ابن زانيةٍ ركب الحديد ليخنق الحلم ويدعس الشببا

هـو العـراق أرض للـه سـبحانه يا ولـدي

أيحق لنا العيش فيه دون أن نصد العدا و الجدبـا


هـو العراق كان للخلافة خير منزل ما أنفـك
ينهل من نور الحق ليقتحم الظلام و يرتق الشهبا(3)



 

 

1 2/ 3 / 2006
عنه/غفران نجيب
الأول من تموز 2007

 
(1) من حديث للخليقة الراشد عمر بن الخطاب رضيّ الله عنه
(2) من حديث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وســلم
(3) دار الخليفة الراشد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضيّ الله عنه
 
 
شـبكـة الـمنصـور
الاثنـين / الثـــاني / تمــــوز / 2007