شبكة ذي قار
عـاجـل










لاشك أن حادثة كنيسة النجاة الأرهابية والتفجيرات الأخيرة التي أودت بحياة الأبرياء كارثة بكل المقاييس ،، تلحق بالكوارث التي سبقتها من أعمال أرهابية وأجرامية حدثت بالعراق ،، ولا خلاف على أن من يقوم بهكذا أفعال دموية هو مجرم أرهابي ليس له شفاعة عند الله ويستحق أقصى عقوبة في الدنيا وفي الآخرة جهنم وبئس المصير ،، ولو يفعل أقرب المقربين لي هكذا فعل ترفضه الانسانية ،، أقسم بالله بأني سوف أتبرء منه ولا اذرف عليه دمعة واحدة عندما يعلق على المشنقة في شارع عام ،، بل سأقول عنه "هذا جزاء المجرمين"،، لأن الأنسان الصادق يجب ان لايكيل بمكيالين.

 

عندما كنت أبحث في المواقع عن الأخبار وجدت مقالين واحدة لـ (عبد المنعم الأعسم) ،، وهو شيوعي يتمسح بذيول الأسلاميين ومتملق بإمتياز لحكومة الدعوجية ،، والآخرى لـ (ناهدة التميمي) ،، وهي طائفية شعوبية حتى النخاع ،، كان المقالين بخصوص التفجيرات الأخيرة وحادثة كنيسة النجاة ،، وقد وصف (الاعسم) فاعلها بالذئب المتعطش للدماء (وهذالايختلف عليه أثنان) ،، أما (ناهدة التميمي) فقد أتهمت (كالعادة) الدول العربية بالوقوف وراء تلك الأعمال ،، مستندة في ذلك على قولها بأن الأنتحاريين يتكلمون اللغة العربية !!،، فكتبت تعليقين على ما ورد بمقالتيهما طالبتهما بالأعتراف أن كل تفجير هو عملية أرهابية ،، ويستحق فاعلها المحاسبة والاعدام في ميدان عام ،، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تفجير السفارة العراقية في بيروت ،، وكذلك تفجير دار الاذاعة والتلفزيون ،، وتفجير وزارة التخطيط ،، وغيرها من العمليات الأرهابية التي قام بها أنتحاريون من حزب الدعوة ،، والتي أعترف بفعلها عضو حزب الدعوة (حيدر العبادي) في برنامج سحور سياسي حيث وصف تلك العمليات بـ (المفسرة) أي المبررة ،، فبالله عليكم ،، هل يفسر العمل الأرهابي؟!.


أن الأعمال الأرهابية التي قام بها حزب الدعوة في الثمانيات والتسعينات كانت شبيه بالعمليات الأرهابية التي تحدث اليوم ،، وكان الأنتحاريون من حزب الدعوة وهم يتكلمون اللغة عربي ،، كما يتكلمها انتحاريو اليوم ،، وهم يحسبون من (شهداء) الدعوجية وأبطال الحزب (!!) ،، وأسماءهم معروفه ،، ولا يخفي على أحد أن إيرن كانت تدعم تلك العمليات وتمولها برعاية ومباركة هدام الاسلام (الخميني) ،، كما يفعل (الخامنئي) اليوم ،، ومن الجدير بالذكر ،، أن (الخميني) أصدر فتوى في ذلك الوقت ضد الفلسطينيين الذي يفجرون أنفسهم بالصهاينة وأعتبر ما يقومون به انتحار لايقبله الله ،، لكنه لم يشمل عناصر حزب الدعوة بفتواه وكما يبدو أن دم الصهيوني أفضل من دم المسلم العراقي في قاموس الخميني !!،، والعجيب أن بغال حزب الدعوة الذين امتطاهم الخميني كانوا يتسابقون للتطوع كانتحاريين يقتلون عراقيين أبرياء من أجل أرضاء الخميني ،، ويطرح سؤال نفسه ،، كيف يكون قتل أنسان بريء مرة عمل أرهابي وأخرى عمل جهادي ؟!،، هذا السؤال أوجهه إلى ناهدة التميمي وعبد المنعم الأعسم ،، ومن هو على هواهم ،، فأذا كانوا يمتلكون جزء من المصداقية عليهم أن يستنكروا كل الأعمال الاجرامية التي قام بها حزب الدعوة ضد العراقيين الابرياء ،، والتي كان يشرف عليها نوري المالكي بنفسه ،، وأن يطالبوا بأحالتهم للمحاكم وأعدامهم كما يطالبوا بمحاكمة أرهابيو اليوم ،، فليس هناك فرق بين عراقي يقتله أرهابي قاعدي أو عراقي يقتله أرهابي دعوجي ،، فانا أتحدى أن يترك المتملق الذي يزن الأمور بمكيالين ويتمسح بذيول حكومة الدعوجية أن يتخلى عن صفة النفاق التي يحملها ويكون شجاع لمرة واحدة في حياته ويترحم على كل العراقيين ويندد بكل الارهابيين حتى وان كانوا من حزب الدعوة ،، فهل سيفعلها الاعسم والتميمي؟!،، لاأظن ذلك.

 

 





الاحد٠١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.