شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد قيــــل ليلى في العراق مريضــــة ٌ

                                           وتدري شعوب الأرض ماذا جرى لهـا

وتدري شعوب الأرض كم أثقلـــت أسىً

                                          وكم عذبَ الأغرابُ ظلما ً عيالــــــــها

وكم ودَّعت ليلى صغـــارا ًوشيَّـــــعتْ

                                          بسودٍ ثقــال ٍ ألفَ قيسٍ طوالــــــــــها

وما غادرَتْ رغم الدمار بريقـــــــــها

                                          وما ودَّعتْ رغم الشحوب جمالـــــها

وكم كابَدَتْ ليلى حياءً وخبَّـــــــــــأتْ

                                         جروحا ًجساما ًكي تضمَّ اعتلالــــــها

ولكن مرآها وأحزانَ وجههـــــــــــــا

                                         كفيلُ بأن يوحي إليكَ هُزالهـــــــــــــا

أقولُ وقد ناحتْ بقربي كطفلـــــــــــةٍ

                                         أيا ليتني كنتُ الطبيبَ حيالهـــــــــــا

ويا ليتني قطـَّعتُ قلبي لدائهـــــــــــــا

                                        دواءً فأحيي بالدموع جلالهـــــــــــــا

ويا ليتني قدَّمتُ روحـــي هديـــــــــة ً

                                        لها أو غدا حالي أيا ليت حالـــــــــها

وقلنا لها يا أخت ُشدّي على الطوى

                                       فأخفتْ جراحا ً لا تطيق احتمالهــــــا

وندري بأن الأرض أحنتْ جبالـــــها

                                        ومدَّتْ لها من كلِّ أفق ٍ ظلالهـــــــــا

وبالرغم من هذا ورغم جراحــــــها

                                        إذا طرتَ في العالي رأيتَ هلالـــــها

رأيتَ الخصال الياسريات وشـَّحَــتْ

                                        ذؤابات فوديها وصارتْ عقالـَهــــــا

رأيتَ البنات الهاشميات حولهـــــــا

                                      يُكفكفنَ من تلكَ الدموع ِ انهمالـَـــها

وبالرغم مما كان ليلى تحمّلــــــــتْ

                                    وشدّتْ بصبر الأولياء حبالـَهــــــــــــا

وبالرغم من هذا يريدون قتلهـــــــا

                                   ويبغون ظلما ً بالعذاب زوالـَهـــــــــــا

ألا تبَّ ما يبغـــــــون والله لو غدتْ

                                 بحار الدما تجري لخضنا اشتعالَــَـــــها

ولو أن أمريكا بكل احتلالهــــــــــــا

                               تحاولُ أن تطفي لليلى دَلالـَهـــــــــــــــــا

رأيتَ المدى الممتد أضحى أسنـَّــــة ً

                              وبالجمر هذي الأرض غطتْ رمالَـَـــــــها

ألا أيها الأمجاد في أرض ِ موطنــي

                             لقد أرسلـَتْ ليلى إليكمْ سؤالـَهــــــــــــــــا

تقولُ لكم كيف الصبايا بموطنـــــي

                           تـُرى ما الذي قد يشغل الآن بالـَـــــــــــــها

تـُرى كيفَ نامت كيفَ قامت وكيفها

                            إذا أقبَلـّتْ فلترسموا الآن حالـَهـــــــــــــــا

كلاما ً فإن فاضتْ دموعٌ وبللـــــــتْ

                            ثيابا ً لكمْ خطوا بدمع ٍ خيالـَهــــــــــــــــا

ألا كيفَ أهلي كيفَ أبناء موطنـــي

                             ببغداد إني قد حُرمتُ وصالـَهـــــــــــــــا

وذي قار كيفَ الناس فيها فإننـــي

                               برغم ِ المدى أبقى أشمُّ دِلالهــــــــــــــا

ديالى التي مافارقتـْـــني هنيهـــــة ً

                                  أتحسبُ أني  قد نسيتُ جمالـَهــــــا ؟

أتحسبُ أني قد نسيتُ أناسهــــــــا

                                بساتينها ، أو قد نسيتُ انجذالــَــها ؟

وبصرتنا ال في نينوى كان حسنها

                                يحاكي الهوى فيها الجنوبُ شمالـَــها

ألا أيها السارون في نبض أضلعي

                                ويامن قرأتم في النفوس اعتمالـَـــها

أيحسبُ منكم أنني قد نسيتــــــــــهُ

                                    أتنسى نفوسُ الماجدات خصالـَها ؟

 

فوَ الله  ما أبصرتْ إلاّ طيوفكــــــم

                                ولا أبصرَتْ عيناي إلاّ خيالـَهـــــــــــا

وقد زرتُ في الأحلام سرّا ً نفوسكم

                           فأبصرتُ أني ما أزال خلالـَهـــــــــــــــــا

وأبصرتُ روحي في الضلوع توحدتْ

                          وقالتْ بكم مذ هجَّروني مقالـَهـــــــــــــــا

سلامٌ لكم من كل شيــــــــخ ٍ مهجَّر

                               ومن طفلةٍ للموت شدَّتْ رحالـَهــــــا

وعهدٌ لكم أن نستعيد بلادنـــــــــــا

                               وترقى بها الرايات مجداً جبالـَهــــــا

 

 





الاثنين٠٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شعر عادل الشرقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.