الى التائه الغريق في زمن الحروب

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

انت من انت
يا من تداعب اشرطة
بلون العراق
تجرجر زبائنك
المشغوفين برائحة الغناء...
وبحلاوة الطبق البغدادي
وهم يتجمعون حولك كالذباب
هؤلاء القائمون بين الارصفة
والمتكومون كالقمامة
المرابطون بلا صهيل
تحت الثلج
الخارجون من الجنة
كي يتسولون بالرغبة
وبالرعب من الفاكهة ؟
ايها المتسول
اما ترفع صوت الايقاع
لترى روعة مطر التاريخ في عيني
فما اضيع وقتك في الغربة
وانت تغسل الاطباق ببقايا الغرغرة
وروادك منهمكون في الثرثرة
بين البعوض الخرافي
واختلاق الاعذار المجنونة
حينما تصبح القرية الجيوب
والوجوه حمراء من الصفع
والوقوف على هاوية  الحافة؟
تحت الماء
والطين
قشور الموز
الجبن
الموت
وهي في أي لحظة تطرد
كالخراف
من الصف
الى لا مكان....؟!
اسنانك صفر
واسنان الحرس بيضاء كالارز
ماذا ستمنح في منفاك
الاختياري؟
غير سوار الهزيمة
ان تحصل في لحظة الحسم
والارتباك من المجهول
الماثل امامك
كثريا
ايها المنكب بالحلم
المعلق بأهداب المنبطحين
على شفاه الجياع
وهم يقضمونك في ندم سري؟
ايها الممحون بشهوة الغرباء
اين انت من سيفك
الذي ضاع؟
في ندم سري
ايها الضرير:
خذ صورة لي
وأنا احمل في يد خنجري
وفي الاخرى معولي
والعن ما شئت في؟!
كما لعنت كل الجرائم التي ارتكبت
في الحرب الكونية
الثالثة
وكل النهزمين
المشوهين
وهم يهربون:
بعد ان  شب الحريق
في اوراق النخيل
دون دليل؟
وحوصر التاريخ
على عتبة...
ايها المغفل
المخمور
بالحقد الاسود
والخطأ
لا بأس ان تلعن الشاعر
فقد يشتهيه الشرق
والاجداد
يوما ما...
ستجده هناك
بعد الظلمة
والاحتلال
يضرب بالمعول الحجري
كي يلامس الماء
ليصب الدعامة على الحدود
كي يعبر الاهل
دون جواز..؟!
الا ترى كلانا؟
في اعين
الارامل
الاطفال
الشيوخ
المصابين بحمى الرحيل
والتهجير
والموت
والحرق
ولا من مجير؟
دعني ايها الائذ بلغة
المهجر في بلده
ان اوحي لك
اترجم لك
لغتي القروية التي ما زالت تغتسل
(بماء الزاب والفراه)..؟
بذاكرة متعبة بالحقوق والحقائق
وعودة امست قريبة
بعد ملل الليل
معكم
وهو يجري كالسلحفاة
نحو حجرة ابي؟
دعوني اترككم
في مسيركم البطيئ
الى الموت
الى القبر..
اما انا :
فسوف ارحل بجلدي
 
بعيدا عن القهقهة
المقهورة
على الارصفة
كي يبعثرونكم الكناسون
دون حياء..
خذوا افلام الرعب
جنائن الجنون
الطاعون
موت الجراء..؟
ايها النتنون
اتركوني افتح القصر المدنس
اطهره من بقايا البغاء
والعهر
القتل
السكر
فأنا اتصدع
وقليل من بغداد
يكفي
لرجل يبحث عن ملاذ
طاهر
ولا ملاذ
سوى وطني ...

 

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م