بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عراق موحد عراقي

 

 

شبكة المنصور

منذر عبد الجبار البكر

 

 لا تدس على قبري
بعد مماتي
يكفي انك دست
على قلبي في حياتي
تفضل يا زمن
وأقرأ كتاباتي
وأشعاري وآهاتي
فأنا المجروح و الجارح
أغلى من حياتي
ياعراق ... عراقي أنا
( ليش إلي نحبه نفارقه)
(وليش إلي يحب يتعذب)
يا عراق
والعمر تجري نواعيره
هذا الزمن
يحفر اخاديده
يشعل الشيب
والقلب مكلوم مهموم
حتى القلب
شقت سكاكينه ... قلب مفتوح عملها
و نسدت شرايينه
***
سنين هذا الزمن
تجري علينا ركض
لا تترك لنا ... تفكير
حلو الحياة ومرها
غناها وفاقتها
رؤاها ووعيها
عطائها وشحتها
يسرها وبؤسها
جمالها و قبحها
***
آلمني الفراق
وزاد اشتياقي
الى العراق كل العراق موحد
وهام بي طول السهر
فهل من صبح
يجلو عني
ذكريات حاضرنا العاثر
ليطوف بي في رحاب
رؤى الماضي ... بماضيه
وإن أحلام يقظان
ماض
يحمل في طياته
آمالي و عنفوان شبابي
يدق ناقوسه
في كل الأحايين
فيه الشقاوات
والآهات
والأ فراح
والحب
والزهو
وأجمل ما فيه الحياة
وأحلى ما فيه الصفاء والجمع والوجد
مسلسل مترابط الحلقات
كنا قرأناه !!!
سمعناه !!!
وعشناه !!!
سنوات تسير بنا الى السبعين مثقلة
شوقي اليه رؤى الأيام
وأيام الأمارات
واقع طوقنا بحنانه
وعالم سبرنا أغواره
طفنا حوله
شماله وجنوبه ... شرقه وغربه
***
لم نتأمل ان يكون القادم
احتلال العراق
تاريخ تسعه اربعه
زرع جرح بالقلب
مستقبل دموي قاتم العبرات
يفرق ولا يجمع
يشتت ولا يوحد
لم يرحم صغيرا ولا أمراتا ولا شيخا
ولا حرمة لدار أومسجد او دار عباده
حطم تاريخ العراق ومكتباته
ومؤسساته وما توقف
وما فعله بالمعتقلين في أبوغريب
يفوق كل تصور
هاجر اهلك يا عراق وتشتتنا
على سعة هذا العالم !!!
وقدمنا اليه اللجوء والالتجاء
خوفا من قادم الأيام
مجبرين مهزومين غير مخيرين
عشنا ايامه السود
وما زلنا ...نكابدها
وطالعنا يقرأ
ظلم وقهر وتدمير
والواقع يخذلنا يوم بعد يوم
بمحتل لئيم خبيث
وحكام تابعين مهزوزين
وجلاوزة عتاة خونه
جل همهم سقط المتاع
ونهب خيرات العراق وأهله
ولعنة العراق حلت عليهم ... فتشرذموا
مذ وطأ المحتل أرضنا
وعاث فيها الفساد والتفجير
وزرع في ربوعها
الهم والبؤس و الشقاء
والقتل والتعذيب والبلاء
والشقاق والهجرة والتهجير
واضحى العراق
دماء ونحيب وأشلاء
وتقف المقاومة شامخة
عصيه على المحتل واعوانه
والعراقيون لن يقبلوا بالتقسيم
ولن نقبل تشتيت العراق دويلات
متفرقة طائفية وعنصرية هجينه
و أتساءل ... أين أهلك الطيبون الأبرار
يا عراق
أين... أين... أين هم ... يا عراق
رحلوا ...هجروك ... تركوا كل ما يملكون
ضاقت عليهم حتى الديار الحبيبه
حتى تنجلي الغمه عن هذه الامه
لكنهم ظلوا مخلصين لحبك ... يا عراق
اليك ... اليك ... موحدين
ترنو اليك عيونهم
وتكتحل بتربتك عيونهمن
يا عراق ... العلم والخلافة والحضارات
بحبك مهوسون ... بل يلهجون
واليك ... راجعون ... راجعون
عائدون ... عائدون
بأذن الله ... عائدون

 

منذر عبد الجبار البكر
ابو ظبي 30/ 10 2007

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 27 شــــوال 1428 هـ الموافق  07 / تشــريــن الثاني / 2007 م