زمن التوبة - زمن الحرب

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

اه من زمن جارح كالنمر
زمن يقرع جلد الريح
زمن يتأتئ إمام الشمس
ويتجول كالمتسول بين الاقمار
يصفع بعضه
ينهش بعضه كالذئب
زمن صغير صغير
لكنه كذرات اليورانيوم..
زمن راكد اسن
يسد امعاء الساعات
التي لم تحبل بعد
زمن يدفع الى المزبلة
بعجلات بدائية
وباظافر طويلة
على تربة الغرين
فوق رماد التاريخ
والكل من المشرق الى الغرب
يطبلون
يتظورون جوعا وعهرا
كالسلالات المنقرضة
وهم يهمسون
كالجواسيس
في الزوايا
في زمن النفايات:
هجر الناس القرية
وتحولوا الى ديكة في النوادي
يعلنون موت النهار
والنهار ما زال يغرد
كالطريد في حظن اهله المرهقين
بعروبتهم
والمثقلين بالحنين
وقيام العناق...
ديكة يرحلون لقتل الذباب
في المطاعم الفارهة
وعيونهم تلمع بالدموع والزكام..
وما زالوا يلهثون وراء الزمن
بغير فلك ولا بحار
بين الصحراء والانهار والبحار
والخلجان الممزقة..
لا شأن لهم
ان تراكم الثلج
فوق اجنحة العصافير
او حوصرت القرية
او سرق الزمن زمن المخطوطات..
لا حاجة للعناوين
ولا للمناقير
في زمن البطولات على الاسرة
حيث الموت مشاعا
على الصدور المباحة..
ايها الزمن الساكن في الجوار؟
كالصنوبرة
كالبلادة في بدوي..
كم انت غبي حقود
وكم انت قوي..؟!
حين وضعت جبل الانساب
على صدر الاغصان
واحكمت الطوق كالسياف
على عنق البرعم
ايها الممثل
بشواربك السرية؟
وقبعتك الساخرة فوق العقال..!
ايها الزمن:
اما زلت تكتب تاريخك بالزيت
وزيتك كالعقال يتأرجح
ليسقط في القاع كالزئبق
كبقايا المياه
في ساقية الخالدين
واثداؤك المفلطحة
تتسارع الى الكهولة
قبل التوبة؟
فما عادت عمليات التجميل
تنفع
فقد غادر الصهيل
زمن الامنيات
وتبعثرت الاهداب بالشيب....
سينهض ثالثة ورابعة وخامسة
ذلك الجندي الممهور بالبطولة
من ينبوع الدماء
من بين الجوع والطوق
بعيونه النافرة
ليطارد الفقاقيع
حتى تلتوي كالديدان
بلا زيت ولا ماء
ولا زيت ولا ماء؟
ولا ارصدة تخون الاصدقاء..؟!
ليبدأ زمن اخر
وانتم في زريبة القصر
راقدون رقود الفراعنة
فلا حاجة للمطاردة بالمدافع
وانتم تستجدون شجرة الانساب
المعلقة في زمن ادم؟!
ستجدون براعم القمح
حين لا خبز بعد الزيت ولا تمور
ستبحثون عن وطن بعرض الارض
ولا مجيب
ولن تخفق النهود
في مسرح الجوع ثانية
سوف تقرعون جلد الدويلات
لتجدون زرياب قد جف
ومات؟!
واصبحت (الحمراء)مركزا للاستشراق
فتبحثون عن دموع (عبدالله الصغير)
كي ترتون من ينابيعها
فتلعنون الزمن الممزق
ثم تصفعون الريح بالحذاء
وتعبرون المضيق بالبكاء
لتقرعوا باب العروبة من جديد
ولا من مجيب
ثم تبحثون عن حجرة
في بيت جدتكم
في اعالي الخليج..
لتعود الشاردة الى اهلها
تلعن اسماء الشوارع
فتكرهون نكران..
كما تكرهون دبلة الطاعون
وتخرجون من الخرائب
الى حيث الخضرة تبتسم لوجه القمر
واشجار النخيل المقدسة
المترعة بالسمو
والانهار تغازل الامطار
في زمن اخر
هو التفاح والزيتون
وبساط الخضرة في حظن جدتكم
حيث الابطال هم الابطال
يتسامرون مع سيف
لا يبلى ...

 

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م