في عيد ميلادها سألتني فأجبتها بهذه القصيدة :

قالت : بعد غد ٍ ميلادي
ماذا تهديني يا أمـّــي
وتأملت قليلا ً , فتشت بروحي عن أمر ٍ يرضيها
قلت لها : في السوق هدايا لاتحصى
أغلاها لا يرقى لحبيبة قلبي
وشرائطه لا ترقى
لجمال يديها ...
ضحكت قائلة ً ما الحل إذا ً
قلت : سأعطيك الأغلى والأجمل
قالت : ماذا ؟
قلت لها قلبي .....
ابتسمت ثم ّ بكل براءتها قالت : لا ..لا
قلبك نار ٌ أخشى أن تحرقني ,
قلت : سأخمد ناري بدموعي ...
وعلى موج الدمع أفك شراعي

وسنبحر في القلب سويا ً ...
سترين هناك سماء ً صافية ً بنجوم ٍ زرق ٍ
ومدائن نور
وهناك جزائرُ نخل ٍ وشذى طلع ٍ وطيور
تتخللها أنهار من مسك ٍ وعبير
سترين بيوتا ً من فل ّ ٍ وحنين
وقناديلا ً من وهج العزّ ِ ترف ّ ُ طوال الليل
أسماء الشهداء عليها
وعبارات وداع ٍ قالوها من غير وداع ٍ
لرحيل لا يشبه أي ّ رحيل
سترين وجوها ً تسكنني
وقلوبا ً تتفتح كالريحان
ستشمين بخور الأجداد
وسيخشع قلبك عند سماع القرآن
سترين قطارات الحزن تمشط أوردتي
وهي تئن لأحزان الأطفال
وهموم نساء بلادي بعد غياب البدر
وما طاف من الهم ّ ِ على أكتاف الاحرار
سترين برغم الحزن المدرار
جسورا ً من ورد فواح
تربط أفئدة الناس إلى بعضهم البعض
سداها الصبر ولحمتها الإصرار

وهناك على شجر القلب يغرد
طير الوروار
سترين بأدنى جزر القلب
مفاتيح الأسرار
سترين بقلب القلب جميع
فصول العام
شمس ٌ مطر ٌ ريح ٌ
طيب ٌ يخرج من خدر الأكمام
شمسٌ تـــتــفـتح
برق ٌ يقدح
وعصافير تتقافز مثل الأحلام
سترين أعز الناس
وقصائد لم تكتب بعــدُ على قرطاس
أدعية ٌ وتمائم َ للوطن المأسور
وعهد مسطور
كل سنيني تتجلى بين يديك
تتجلــّـى في ضوء شموع الميلاد
الشمع النابت في طين القلب
كنخل البصرة
أو كالعنقاء قبيل تجلــّـيها
تنفض عن جنحيها كل رماد
للوعد ستنهض , شمس يقين ٍ
فتضيء جميع الأبعاد
ها هو ذا قلبي فخذيه ِ
بأجمل من يسكن
فيــــــه ِ