أعظمية الصمود
يا مدينة الثورات يا منبع الأبطال والرجال
يا كتابا مسطرا ً بالمعارك السجال
ياقلب بغداد الأسيرة
كيف قيدوك بالسلاسل والحبال ؟
وكنت ِ بالأمس رمزا ً شامـخـاً
وكنت في الشموخ كالجبال
وكنت ِ بالصمود والعـز زاهـية ً
وكنت ِبالحق فصيلا ً بين الفِصال
عجبا ً أصبحت ِ بين الليل والضحى
تحــت إحـتـلال
وسـقطت ِ مكبلة ً عاجزة ً مثقلـة ً
بجرح عميق وقف النـزف فيه إستحال
جيوش الكفر إستحلت كبريائك ِ
وإستغلت أرضك ِ أبشع إستغلال
أ تذكرين ؟ كيف داهـمونا في غفلـة ٍ
وكيف كانت بغدادنا سهلة المنال
وكيف كان الصقر فينا محاطا ً
بشعبه وجمع البواسل الرجال
وكيف كان يدعونا للصمود
وكان فينا أول الفرسان في القتال
وكيف خاض الصعاب في أرض المطار
ولم تثـنـيه شـِدة ُ القـِتال
وضل واقفا ًصلبا ً شديدا ً
وفي عينيه تعب السنين الطوال
وكان يرمق التافهين المطبلين الراقصين
وهو عالم ٌ الى ما سيؤول اليه ذلك الحال
وكان عارفا ً بالخطب اليقيـن
وكان عارفا لما سيشهد العراق من أهوال
أ تذكرين كل ذلك ؟
بشدة ٍ بـَكَيـتِ يومها كالأطفال
أ تذكرين حين لاذت الجموع بالنعمان ؟
وإستبسلوا في حضرة النعمان الرجال
حين أحرقوا الأرض تحت المعتدين
وأشعلوا نيرانها خير إشتعال
حينها وحينها فقط علـِم الجميع
إن العراق قد أنجب المقاومة
وإن الجهاد شرعاً وقانونا ً حـلال
وحتى يومنا هذا فأنت ِ الحق في العراق
وأنت ِ أنت ِ عنوان ُ شهامة الأبطال
أ تذكرين ؟ حين ثار فيك بعثٌ مُشرِف عتيد
من بين أبنائك ِ ومن خلال
وحين ثارت فيك ِ تموز المجيدة
ثورة الثورات البـِسـال
وعلمتنا كيف نحيا كراما ً
وكيف بالعـزِ يستشهد الرجال
وعلمتنا رد كيد أعدائنا
وعلمتنا الكفاح بالسيوف والرماح والنبال
وعلمتنا أن نحمل المصاعب الجليلة
وأن نحمل المصائب الثقال
وتعلمين كيف جائت إذناب الإحتلال
جاء الحاقدون الكارهون
يبحثون عن وسيلة لمحو خيرة الأجيال
قادمين بحقد ٍ دفين ومن شرق ٍ مقيت
يعبثون كالعابثين بالرمال
وجائت رغباتهم الكريهة المسمومة
وحلمهم بتقسيم العراق
الى وسط ٍ ودولة ٍ في الجنوب ودولة ٍ في الشمال
وبرغبة إنتقام بكل شكل أو مثال
من دون فرق ٍ في حرام ٍ أو حلال
وإنما مجرد إستعباد ٍ وإذلال
وزع فتنة ٍ وأختلاف وإختلال
ولكن هيهات .. هيهات
في نواياهم قتل العروبة وإجتثاث البعث ٍ الأصيل
ألم يوقنوا أن بالعراق حزب فكره عميق وعمدانه شعب عريق ؟
ورمزه أسطورة ٌ النضال
ألم يعلموا ؟؟؟
ألم يعلموا أن بعث الموت أمر مستطاع
وإن مـوت البـعث أمر مـحـال
لابد إنهم علموا الآن مايفعل الرجال
حين تثور فيهم حميـَة الإقبال
وكيف يصدِقون القول بالأفعال
أيا أعظمية الخلود ..
رجالك ِ قد صـَدقوا ما وعَدوا
بأفعال مشرِفةٍ لا بأقوال
وضحوا كما ضحى فارس الركب
ولم يبخلوا لا بأبناء ٍ ولا جاه ولا مال
أيا أعظمية الصبر .. والصمود .. والإباء
أتعلمين كم أنا مشتاق
كم لأرض الصمود .. تحن نفسي ؟
لاوصف لشوقي لا في الحقيقة ِ ولا في الخيال
أيا أعظمية الجهاد .. أ تحملين لي رسالة ً قد أغرقتها الدموع ؟
رسالة إعتذار .. لسيد الرجال
أيا فارسا ً يا سيد الشهداء يا فخرا ً وقدوة ً وخير المثال
يا أسدا ً أخفتهم وأنت أسيرٌ مقيـدٌ بالسلاسل والحبال
يا سيدي أنت موجود ٌ وحاضر ٌ في كل إنتصار
وعهدنا أن نحرر العراق من كيد الأنذال
ومن كل خائن ٍ أوعميل ٍ للإحتلال
وسنرفع راياتنا قريبا ً
ولن يسود إلا النصر والكمال