بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بــــــــــغـــــــــــداد

شبكة المنصور

منذر عبد الجبار البكر

تأريخ تسعة أربعة وثلاثة بعد الألفين


زرع جرح بالقلب تأريخ تسعة أربعة
وأربع من السنين العجاف الموحلات
رحلتُ عنك بغداد باكيا
وهل باكيا سأعود !!!
والدار مو مثل داري بقت
لا أهل ولا جار ولا زوار
تمزقنا في دول ... أغراب
مهاجر أنا ومرتحل أخي وأختي
ومُهجَّرٌ جارنا غير مختار
ويسألوني عنك ... بغداد...
حزينة بغداد ينعق في أرجائها الغربان
من تاريخ تسعة أربعة
ذبح العراق إبتدء
لمن يسكن الديار
و نهر ثالث يجري من الدماء
لا ماء ... ولا كهرباء
ولا أدوية ... ولا طاقة
وضرع ... لايسمن ولا يغني من جوع
ولا حتى حياة ...
هامــاتي كلها بزهو ويــــوم الغـــزو أسقطت
وأخلاق بعض الربع مـــدري شبلاها أسقطت
وياريــت أم النـــــذل بأول حمـــــلها أسقطت
ومن كان رمة لحـــم من الشهور أربعة
يا حيف باعوا وطن بأوراق ميـه أربعة
زرع جرح بالقلب تأريخ تســعة أربــعة
*****
هنا بغداد ... بغداد لم تنحني للعاديات
هنا الطغاة على مدى الأيام سادوا
هنا الغزات على مدى التأريخ بادوا
واليوم عادوا ... بشروهم
هاهنا سيقتلون ويخنقون من الأعناق
هنا الأرض التي أعدائها أغتصبوا وقبلهم الرفاق
هنا الخير العميم المستديم
هنا الشعب الفقير المستجير
هنا نهايات الكرامة والمودة والتنافر والشقاق
هنا بدايات الحضارات الأبية
هنا نهايات الشعارات الغبيه
هنا مقاومة تتجرع المحتل ماءاً زعاقا
تأريخ تسعة أربعة
بيه الزمان إندار
يا رب ... أليك نتذرع
الى مَنْ تكلُنا أالى عدوٍ يتجهمنا
أم إمرىء ملكته أمرنا
إن لم يكن بك غضب علينا
فلا نُبالي
حيّوا معي من يسكن الديار
أحنُ أليكَ يا عراق
كل العراق ... والبصره الحبيبه
مدينتي طيبة الذكر ... حزينة على عسر أهلها
والى أحبابنا الأخيار
والى كلِّ الطيبينَ الأبرار
الى ذكرياتنا الصغيرة
التي كبرت فيك يا عراق
لي بهم شوقٌ ووجدُ
لكن الدار قفراء
والمزار يحفَُه الظلمَ والطغيان
تحطمت الصواري وهوتِ القلاع
لم يبقَ فيه سوى الضياع
ترون كل يوم كيف يُذبح العراق
من الوريد الى الوريد
*****
إنها بغداد أيها الأوغاد
إنها بغداد ... إنها بغداد
أمطروك ... وصبوا عليك
من القنابل والصواريخ العابرات*
أعدت خصيصا للعراق
دون تفويض ولا شرعيه
بكذبٍ لفقوه في مجلس الأمن
وفي وسائل الإعلام والفضائيات
وفي العالم أجمع
وبآن كذبهم
أمام العالم
وتهاوى جمعهم
أرادوا تفتيتَ العراق ؟؟؟
ليجعلوا منه مرتع الإرهاب
بوش الصغير الحقير... أعلنها
حربا صليبيه ... فبان حقده وخسىء
وأيده كلبه بلير الخبيث
ولم تغب إسرائيل بمخططاتها وكيدها
وإيران لم تكن بعيدة عن تصفية حساباتها
ومن جاء من العراقيين معهم
ممن سخروهم للبين وللفساد
وجُمعَ معهم جَمْعٌ
سرعان ما تشتت وحدته
كانت وبالا عليهم
ولعنة على رؤوسِهم *
لكنهم تركوا لنا
المرضى
والجياع واليتامى
والثكالى والأرامل
و عاهات مستديمة
ومعذبوا المُعتقلات
والمُغتصبات
والأطفال والنساء المَذعورين
أمام العسكر المسعورين
لدى مداهمات الآمنين
ونهبهم الأموال والمصوغات
وكلَّ ما غلا ثمنه وخف حملة أو ثقل
والجثث التي ظلت من دون هويه
والمعانات النفسيه
ولم يتوقف النزيف
بل أمتد الى أساتذة الجامعات
والمهندسين والاطباء والعلماء
والصحفيين والفنانين ...
واصحاب الأعمال والصناعة والتجار
وقبله كان الجيش والأمن والإعلام
فإستباحت حدوده
وإنهار الأمن والأمان
وأمتد كيدهم على كل
ما دبَّ على الارض وغُرس من اشجار وجَرى من نهروترعه وأُُنشأ من بناء
على أرضِ العراق
فدمروا الحياة بكلِّ ما فيها
ونَسفوا وفجروا المساكن
والمدنُ العامرة
بالطائرات والمدفعيه
وما مَلكت أيديهم من ... الأسلحه المُحرمه الخبيثه
وكلَّ ما وصلوا اليه ... من تكنولوجيا الإجرام
وأمام هذه الضبابية الخانقه
كيف لنا أن نؤرخ لتاريخ العراق ؟؟؟
في أربع من السنيّن ...
والمعركه بدأت ... مع الحصار
قبل ثلاث عشرة سنة
أستوطن الحصار ... العراق
فأهلكوا الحرث والنسل
والملايين من الأطفال
والنساء والشيوخ
وجردوا العراق
من كل مناحي الحياة
وكان حصارا ظالما ... وحقدا دفينا
وعانى شعب العراق تبعاته
وأضحى العراق وأهله حبيس الدار
ليمهدوا لحربهم الخائبه
وظنوا كما ظن غيرهم
أن العراق سيتآكل
لأنهم أختصروا العراق ... بشخص
فهل تختصر أمجاد العراق وتأريخه ؟؟؟
كلا وألف كلا و خاب ظنهم !!!
ولكي لا ننسى التاريخ و أحداثه
تسعة عشر من آذار أعلنوها حربا
وبدأ ت المقاومه من أم قصر
وفي تسعه أربعة ... دخلوا بغداد غزات محتلين
وفي الأول من مايس
أعلن بوش الحقير الصغير
إنتهاء العمليات الحربيه
في العراق ...
وأعلنت المقاومة الباسله عملياتها
لتلقن المحتل اللئيم درسا قاسيا
ولتزلزل الأرض فوق جثثهم
ولتقتل أكثر من ثلاثة آلاف ومائتين
من عسكرهم الخائب المهزوم حتى تاريخه
ومثل ذلك بالعشرات
لمرتزقته وشركات الحماية وغيرهم
وإن لم يعلنوها بالأرقام
ولتصل حصيلة جرحاهم الستين ألف
جلهم يحتاج الى تأهيل
كما تفشى الإنتحار والعقد النفسيه
وقامت المقاومه طيبة الذكر
بتحطم دباباتهم وناقلاتهم
أما الهمفري والهمر فكانت صيدا سمينا
وكذا مروحياتهم وطائراتهم
ولم يسلم تمويلهم وعُدَدَهم
حتى أضحت الحرب ... محرقة الدولار
كلفتهم أكثر من ثلثمائة مليار دولار
وهكذا كان فعل المقاومه وأدائها
فإلى جَمع المقاومه تحية تقدير ووفاء
***
وأُهين بوش الصغيروزبانيتة ... في عقر دارهم
ولم يبق معه ممن نادوا بالحرب
غير تشيني صاحب القلب الأسود المريض
وتمزق شملهم
وفقد بوش الغالبيه في المجلسين ... الكونجرس و الشيوخ
بعد ان فقد مصداقيته أمام شعبه والعالم أجمع
وإجتاحت المظاهرات المدن الأمريكيه
وأضحت الويلات المتفرقه ...أكثر منها متحده
و إنهار بلير الدعي سياسيا
وفقد الأذناب من العراقيين مراكزهم
وتهاوت المنطقه الخضراء
بعد ان حصنوها ... لأربعٍ من السنيّن
إنهال إنفجار على رأس (بان كي مون والمالكي)
ثم فجروا مجلس النواب المهلهل
ومن قبلُ نَسَفَ المُحتل اللئيم
جسر الصرافيه التراثي القديم
وقبله شارع المثنى قلب بغداد الثقافي
*****
تسعة أربعة... و بعد أربع من السنين
هرول ما يسمى برئيس الحكومة
للإ ستجداء من اليابان وكوريا
وأعلن من هناك ...
أن لا جدولة للإنسحاب ؟؟؟
هروبا من إنتفاضة بغداد
ويرفع نصيحتة ...
يا عراقي ... كن عاهراً
فالعاهرات باتت تصنعن الأمجاد
تفتح لك البواب
وتستقبلك أمريكا بالترحاب
إعطِ النفط هديَّة مُزجاة لأمريكا
نافق لهم وأخسف بالشعوب
واجعل بغداد نيران صديقة
يسمع لك الأصحاب
وتخشاك الرقاب
وأمتلك الأشياء
اجعل مصلحتك هي الأهم
ولا تحمل الأعباء أو الهم
وأهدر في سبيل ذاتك الدم
وبالمظاهر فقط إهتم
أهجر المبادىء والقيم
وتظاهر بالغباء والصمم
فهذه هي صناعة المخلصين العرب اليوم
*****
تأريخ تسعة اربعة
بيه الزمان إندار
وإستخدم المحتل الخبيث
مرتزقته التي أضحت بحجم قواته
من منظمة فرسان مالطا ( منظمة بلاك وتر وشركة دين كورب )
وأصدر بريمر سيء الصيت ( في 27\6\2004)
حصانة قضائية من الملاحقة القانونية لهم
وأوكلت لهم أعمال الحرب القذره
وماتم على أيديهم في الفلوجه و النجف وسجن أبو غريب
يندى له جبين الانسانيه وليزرعوا الفتنه والشقاق
فأستشهد مليون من أهلنا الأبرار
وجرح ثلاثة ملايين
ولجأ في دول الجوار
مليوني عراقي
هاربين من جحيم الأحتلال ومرتزقته
والمليشيات الطائفية
وفرق الموت الإيرانية و العراقية
وخطط الإباده التي تنفذها الحكومة
وهُجِّرَ عن دورهم
مليوني عراقي
للأنفلات الأمني
والتغلغل التخريبي
وغياب القوانين
وسيادة شريعة الغاب
وقتل مائتين وخمسون
من أساتذة الجامعات والعلماء
ولجأ لدول الجوار أربعة آلآف
وعشرات مثلهم في كل الإختصاصات
وهكذا غاب عن العراق
و غيبهم الإحتلال ثلث العراق *
ونهب المحتل ثمانية مليارات ... من العراق*
وشاع الفساد في كل مرافق الحياة
من الوزير الى الفراش
فلا قوانين تردعهم
ولا حكومة تحاسبهم
وأحزاب سياسية تحميهم
فأصبح العراق
بلا رقيب ولا مجيب
فلا حول ولا قوة إلا بالله
اليه نلجأ ... وبه نستعين

شبكة المنصور

السبت / 09 شــــوال 1428 هـ الموافق  20 / تشــريــن الاول / 2007 م