شبكة ذي قار
عـاجـل










تحت شعار الديموقراطية وانطلاقا من سياستها الخبيثة التي تخدم مشروع احتلالها للقطر عملت الاجهزة المخابراتية للولايات المتحدة الامريكية بالتعاون مع حلفائها في المنطقة , الكيان الصهيوني والصفوية الشعوبية الى التأسيس لكيانات وكتل تدعي السياسة لتقود مرحلة ما بعد الغزو بالنيابة عنها  , في ظاهرها تتبنى شعرات رنانة تحقق من خلالها العمل على استقطاب القوى والشخصيات والكوادر الوطنية والقومية الهشة التي تعمل بشكل منفرد او المنزوية التي فضلت العزلة لانها لا تمتلك القدرة اللازمة للدفاع عن نفسها في ظرف الفوضى والصراع اللامحدود الذي خلقه الغزو وحتى الكوادر المنظمة لتسقيطها ولتفريغها من محتواها الوطني المقاوم للوجود الاجنبي باي صيغة او درجة كان وفي اقل الاحتمالات تحييدها , ومع ان هذه الكتل ومنذ اكثر من سبع سنوات من عمر الاحتلال البغيض لغاية ما سميّ بالانتخابات البرلمانية في اذار 2010 لم تطرح اي برنامج لاخراج قوات الاحتلال ولا حتى اي برنامج للتنمية البشرية او الاقتصادية او تحسين الواقع الخدمي المتردي الذي نشأ بعد الغزو بل كل طروحاتها كانت مقتصرة على مشاريع استثمار اجنبية في القطر تساهم في تدهور اكثر للاقتصاد العراقي وتربطه بعجلة الشركات الاجنبية واراداتها , او تعتمد على قروض تخضع لشروط البنك الدولي كما حصل في رفع اسعار الوقود الى اكثر من عشرين ضعف , وهذا ما يؤكد الهدف الثاني الذي خلقت من اجله هذه الكتل اي بمعنى انها تعمل على امتصاص زخم المطالبة الشعبية وتهدأتها الى ان تتلاشى واشغال الفئات المطالبة بها بامور تبتعد هدفها او تصب في مصالحة الاحتلال .
 
هذه الكتل والكيانات السياسية التي تم تأسيسها خارج القطر منذ ما قبل الغزو الهمجي وانيطت بها في تلك الفترة واجبات تخريبية وارهابية قذرة كتلك التفجيرات التي حصلت في الجامعة المستنصرية وتفجير الوزارات او تلك التي استهدفت المواطنين الابرياء في العديد من مناطق القطر او قسم منها كان ذو طابع مذهبي وطائفي كانت له فتاوى توجب وتشيع القتل والعنف بين الناس دون اعتبار للانتماء العقائدي بقصد نشر الفوضى , الا ان هذه الكيانات التي تمثل واجهات للاجهزة المخابراتية الداعمة لها اصبحت لها واجبات اضافية خطرة جدا بعد الغزو منحها دستور الاحتلال قوة وأمّن لها الديمومة والحماية من الذوبان والتلاشي ومكّنها من خلق الازمات السياسية التي تشغل المواطن عن المطالبة بالاستحقاقات الوطنية كتحرير القطر وتخليصه من النفوذ الاجنبي اولا والنهوض بواقعه المتردي وتنميته ثانيا , وهكذا فان هذه الكتل التي كانت توحدها العمالة للاجنبي والتأمر على الحكم الوطني وترويج الاكاذيب فرخت اليوم وانشطرت على نفسها وعلى بعضها وانشغلت بنهب ثروات القطر واتجهت جميعها الى السباق نحو كرسي السلطة وبمشاريع بعيدة كل البعد عن الوطنية ومصلحة المواطن .
 
ان الخطورة الحقيقة التي تكمن وراء تأسيس هذه الكيانات ليس في المرحلة السابقة او الحالية رغم اهميتها وما تتمكن من سرقته من قوت الشعب العراقي او عزله عن بعده القومي فهذا تكتيك مرحلي يفهمه المواطن العراقي البسيط ويستطيع ان يتجاوزه , خطورتها على المدى البعيد في نجاحها باستقطاب جيل الشباب الناشيء وتأثره بالشعارات الطائفية والعرقية التي تطرحها والانجراف خلفها من جهة وفي الحالة الثأرية والانتقام من المخالف التي يمكن ان تتولد لديه نتيجة ثقافة القتل والتصفية الجسدية وتهجير المخالفين في الرأي وحالة الفوضى التي تعمل هذه الكيانات على ترسيخها في المجتمع العراقي خصوصا بعد ضعف الدولة والابتعاد عن القانون واللجوء الى العشيرة والقبيلة لتصفية الخلافات الحزبية والفصل فيما ينتج عنها من نزاعات وفي هذه الحالة لا سامح الله سيكون جل جهدها للتأسيس للعزل المناطقي وهو ما رسخته حكومة الاحتلال التي دار دفتها في الفترة الماضية الذليل القذر نوري المالكي .
 
ان من ابرز سمات مرحلة التعددات الحزبية والكيانت الهزيلة او ديموقراطية امريكا وتابعاتها الصفوية الشعوبية التي يشهدها القطر الان هي ابعاد تفكير المواطن عما يجري حوله من مشاريع واتفاقيات بيع القطر ونهب ثرواته ورسم مستقبل مشلول مظلم له من جهة , ومن جهة اخرى افراغ الشعارات الوطنية من محتوها وغاياتها, فالممارسة التي اسموها انتخابات ديموقراطية تحسم نتائجها في دول كثيرة خلال اسابيع , امتدت في العراق نتيجة الخلافات الكتلوية الى اشهر بدأت باجتثاث لكل الاصوات الوطنية الرافضة للتغلغل الفارسي اولا ولم تنتهي بالصراع على الكراسي وتقاسم النهب بينما بقي المواطن العراقي يعاني من ويلات التفجيرات والسيارات المفخخة والتصفيات الجسدية التي تمارسها المليشيات بصفتها الحزبية او بصفة الاجهزة الامنية الحكومية التي تختفي خلفها .
 
ان الاسلوب الذي تحاول احزاب الاحتلال فرضه بين اطياف المجتمع العراقي وتسويقه كنموذج الى دول المنطقة كثقافة يسمونها ديموقراطية توجب التصدي لها بجدية وبقوة قبل فوات الاوان والوقف امام انتشارها من خلال انتهاج كل الوسائل المتاحة ابتداءا من الاسرة والمدرسة وصولا الى كل وسائل الاعلام والتركيز على المرأة لما لها من امكانية التأثير المباشر في جيل الشباب خصوصا وهذا لا يقل ابدا في الاهمية عن الواجبات الجهادية الاخرى .


Iraq_almutery@yahoo.com
http://www.alqadsiten.net/index.php





الاثنين٠٢ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.