شبكة ذي قار
عـاجـل










ارتكبت إدارة الاحتلال الامريكي يوم الاحد 11/7/2010 جريمة جديدة، في العراق المحتل، يندى لها جبين الانسانية، حيث قامت بتسليم المئات من الاسرى العراقيين من بينهم 26 اسيراً من قادة العراق الشرعيين الذين كانوا في سجن كروبر الاميركي للحكومة العميلة التي فرضوها على اهل العراق، وعلى رأسهم عميد الدبلوماسيين العراقين والعرب الاستاذ طارق عزيز.


لقد تم إيداع الاسرى في سجن الكاظمية الرهيب، والذي يستخدم منذ احتلال العراق، وحتى الان، كمسلخ بشري للتعذيب وتنفيذ الاعدامات والقتل، واهدار كرامة الانسان. إن هذا المعتقل الرهيب يفتقر لابسط شروط الحياة الانسانية ومنها عدم وجود اي رعاية صحية ولايسمح حتى للصليب الاحمر بايصال اي دواء للاسرى عند زيارتهم من قبله في حين أن معظم الأسرى مصابون بأمراض خطيرة ويحتاجون الى رعاية خاصة لا يمكن أن تتوفر في هذه المعتقلات وخاصة الأسير طارق عزيز والأسير حكمت العزّاوي.


لقد تبين للعالم أجمع أن العصابات الطائفية التي فرضت على شعب العراق منذ نيسان 2003 في هيئة حكومة، تقوم بانتهاكات فادحة وخروقات خطيرة جسيمة لكل قواعد القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الإنسان ولاحكام القانون الدولي ذات الصلة. ولذلك فأن التسليم السريع ينطوي على معنى محدّد وهو وجود نية امريكية لآغتيال هؤلاء الاسرى بايادي طائفية ناقمة كما حصل للرئيس الشهيد صدّام حسين وعدد من رفاقه. وربما تم ذلك نتيجة صفقة مع أيران لاطفاء غليل حقدها ضد قادة العراق الوطنيين الشرعيين.


لذلك فأن حياة هؤلاء الأسرى في خطر شديد وتستوجب التدخل السريع من كل الجهات ذات العلاقة بمراقبة تطبيق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. بل أنه يفترض إطلاق سراحهم جميعاً، خاصّة وأنه لم يبق مبرر للإحتفاظ بهم بعد كل هذه المدّة التي قضوها تحت الإعتقال.


أمّا التذرّع بأن تسليم أسرى الحرب والمعتقلين، بحجة انه تمت محاكمتهم من قبل المحكمة الجنائية العراقية الخاصة، فان العالم أجمع يعلم أن هذه المحاكمات هي محاكمات صورية لم يتوفر فيها الحد الأدنى لشروط المحاكمة العادلة وافتقدت لأبسط معايير حقوق الإنسان. وقد طالبت معظم دول العالم بإيقافها وذلك أثناء استعراض حقوق الإنسان في العراق في الدورة السادسة للمراجعة الدورية الشاملة التي أجراها مجلس حقوق الإنسان في جنيف في شهر شباط/ فبراير 2010، (الوثيقة A/HRC-14). كما أن المفوضة السامية لحقوق الإنسان، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، قد أبديا قلقهما الشديد من طريقة عمل هذه المحاكم وخاصة إستمرار اللجوء الى أحكام الإعدام وطالبا بالإلتزام بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وأيقاف تنفيذ الأحكام الصادرة عن هذه المحاكمات الى أن يتم اجراء مراجعة شاملة لكل التشريعات وضمان إجراء محاكمات عادلة.


وان كانت سلطة الاحتلال تتذرع بالانسحاب الجزئي لقواتها من العراق فان الانسحاب الامريكي من العراق لن يتم، وما ستجريه امريكا هو عبارة عن عملية اعادة نشر القوات الامريكية وتقليل عددها فقط، وتلك حقيقة ثبتتها الاتفاقية الامنية تحت بند تدريب القوات العراقية. ويترتب على ذلك ان القوات الامريكية ستبقى مسئولة عن حياة الاسرى العراقيين مادامت هناك قوات امريكية في العراق، وقد إحتفظت بالفعل بالمئات منهم، فلماذا لا تقوم بأبقاء هذه المجموعة أيضاً خاصة وأنها تعلم أن حياتهم معرضة للخطر.


اننا نطالب لجنتكم الموقرة، من موقع مسؤليتها بموجب احكام القانون الدولي الانساني وروح جنيف والاتفاقيات جنيف الاربع بحماية ارواح هؤلاء الاسرى والتدخل بصفة عاجلة للتعامل مع هذه المسألة الخطيرة والتاكيد على الولايات المتحدة الامريكية وصنيعتها الحكومة العميلة بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف .


كما نناشد و نطالب المجتمع الدولي وكافة أحرار العالم والمدافعين عن حقوق الانسان وحريته وكرامته ادانة الخطوة الامريكية هذه وممارسة الضغط من أجل منع اغتيال الاسرى العراقيين وتصفيتهم.


أننا نحمل الادارة الامريكية المحتلة للعراق مسؤولية الحفاظ على ارواح الاسرى العراقيين ونكرر مطلبنا الأساسي باطلاق سراحهم فورا.



رابطة الدبلوماسيين العراقيين
بغداد المحتلة
تموز ٢٠١٠





الاحد٠٦ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب رابطة الدبلوماسيين العراقيين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.