سَأحْمِلُ شَمْعِي
مُتَكِئَاً ، دَامِي القدَمَين ِ،عَلى ضِلعي
وَسَأجْلِسُ قربَ البَابْ
أنا أوّلُ مَنْ يَأتِيكَ مِن الأحْبَابْ
مُنذ ُالأمْس ِ
تَوضَأتُ بدَمْعي
مُنتَظِرَاً أنْ تَأذَنَ للقلبِ بأنْ يَدخلَ هَذا المِحْرَابْ
أعْرفُ أنكَ تَنفضُ عنكَ غُبَارَ القبْر ِوَتَمْسَحُ أتربَة َالأهْدَابْ
وَتُحَاولُ أنْ تَسْتَعْجِلَ نَفسَكْ
لا تَسْتَعْجِلْها
خذ ْوَقتَكْ
مَا زَالَ الفَجْرُ عَلى الأبْوَابْ
وَالناسُ يَجِيئُونَ مِن المُدُن ِالغَرْقى
بالصَمْتِ
وَبالمَوْتِ
وَأحْذيةِ الأغرَابْ
خذ ْوَقتَكْ
لا تَحْفَلْ بالضَوْضَاءْ
يَا أجْمَلَ كُلِّ الأحْيَاءِ المَوْتَى وَالمَوْتَى الأحْيَاءْ
مَا زَالَ الناسُ يَجِيئُونَ وفي أيديهِمْ شَمْعٌ وَبَخورْ
وَلَفَائِفُ أدْعِيَةٍ وَنُذورْ
وَأَوَان ٍللحِناءْ
مَا زَالَ الأطفالُ كَعَادَتِهِمْ في هَذا اليَوْم ِأمَامَ المِرْآة ْ
يَختَارُونَ
مَلابسَهُمْ
وَشَرَائِطَهُمْ
وَأنَاشِيدَ الفرحَةِ وَالأصْوَاتْ
فالمَوْعِدُ بِضْعَ دِمُوع ٍعَنكَ وَشَهْقة َسَاعَاتْ
مُتَسَعٌ للوقتِ لَدَيكْ
فاختَرْ بَدْلَتَكَ البَيْضَاءَ كَقلبِكَ
أجْمَلُنا أنتَ الليلة َ
والأجْمَلُ قيدُ يَدَيِّكْ
يَا مَاءً عَطشى أعْيُننا فافتحْ عَينيِّكْ
خُذنا في أحْضَانِكَ خُذنا
منذ ُزَمَانْ
وَنَحْنُ نَتُوقُ لِهَذي الأحْضَانْ
بَردنا
واللهِ بَردنا
وَتقوَّستِ الأضلاعُ على الأضلاعْ
في عَتمةِ هذا البَحْر ِنَجرُ لهَاثَ العُمْر ِمِنَ الخوفِ إلى الخوفْ
وَمِنَ القاع ِإلى القاعْ
هلْ للسَّاحِل ِنافذة ٌ؟
للسَّاحِل ِنافذة ٌلَكِنَّ القاربَ دُونَ شِرَاعْ
مَنْ أجْمَل مِنكَ الليلة َ
يَا مئذنة ًتمشي فوقَ الأرض ِفينبتُ عُشبُ الفقراءِ على الغيمَاتْ
ونسْمَعُ دَمْعَ اللهِ يسيلُ على الطرُقاتْ
افتحْ عَينيِّكْ
مُتسَعٌ للوقتِ لدَيِّكْ
المَوْعِدُ آتْ
وَالسَاحَاتْ
امْتَلأتْ بالدَّمْع ِوَبالشَّمْع ِوَبالشَهَقاتْ
جئنَاكَ وفي أيدينا يَاقوتُ اللحَظَاتْ
كُلّ خَلايانا أفئدَة ٌتتقافزُ حَوْلَ ظِلالِكَ
وَالأضْلاعُ مَنَاديلٌ بيضٌ في الشُرُفاتْ
أوْصَيَّنا بَعْضاً أنْ لا نُزعِجَ قمْحَ عُيونِكَ بالشَّكْوَى
وَنُطِيلَ وُقوفَ الدَّمْع ِعَلى أعْتَابِ البَلوَى
مُنذ ُالفَجْر ِتَسيلُ عَلى أيْدي الأطفال ِالحَلوَى
مُنتَظِرينَ خُطَاكَ عَلى وَقع ِالآهَاتْ
إدْلِقْ أنفاسَكَ فوقَ رُؤوس ِالأطفالْ
وَامْسَحْ شَعْرَ الضَحِكَاتْ
ابْيَضَّ الشَعْرُ وَصَارَ نَحِيفاً وَنَحيلْ
لكِنَّ الرَأسَ طويلاً مَا زَالْ
أيَّة ُأجْنِحَةٍ تَنبتُ في الكفيَّنْ
وَأنتَ تُعلّقُ خِلخالَ الفرحَةِ في القدَميَّنْ
فيسيلْ
دَمْعُ الشَّمْع ِ
وَدَمْعُ العَينينْ
خُذ ْوَقتكْ
وَانزَعْ عَنْ عُنُق ِالقاربِ حَبْلَ الصَيَّادْ
وَاتبَعْ أثرَ المَوْج ِعَلى المَاءِ الظامِيءِ
مَنْ أمْهَرُ منكَ بمَعْرفةِ الدَرْبِ إلى بَغدَادْ
لا الصَمْتُ
وَلا الصَوْتُ
وَلا التابُوتْ
يُحْسِنُ تضليل المَطَرَ الصَّاعِدَ مِن حُزْنِ النَهْر ِإلى المَلَكُوتْ
سُكُوتْ
سَيَطلُ القمرُ الدَّامِي مِن شُرُفاتِ الغيمْ
وَيَمْشي بينَ الدَّمْع ِوَبَيْنَ الشَّمْع ِفينطفِيءُ الضَّيمْ
وَيَنقشِعُ الطاغوتْ
مَنْ أجْمَل منكَ الليلة َيَا بنَ السَّبْعِينْ
يَا (جُمَّارَ القلبِ)
وَيَا مَاءَ الوَجْهِ
وَأفرَاحَ المَحْرُومينْ
ننسَى أسْمَاءَ بَنِينَا
ننسَى أوْجُهَنا وَدُمُوعَ العُمْر ِعلى أيْديِّنا
لكِنْ لنْ ننسَى (اليَوْمَ الثامِنَ وَالعِشرينْ)

 

شبكة المنصور

03/05/2007