شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ ان دخل الاحتلال بلاد الرافدين بكل خنازيره المتوحشة والعراق ما انفك يعيش دوامة العنف والفرقة والتطاحن والتأمر  والجوع والفاقة والة الموت التي تسرح وتمرح في شعبه على طول البلاد وعرضها لتترك اهلنا الاصلاء من العراقيين بين شهيد ومهجر ويتيم وارملة وسجين ومعذب  ومعوق فضلا عن الامراض الاجتماعية المتفشية بين اهلنا العراقيين وبهدف صهيوني –مجوسي لعين يساعدهم في ذلك يهود العرب من اصحاب الثارات الجبانة عن طريق الدولارات التي يهبونها في الظلام من اجل تخريب بنية العراق وتحطيم وحدته والانتقام من قوته  وجذوته الازلية .. لكن بالمقابل انفطرت ارض العراق الولود المعطاء عن معادن رجولة لا تبلى  لينتشروا  كالاسود وهم جند الله في الارض يتعرضون للعدو كلما راح يسرح ويمرح على راحته في ارض العراق الطاردة لكل اجنبي  لعين .. هذا الصراع الدامي والقدرة الهائلة على ادارته هي التي دفعت العدو ليحزم امتعته ويرحل رويدا رويدا وتحت جنح الظلام متخفيا من صولات وجولات جندنا البواسل حماة الديار وتيجان العراقيين والعرب والمسلمين ..

 

كم هي رائعة تشكيلتكم  اخوتنا في السلاح  ففيكم الفلاح وفيكم العامل وفيكم العسكري المهني وفيكم المهندس وفيكم المعلم والمدرس وفيكم الطبيب وفيكم استاذ الجامعة  وفيكم القادة العسكريين الستراتيجيين وفيكم قادة الفكر الباقين على المبادئ والذين ما بدلوا تبديل ..

 

 وفيكم اروع علماء ديننا الحنيف واجلهم واتقاهم   وهم علماؤنا الذين نجلهم ونتبعهم ونقبل عمائمهم  لانها حملت السلاح وجاهدت وافتت بالجهاد وراحت مسرعة في سوح الوغى طلبا لرضاء الله والشعب والوطن .. فشتان بين عمامة ارتضت الاحتلال وهادنته وسهلت له الطريق كي يؤذينا ويستبيح شرفنا الرفيع وعمامة جاهدته وقاتلته  لتذكرنا بدور الصحابة الابرار الذين تزاحموا امام رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل نصرة الاسلام من خلال  الاشتراك بمعارك الفتح الاسلامي المبين ضد المشركين والكفار والمرتدين ,وهكذا انتصروا وهكذا اصبحوا مثال البطولة والجهاد والعلم والفقه لنا في ذات الوقت,فطوبا لرجال الدين الابرار الذين صالوا وجالوا في الميدان دفاعا عن الارض والعرض والانسان والشرف الرفيع ..

 

اليوم حصحص الحق  وبان الخط الابيض من الخط الاسود وبالفطرة  التي تعبر عن نفسها كلما ادلهمت الظروف  وترادفت صروف الزمن علينا فما عدنا بعد اليوم بحاجة الى رجل دين غير متحيز لقتال او مجاهد بشكل مباشر حاله حال مواطنيه الذي هو مسؤول عنهم بما يخص العقيدة الاسلامية امام الله .. ان الحال الذي نعيشه اليوم افرز لنا رجال الدين الحقيقين  الذين ننصت لهم باجلال ونوقرهم اينما حلوا او رحلوا لانهم هم صمام امان وجودنا الروحي  الجهادي المنظم المعطاء ..

 

اليوم راح المحتل يعيد من تكثيف تواجده في شوارعنا بعد ان خرجت بعض ارتاله القابعة في قواعده لدعم عملائه وذيوله في المنطقة الخضراء المتصارعين على السلطة  صراع الثيران في زريبة السلطان .. لكن ما الذي حصل لقوات الاحتلال التي تتظاهر برفع هراوتها ضدن ..  خرجوا لها اسود الرافدين من كل حدب وصوب وعلى مد العراق ليقولون لها انا هنا وهاك ضرباتنا النجلاء خذيها من يدنا المؤمنة المقتدرة  الراصدة لك والدقيقة  في متى تظهر ومتى تختفي وفي نسق والية قتالية تخصصية منقطعة النظير .. الية لا يقدر قوتها ولا مقدرتها ولا حجم تواجدها الا من عمل بها  .. اما يقال وما يسوغ من قبل الاعلام المعادي فالى الجحيم كونه هشيم المعركة ومصيره ينتهي بشرارة من نار ليتحول في لحظة الى رماد تذروه  الرياح ..

 

كل يوم سوف تلعقون جراحكم ايها القتلة من المحتلين  بعد ان تحولت شوارعنا ومزارعنا الى غابة من الالغام والقناصين التي لم تكتشفها وتبطل مفعولها كل وسائلكم المتطورة ولا كل  مراقبي طريقكم وحاميه من العملاء الاشرار .. فلقد اهينت التكم الحربية  وتمكن منها العراقيون الاصلاء الابطال بفكرهم العسكري والجهادي المهني العالي الذي لم تستطيعوا ان تقدروه ,وما لم تعرفوه عن كل تلك الجيوش الجرارة المجاهدة فهو اعظم واكبر من ان تتمكنون منها ومهما حاولتم وحاول عملاؤكم الاقزام الذين لا يعرفون من اسرار قوتنا أي شئ .. اي شئ .. اي شئ .. سوى نتائج الضربات المهولة التي تصابون بها فيصيبكم الذهول  ومن ثم تلجأون الى المخدرات  كي تنسون مأساتكم في العراق المقاوم البطل ..

 

ان اخبار مقاومتنا الباسلة اضحت الصفحة الرئيسية التي نطالعها كل يوم  ونفتخر بها وندعوها الى المزيد من الفعل المقاوم واللحمة بين كل الفصائل للاسراع بأخراجكم من ارضنا المقدسة التي دنستموها انتم وحلفاؤكم من الصهاينة والمجوس واخرين متظامنين معكم من العرب الرسميين  واصحاب المصالح والمطامع من دول اخرى كنا نراها صديقة يوما ما لكنها انكشفت وتعرت  بفعل سيول الاستثمار لكنها ستخسر اضعاف ما ربحت ابان الاحتلال سواءا اشتركت بشكل مباشر او غير مباشر لان الحالين يصبان في اذى العراق واهله ..

 

ماذا ستفعل لكم حكوماتكم العميلة وكيف لها ان تؤمن تنفيذ العقود التي ابرمتموها معها؟؟؟كل شركة من شركاتكم وكل عقودها وكل تواجدها على ارض العراق هو غير شرعي طالما حصل ذلك مع حكومات احتلال لا شرعية  .. وعليه فكل الشركات ان جاءت الى ارضنا بغية الاستثمار ستكون عرضة للاستهداف من قبل مقاومتنا البطلة المراقبة  لما تفعلون  .. اذن وجودكم بالعراق وبالقوة والاستثمار وبالقوة هي جبهات قتالية اخرى عليكم ان تحسبوا لها حساب  .. خاصة وانتم تعرفون ما هي طبيعة العمل في المناطق القتالية أي الخطرة وكم هي غالية الثمن فاتورة  التأمين من قبل شركات لويدز وامثالها لتلك الشركات ان جاءت كي تعمل تحت وطأة ضربات المقاومة البطلة,وعليه فلن تكون الارباح مجدية بالنسبة لكم تماما ومهما حاولتم ومهما املتم شعوبكم لان الاستثمار تحت مطرقة الحرب هو نوع من انواع الانتحار الاقتصادي الذي تسقط له دول وتسقط له حكومات ومهما كانت قوتها وهذي هي نظرية الاقتصاد وميزان الربح والخسارة ومن هنا سوف نقاتلكم حتى نضطركم للتفاوض معنا وبشروطنا وبعد خروج اخر جندي لكم من ديارنا ويتم التحرير وتتشكل حكومتنا الوطنية الجامعة والشاملة لكل الخيرين من اهل البلاد وتستقر البلاد وترتاح العباد من ارثكم اللعين .. يمكن ان نبني معكم علاقات مصالح لصالح شعبينا ان توفر حسن النية لديكم وامنتم بتقرير مصير الشعوب  خاصة الشعب العراقي المقاتل الشرس الذي اختبرتموه ..

 

سبع سنوات ونيف من الصراع الدامي بيننا وبينكم ايها الواهمون بالنصر وبتشكيل حكومة عميلة يكتب لها النجاح  .. الم تكفيكم تلك السنون العجاف من التجارب كي تقيموا العراقيين  وتفهمونهم  ومن ثم تحددوا مع من تتعاملون والى اي جناح تميلون بعد ان تعترفون به على رؤوس الاشهاد؟ترى من الذي يمثل اهل العراق هل هذه الطغمة العميلة التي جئتم بها لتحرق البلاد والعباد ام هي المقاومة العراقية البطلة التي اثبتت لكم انها الوريث الشرعي  لارض الرافدين ؟؟؟اسئلة ربما وضعتموها وربما اجبتم عليها مع الكتمان عليها كونكم تنتظرون قوة خارقة ربما تخرج من المنطقة الخضراء تؤمن لكم ما تريدون قبل الاعتراف بالواقع؟ولكن اذا كان هذا هو مسار تفكيركم فالفشل مصيره اجلا ام عاجل .. لا توجد قوة في العراق تؤمن لكم خروجكم مع حفظ ماء وجههكم غير المقاومة العراقية البطلة التي هي روح العراق وجسده الحي الحقيقي وعليكم ان تجابهوا الحقيقة بشجاعة والا فولوا الى الجحيم ولتكن حرب القرن  بيننا وبينكم طالما انها حرب وجود وحرب حق ضد باطل  وحرب تحرير من اجنبي محتل وفاسد ومفرق الجماعات بل ومفجر شلال الدم العراقي ..

 

انظروا الى افعال المقاومة البطلة وكيف تطالكم انتم وعملائكم ومن الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب .. اليس هذا دليل وبرهان واضح على وحدة العراقيين بغض النظر عن المفسدين العملاء الاجراء الذين يتواجدون في كل اراض العراق .. اذا كفى لعبتكم القذرة  بشيطنة العراق الى سنة عرب وشيعة واكراد واقليات اخرى .. يبدو انكم لا تريدون الاعتراف بأن المقاومة العراقية تشكلت من كل الطيف العراقي وبالتالي فهي صمام امان وحدة العراق وهي الكفيلة بأفشال مشروعكم الشرير في تفتيت العراق من خلال الفتن والحروب الطائفية التي زرعتموها بين العراقيين الاهل مستغلين بعض الاوباش وبعض الجهلة والبسطاء ناسين ان هناك عقلاء وهناك مثقفون وهناك بشر عراقي مؤدلج  يجد في ما تدعون له لا يعدو تجارة بائرة ..

 

 





الاربعاء٠٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.