يوسف الثاني الثالث ال ....

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

كانت الدنيا عصرا
والساهر الوحيد
ما زال ينزف على فوهة النار
يحصي الجراح
مكسوا بالحلم
والتفيؤ تحت قبة تموز
كان يشم رائحة
يقترب من الاصابع
عبر ثقب الشمس
وفجأة يسمع حسيس الغرباء
هاتفين من وراء الباب
سمع قلبه
يصرخ ايها المظطجع
انا الزائر
كمنقار عصفور
جاء ليحميك من الغربة
جئت من بين المقابر
وجماجم الاطفال
لتحتسي من خدي عرقك
لتتساقط دموعك مثل لحمك المهاجر
في الجب
جئتك بالنرجس والياسمين
من بين زوايا الزمن
ادوس بقدمي رائحة اليأس لاذبح بخنجري
الاشواك المغروسة في الريح
احرق اوراق الخريف
امسح الدم النازف من اوردة الانتظار
ايها السارح في روابي القرية
بين نواطير قدامى
ذابوا كالملح؟!
الان:
هل تفتح باب سجنك الذي تشتهيه
او ربما مقهور عليه
كي ارمم عظام قصائدك
واصبح حبرا اخر في جردائك
قبل ان تغرق العالم بدموعك
ايها الذي لم يذق طعم الشفقة
بعد ابيه..
اما يكفي الان للزائر واقفا وراء الباب
وأنت سارح
تجوب الرفاق
تحصي الخناجر
والسيوف المرهفات
وحولك وحوش
تطاردك
كأنك الافيون
اه
لو تدري من واقفا وراء الباب
قبالة العرين البدائي؟
ايها الجبل الابيض
لهويت عليه
فم على  فم
او
ان لم تسمح لي
فخذ صراخي من تحت العتبة
فأنا مجهول في الغربة
ما زلت عصفورا
يستبق الارصفة
قرب بابك المختوم
بغياب الذئب والجب
وقميص قد دبره
سوف اجلس عاريا تحت النافذة
محتشما بالرائحة
التي ستصلك في قوافل السيارة
اما زلت في بطن الملك
تفسر الاحلام
تدقق اوراق الخزنة
تعطي المزيد من الصاعات
لاخوتي...
اما زلت تقول:
اطلب ما شئت
يا ابتي
اني حي
خارج السرب المدلس
ووراء عتمتي
حزمة اخوتي
والصباحات في البئر
ولا احد يحاول
معرفة السر
سواك؟
يحاول معنى الصمت
وراء الدوي
وصعق الصهيل
لكنهم يعرفون
صرخات الجهل والطمع
حين تتشكل الانانية ذئبا
تأكل نفسها بالمكر والخديعة
ها
هي الكذبة تفضح نفسها
ويعود الشيخ
والبزة الناصعة
والاسماك
ما دام هناك
قلبا
الها
والمجهول
دفتر مفتوح..

 

 

 

 

كيفية  طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٧ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م