بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

المهرولون والصحوة

 
شبكة المنصور
ابن الانبار البطلة
 

(1)

سقطت فيكموا آخر جدران الحياء

وفرحتم..

ورقصتم..

وتباركتم بتشكيل صحوة الجبناء

لم يعد يرعبكم شىء

ولايخجلكم شيء

فقد يبست فيكم عروق الكبرياء

 

 

أحد جوامع الانبار

(2)

سقطت..

للمرة الخمسين .. عذريتكم

دون أن تهتزوا.. أو تصرخوا

أو يُرعبكم مرأى الدماء

ودخلتم فى زمان الهرولة

ووقفتم بالطوابير كأغنام أمام المقصلة

وركضتم .. ولهثتم..

وتسابقتم لتقبيل حذاء .. القتلة

(3)

سقطت غرناطة

للمرة الخمسين .. من أيدى العرب

سقط التاريخ من أيدى العرب

سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة

سقطت كل مواويل البطولة

سقطت أشبيليا..

سقطت انطاكية

سقطت حطين من غير قتاال

سقطت عمورية

سقطت صابرين فى أيدى الميليشيات

فما من رجل ينقذ الرمز السماوى

ولا ثم رجولة....

(4)

لم يعد فى يدكم..أنبارٌ تملكونها

سرقتم الأبواب

والحيطان ..والزوجات .. والأولاد..

والزيتون والزيت

وأحجار الشوارع

سرقتم عيسى بن مريم

وهو مازال رضيعا

سرقتم ذاكرة الليمون

والمشمش.. والنعناع منا

وقناديل الجوامع...

(5)

تركوكم كالكلاب

بلا مأوى....وبنوا لكم بيتاً

بلا سقف ولا أعمدة

تركوكم جسدا دون عظام

ويدا  دون أصابع

(6)

لم يعد ثمة أطلال لكى تبكوا عليها

كيف .. تبكون مدينة

أستلبتم منها حتى المدامع ؟؟

(7)

بعد هذا الغزل السرى فى بغداد الجريحة

خرجتم عاقرين

وهبوكم وطنا أصغر من حبة قمح

وطنا تبلعونه من غير ماء

كحبوب الأسبرين !!...

(8)

وسيتركوكم

تجلسون الآن على الأرض الخراب

ما لكم مأوى .. كآلاف الكلاب !!

 

(9)

وسترون...وستبكون...وتلعنون...وتهرولون

ما لكم وطنا تسكنون

الا السراب.

ليس إنقاذاً..

ذلك الأنقاذ الذى أدخل كالخنجر فينا..

انه فعل اغتصاب !!...

(10)

ما تفيد الهرولة؟

ما تفيد الهرولة؟

عندما يبقى ضمير الشعب حياً

كفتيل القنبلة

(11)

كم حلمتم بسلام أخضر

وهلال أبيض......وبحر أزرق

وقلاع مرسلة...ومناصب...وكراسيْ

ووجدتم فجأة أنفسكم فى مزبلة!!

(12)

 وسيأتي...وأتى... من  يسألكم

عن صحوة  الجبناء ؟؟

لا أنقاذ الأقويا القادرين

وسيأتي...وأتى.... من  يسألكم ؟

عن سلام البيع بالتقسيط

والعُهر بالتقسيط

والصفقات...والتجار.. والمستثمرين؟

وأتاكم من  يسألكم..

عن صحوة الميتين..؟؟؟

وظننتم أنكم أسكتوا الشوارع

واغتلتم جميع الأسئلة..

وجميع السائلين...

(13)

وتزوجتم بلا حب

من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا

مضغت أكبادنا..

وأخذ تكم الى شهر العسل..

وسكرتم ... ورقصتم..

واستعدتم كل ما تحفظون من شعر الغزل

ثم أنجبتم - لحسن الحظ –أولاداً -ا معاقين

لصوص..قتلة...عملاء...أذناب......؟

لهم أشكال الضفادع

وتشردتم على أرصفة الحزن

فلا من بلد يحتضنكم

أو من ولد !!

(14)

لم يكن فى الصحوة شيخ عربى

أو طعام عربى......أو حياء عربى

فلقد غاب عن الصحوة المزعومة أشراف البلد.

أي صحوة-أي رذيلة –أي عُهرٍ

عن أي شيء تتحدثونْ

(15)

كان مهر الصحوة المزعومة بالدولار

كان الخاتم الماسى بالدولار

كانت أجرة المأذون بالدولار

والكعكة كانت هبة من أميركا..

وغطاء العرس والأزهار والشمع

وموسيقى المارينز...

كلها قد صنعت فى أميركا ...في إيران

(16)

وانتهى العرس... ولم تحضرالأنبار الفرح

بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية

ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..

نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى..وقم..وطهران

وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:

ليسَ هذا العُرسُ عُرسىْ..

ليسَ هذا الثوبُ ثوبىْ..

ليسَ هذا العارُ عارىْ..

(17)

وأستصرختْ الأنبار أهلها..واأهلااااااااااهْ ...!

واعروبتاااااااااااااااااااهْ

يالثاراتي....يالثاراتي ....يالثاراتْ الشرفاءْ...!

وأنهزمواَ...وَسَينْهزِمُ .....هؤلاءْ الجبناءْ......!

وأتاكِ يأختاااااااهْ الشُرفاءْ

ليَغسِلوا عارَ مَنْ ألبسوكِ ثوبَ الخِزيٌ والخنوعْ والرياءْ.

 

 
 
 
 
شبكة المنصور
الاربعاء / الثالث والعشرون / أيــار / 2007