تكريت

قصيدة بقلم الشاعرأبو الفارس الجوعاني

 

قصيدة (( تكريت )) أهديها الى أهلنا الصابرين في تكريت الحزينة الباكية الجريحة وأعاتب فيها أهلنا على السكوت وعلى التقاعس عن رد الحيف والحق ......ألومكم لأنكم مني وأنا منكم ... أعاتبكم لأني واحد منكم .. أبكيكم بألم وحرقة لأنني أعيش أملا ً في أن أرى فيكم إسوداً كأسود الفلوجة الصامدة الأبية .. وكغيرها من مدن العراق التي كانت ومازالت حصونا ً منيعة ترهب كل طامع آثم معتد ٍ بغيض .. فلتكن فلوجة العز والكرامة ثورة العز ولتكن تكريت إنتصارا ً كاملاً لتلك الثورة العظيمة .. المجد والعليين لأرواح شهداء العراق الأبرار .. عاش العراق .. المجد لكم يا اسود المقاومة

    تكريت يا ثورة العروبة  يا منبع الأبطال      هل أصابتك ِ الخشية أم ضاع عهد رجــــال ؟

    ما بالكم أهلي صامتيــن ؟ فلم أعهدكــــم       هكذاولم أعهد فيكموا يأسا كذا وضعف حـال

    أخاطبكم و الدمع في الملقلتين غزيـــــــر      والقلب مكلـومٌ لحـالٍ مابعده حــــــــــــــــال

  يا سامعي ندائي .. يا قارئي خطابي  :

عشائر الكفر حطت في مضاربنا

ولم نحرك سرايانا ولم نقم 

أين الذين إذا ناديتهم هرعوا

إليك مثل انطلاق النار في العلم 

أربعٌ قــد مرت علينا

ولانزال نخوض في ذلك السقم

 وعلى أبواب خامســــة ٍ نحن

فأين من كان دارئا ً للمعوجات والنقم

 ذل ٌ وكرامة مسلوبة ٌ وفـُرسٌ طامعيــن

مالي لا أرى فيكم لا سيفا ولا سهم 

أجيبوني بربكم ... ؟

لمَ السيوف البارقات الحاسمات أ ُبعـِدت ؟

عـن ساحات الوغى وعن ساح حسـم ِ

لمَ السيوف في أغمادها باتت مهادنة ً

ودمع عراقية ٍ يـُبكي كل ذي فهم ِ

عار ٌ أن تبيت الحرة في العراق باكيـة ً

وقد مزقت ذئاب الفـُرس كل ستر ٍ لـها وكل ذي حـَشم

طالت يد الغدر ِ كل ما فيــنا

حتى مساجدنا وحتى كل خابر ٍ و ذي علم

طالت كرامتنا ، طالت عز مكانتنا

وطالت فينا رموزا وطالت كل ذي شيم ُ

يا أهل تكريت ... يا أهلي والجرح القديم نازف ٌ

لا أراكم أيقنتم الحال المقيت وما كنتم فيه من نعم ِ

يا أهلُ .. حذرتكم قبلاً ولم يسمع لي أحـد

ولم يـُحرَك ساكـِنا ًٌ ولم يُقم ِ

رجيت فيكم ثورة ً لا حسرة ً مكسورة ً

ونصحتكم أن تقاتلوا فلا خير في نوم وفي حلم

أرض العراق أسيرة ٌ وبالأمس كنــا ..

أسياد مجـد ٍ ورافعي ذلك العلم ِ

تباطئنا .. تكاسلنا .. أم خشينا ؟

أم  لم يبقى في الرجال من عزم ِ

إنتظرناكم فلم تحرروا أنفسكم

فمن للأسود الأسيرة ساعة الحسم ِ

وتوقعنا منكم إستبسالا ً عتيدا ً

وضربات ثأر ٍ ساعة الردم ِ 

قد أعدموا صدامنا في غفلة ٍ

فمالي لا أرى فيكم إلا بكاء ً وحسرة  الندم ِ 

قد إغتالوا أسدا ً ثائرا ًكان فينا

قد كان يوما فارس الهمم ِ 

عقدوا حبالهم على رقابنا وأحكموا عقدها

وتعالت صيحات كفرهم وبان ما حووا من لؤم ِ

 أين الثائرون منكم ومن لصدامنا سيثأر ؟

وفي الصدر حزن ٌ كبير وجرح عميق يملأه هم ُ

 وصدوركم لا تزال باردة ً

وسلاحكم مركون ٌ هائم ٌ في وهم ِ

 قد مزقــوا أجسادنا بأنيابهم

ورؤوسا  ً قد اُبعـِدَت عن الجسم ِ

فأين العروبة فيكم لا أراها ؟

وأرضنا تعج باليهود والعجم ِ

أجيبوني .. بالله عليكم أجيبوني ..

صدامنا قد فارق الدنيا ولم يقل

غير عاش الشعب عاش عراق العزم والهمم ِ

ذبحت كرمتنا إسلامنا عروبتنا

وعشنا أذلاء في مضارب الرمم ِ

 لولا جهاد ٌ أشعلته مقاومتنا

لم إستطعنا رفع رأس ولا قلم

أني جئت أرجوكم مرة أخرى

أن تكونوا بالجهاد في أعالي القمم ِ

وأن تسنوا سيوفكم مرة أخرى
فصولات العروبة عائدة ٌ لتقهر جموع من العجم ِ

نحن أبناء العراق الصامد المقاوم الجبار

وأصحاب وعــد ٍ صادق  القسم

لن نلين ولن تكسر عزيمتنا

فصدام قد علمنا كيف يكون الرجال ذوي عزم ِ

و نحن أبناء البعث يهابنا

كل الأعادي وكل ذي سم ِ

فالبعث الذي تشيده الجماجم والدم

تتهدم الدنيا ولا يتهدم ُ