منفاي وطني

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

تلك الرسالة اشم فيها
رائحة اهلي وسريري
وحين اقرأها
اسمع نبض اوردتي
ونواح اشجاري البعيدة
اشجاري القريبة...
حين اجدني في فناء عميق...
يحترق التائه في الليل
وتلسع الكلمات منكبيه
يحاول لمس طفولته
فتسقط الدموع على السيف
تبلل المجامير بين الاصابع
وتمتد اللفائف الطويلة مخنوقة بين الانامل؟
تقية الحرس..
ترحل الانامل
تتحسس دفئ الاهل
(بلا استثناء)
وتهرول النداءات نحو الاحشاء
لتدمي السرير القشي
كلبوة تحت الجلد
لكن هنا في الغربة
لا تستطيع الشهقات
ان تتنهد بحرية
حيث الحرس الممهور بالذنب
يجلد الهمس
ليرد عليه
اما كان الاحرى ان تكون معي
تطارد جيفة الوحشة؟
ايتها الرسالة الداخلة الى القلب
كطعنة القناص المتوحش
في ليلة استشهاد
خالدة
يا طرد الرصاص المحبب
كم تركت الرجل الغريب ممتليئا
وهو سفينة فارغه
وقهقهته الصامتة
تتلمس ثيابه المعفرة بالعرق والغبار
ضحكته تنحني كراهبة
في صخرة مطفأة
تحتضن الذبابة..
حيث لحن الرجولة
يتضخم في الغربة
ويصبح السيف
مرهفا كصديق..
الضحكة تلتهب في محرقة الاحراش
تغرق في بحر عميق للذكرى
حيث النار معلبة
كأدب الغربة المنشور على الاوحال
حينذاك يصبح العقل
نضيفا كالقطن..
الرسالة هنا مدعاة
للهرولة الاف الاميال
على جواد الكلمات
بين الجبال والادغال والوحل
والسكاكين والمقابر..
انها تثير الشهوة للرحيل
على عكازين الى القرية الام
على ظهر الليل..
الرسالة تمنح التائه عقلا جديدا
للخروج من الاسر
والاحتكاك بالوطن؟
حين تكون خارطة وأمشاطا ومرايا
وخبزا وماءا في الامكنة النارية
فكم طائر مجهول يلبي الدعوة
يرحل خلسة في المساء
حين لا ترى عشه
غير ازهار قرعاء..
الرسالة في الضجيج البدائي
تمنح الطائر عضلات الحقول
وصهيلا يمزق الاعناق
لتصبح الصحراء مسرحا
في فنادق الامراء..؟!
عندما اكون طريدا
تثيرني رسالة القرية
فتتمايل شهوتي
وتتعلق الروح بأوراق النخيل
يتسامى بخار الكلمات شعرا
وسيفا
ليختصر المسافات
بين العين والحاجب؟
وتصبح الارائك
في المنفى الاختياري
جنازة..
فيستيقظ الغريب من لهوه في المنام
يحمل بين يديه قصائده
وجعبة من ذخيرة الماضي
قبل ان يداس على الارصفة
يداس بخرق الاحذية البليدة
حين تنكس اعلامه امه....

 

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م