شبكة ذي قار
عـاجـل










مما لاشك فيه إن العراق ما قبل عام 1968 ليس عراق ما بعد ثورة 17 تموز، وليس عراق اليوم ، وعراق الملك فيصل ونوري السعيد ليس عراق عبد الكريم قاسم عام 1958 وعبد السلام عارف عام 963 ، وليس عراق صدام حسين وليس عراق طالباني,فكل حقبة حملت عراق مختلف عن العراق الآخر,ولكن أيهما سيختار العراقي؟! هل سيختار عراق الصراعات والانقسامات وحلف بغداد وتبعيته الاقتصادية والسياسية والعسكرية للاستعمار البريطاني أو غيره ؟ أم سيختار عراق السيادة والكرامة والاستقرار وتحرير الثروات الاقتصادية من تبعيتها للأجنبي ؟، أم عراق محتل من قبل أمريكا وإيران ، عراق التفجيرات والجثث المجهولة ، عراق مقسم بلا سيادة ولا كرامة تنهب ثرواته في وضح النهار من قادته( الأشاوس) والأحزاب والميليشيات الإجرامية التي جاء بها الغزاة ليعيثوا الخراب والدمار والقتل والتهجير.؟ فأعداء ثورة 17 تموز الخالدة ما زالوا يتربصون برفاق القائد الشهيد صدام ومناصريه وربما يكونوا قد كسبوا معركة أو جولة ضدهما لكنهم بالتأكيد سيكونون الخاسرين في الحرب عليهما لأن الحتمية التاريخية كما تؤكدها تجارب الشعوب الأخرى التي تعرضت للغزو والاحتلال تؤكد بأنهم لن يكونوا أبدا الفائزين في هذه الحرب مهما بدا الوضع الراهن يائسا ، ويكفي المؤمنين بأنفسهم وبشعبهم وبأمتهم وبهذه الحتمية أن يواصلوا رسالة القائد الشهيد حتى انتصارها فذلك هو فقط الطريق الوحيد لتكريمه وتخليد ذكراه ، أما خصومه فإن سقوط ذرائع الغزو المعلنة الواحدة تلو الأخرى ينبغي أن تكون حافزا كافيا لهم لكي يتعالوا على مكابرتهم بنفي سقوطهم في حبائل المسوغات التي طرحها الغزاة لاحتلالهم واتخاذهم من هذه المسوغات فرصة سانحة لترك العراق إلى أهله والذهاب إلى من حيث ما آتوا وان يهربوا مثلما هرب أسيادهم تحت يافطة وعد اوباما بالانسحاب المزعوم.


بعد أن روج الخونة والعملاء القابعين خلف أسوار المنطقة الخضراء ومهم أسيادهم الغزاة تبريرهم الغزو والاحتلال وان الأوضاع ستكون أو أصبحت أفضل بكثير من زمن النظام ( السابق) كما يسمونه ، نرى صحف دول الاحتلال والأقلام المأجورة التي روجت وطبلت وزمرت للغزو تتحدث اليوم إن صدام حسين حكم العراق ثلاثون عاما حقق الأمن والأمان لعموم الشعب وقدم الكثير من الخدمات الأساسية من تعليم وماء وكهرباء ونظام صحي متطور هو الأفضل في الشرق الأوسط وأعطى الحقوق المشروعة لأبناء شعبه من القوميات والأقليات المتآخية ومنها الحكم الذاتي للأكراد مثلما أعطى الحقوق للمرأة العراقية ووفر لها فرص المشاركة في بناء العراق ، والقضاء على الأمية وبناء قوة عسكرية هي الأقوى في المنطقة من حيث التدريب والتأهيل وحماية العراق تنعدم في تشكيلاتها بل لأتعرف تشكيلاتها الطائفية والعرقية والمناطقية بقدر ما تكون مهمتها الأساسية هي الدفاع عن العراق والأمة العربية ولن تتدخل بالشؤون الداخلية مثلما يحصل اليوم من قبل قوات المالكي سيئة الصيت التي تداهم المناطق وتعتقل الأبرياء في جميع مدن وقصبات العراق .من خلال قوات شكلها لهذا الغرض السيئ من أمثال قوات طويريج وقوات المجرم رحيم رسن آمر لواء24 وقوات الرصافة وأفواج طوارئ وقوات أخرى لايعرف حجمها ولا عددها أو أسمائها.


فالعراق الذي أصبح من الدول القوية,حضارياً وثقافياً,واقتصادياً,وعسكرياً,وسياسياً وأصبح لديه القدرة على التأثير ليس بالساحة العربية والإقليمية فقط,وإنما بالساحة الدولية..وامتلك مالم تمتلكه إي من الدول في المنطقة. وهنا نُصبت المشنقة أو المقصلة في ساحة بغداد,هذه المقصلة التي صُمتت ليس للمجاهد القائد الشهيد صدام حسين فقط,وإنما للعراق أجمع.بل للأمة العربية وللمخلصين من أبنائها وقادتها .


والمهم في هذا الأمر هو ظهور أصوات من داخل العملية السياسية الهزيلة يتحدثون علانية بان الأوضاع في العراق في زمن حكم صدام حسين كانت أكثر وأفضل بكثير من الأوضاع الحالية من حيث الأعمار والتعليم والأمن والاستقرار وغيرها من الخدمات الأساسية ومن هولاء المتحدثين على سبيل المثال بهاء الاعرجي في برنامج سحور سياسي في حين كان هذا العميل المأجور قبل سنة يذم النظام وينكر كل ذلك عليه وليس هذا العميل لوحده من تحدث وإنما هناك الكثيرون من تحدثوا بذلك، أما المواطن العراقي فقد أصبح الأكثر معرفة وشجاعة في قول كلمة الحق عندما تكون المقارنة بين زمنين زمن النظام الوطني الشرعي قبل 9-4- 2003 وما بعده أصبح المواطن يترحم على النظام الوطني الشرعي وعلى رموزه وحزبه، إنها الصحوة المتوقعة وليس عكس ذلك ، لان الشعب جرب الحالتين وهنا لانقول الشعب كل الشعب لان اغلب أبناء العراق العظيم كانوا يفهمون معنى الاحتلال وأهدافه ونواياه مثلما يعرفون عملائه ومخططاتهم لتدمير العراق بأنهم حفنة من الجواسيس والمرتزقة، يلهثون وراء الدولار مقابل بيع شرفهم الوطني قبل بيع شرفهم السياسي وبيع العراق، هؤلاء يفتقرون للشرف والغيرة والحمية ، والجميع يرى ويسمع ما قامت به بعض المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان من فضح الوسائل الوحشية والهمجية التي تمارسها أجهزة المالكي القمعية ضد السجناء الأبرياء القابعين في سجونه السرية والعلنية المنتشرة في عموم العراق وهذا ما جعل المواطن العراقي يقارن ولا يخاف من أن النظام الوطني قبل الاحتلال كان يوفر كل وسائل الراحة للسجناء وخصص لهم المعامل والمصانع التي تدر أرباحا لهم ولعوائلهم إضافة إلى منحهم الإجازات المنزلية بين الحين والأخر والقرارات التي تصدر من مجلس قيادة الثورة الموقر لإعفاء ما تبقى من مدة محكوميات للكثير من السجناء وحتى المحكومين منهم بالإعدام بقضايا سياسية إضافة إلى إدخال الكثير من السجناء في دورات إيمانية يشترط فيها حفظ عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لإطلاق سراحهم باستثناء المتاجرين بالمخدرات والجواسيس. حيث كان هناك أعداد من المشتركين بالعملية السياسية الهزيلة هم من خريجي سجون النظام الوطني قبل الاحتلال خرجوا من السجن وهم بأحسن صحة وليس معوقين أو مشلولين من أمثال الخونة والجواسيس حسين الشهرستاني و وليد الحلي وكريم الاعنزي ووائل عبد اللطيف وعزة الشاه بندر وغيرهم من أشباه الرجال،في حين الكثير من قادة حزب البعث والقوات العسكرية والناس الأبرياء سلمت جثثهم إلى ذويهم من سجون الأمريكان أو من سجون حكومة العمالة والخيانة حكومة الجعفري أو المالكي ومنهم على سبيل المثال الرفاق الشهداء محمد حمزة الزبيدي والرفيق الشهيد عادل مهدي الدوري والرفيق الشهيد العميد عبد الكاظم عطية مشاري والفريق الشهيد الطيار عبد الجبار السوداني وآخرين بالعشرات فهذا هو الفرق بين نظامين وبين حقبتين من حكم العراق . الأمريكان ما زالوا يعلقون آمالا علي قوات الأمن العراقية لإنقاذهم من ورطتهم هذه وتسهيل قرارهم بالانسحاب ( الهزيمة )، ولكن هذه القوات ستخذلهم حتما مثلما خذلت الشعب العراقي، فالعد التنازلي لإفلاس مشروعهم في العراق بدأ منذ اليوم الأول للغزو، واقترب الآن من نهايته. فكيف ستنجح هذه القوات في مهمتها وهي التي عجزت عن تأمين المنطقة الخضراء، وحماية قادتها وقواعدها من الهجمات التي تستهدفها يوميا؟


المقاومة العراقية هي التي قلبت كل الموازين، وكسرت انف الولايات المتحدة، وفضحت كل المتعاونين مع مشاريعها، ودعاياتهم الكاذبة المضللة. ولذلك الباب الوحيد هو أعادت العراق الي أهله سليما معافي وإزالة كل الأدران الطائفية، ومحاكمة كل الذين أغرقوه في هذا الوحل الدموي وقطعوا أحشائه وتقاسموا ثرواته وتركوا شعبة لاجئا هاربا مشردا بعدما كان شعب الكرم والعطاء وان يعود العراق ارض الحضارات ومصدر إشعاع للحداثة ، وان يدحر الغزاة وأهدافهم ومشاريعهم ومن والاهم إلى الحضيض حتما وسيعود من يكتب عن التاريخ وان الزمن سيحكم على ما نقول وهذا الزمن ليس ببعيد إنشاء الله.

 

 





السبت٠٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ماهر زيد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.