شبكة ذي قار
عـاجـل










 

اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

آمين .. آمين .. يارب العالمين

 

 

 

على مدى تكوين الخليقة مرت وتمر شخصيات كان لها تاثيرا معينا حسب المحيط الذي تنتمي اليه وكلا حسب الوصف والانتماء الشخصي والمجتمعي والعقائدي وتلك الشخصيات منها من كان سلبيبا او ايجابيا في التاثير بالمحيط الذي تنتمي اليه وتلك التاثيرات اعطت مردودا على الشخصية وحقها في الانتماء لتلك الحقبة الزمنية ,قد تكون كلمات لايمكن ان تعطي تلك الشخصية حقها في التقييم ولا كل المفردات التي قيلت او كتبت بحقها والشخصيات الايجابية يكون تاثيرها الاخلاقي على المحيط والمجتمع من ناحية الوفاء لان الوفاء عنوان ومن خلاله يمكن للانسان ان يظيف لشخصيته شيئا ايجابيا للمعاني التي يحملها من صدق ووفاء واخلاص  والانسان الصادق مع الله ومع نفسه ومبادئه الاخلاقية بكل انتماءاتها ..وكما نعرف الماس والذهب لايصدأن والماس نادر وغالي في زمن كثرت فيه العجائب والغرائب في المعادن النتنه والعفنه والصدأ وكثرت فيه الاوجه الصفراء وحاملي الاقنعة المزيفة في ذات الزمن الذي كثرت فيه المخاطر في الدخول واتخاذ القرارات ,لكن قد تكون الظروف في بعض الاحيان اقوى من طاقة تحمل الانسان وذلك ايضا يرتبط ارتباطا بقدر الايمان بالانتماء الشخصي والانتماء للمحيط حسب العقيدة او الايديولوجية في بعض الاحيان تؤدي بالانسان الدخول في دوامة ليصل الى وكما قيل على لسان شكسبير ( اكون او لااكون تلك هي العلة يانفسي ) تعطي دلالات واضحة في تركيبة الشخصية الانسانية لتدفعه ان يتعامل مع المجتمع بكل تفاصيله من اجل ان يكون متوازنا في التصرف ليصل الى نتيجة الكينونه بين المجتمع على اسس الصدق والوفاء والامانه وعدم الكذب وعدم لبس الاقنعة المزيفة .

 

من منا لايخطأ ولكن ان يستمر الانسان على خطأه ويحاول ان يسلك سلوكا على سبيل المثال التعامل مع اصدقائة او رفاقه او المجتمع المحيط وكما يقال بالعراقي ( بالوجه مراية وبالكفه سلاية ) وهذه انطبق على شخصيات كثر وفي كل مكان وزمان وتتصور هذه الشخصيات عندما تحوم حول موضوعا انها غير مكشوفة المآرب وتحاول ان توقع بالاخرين في خندق الخطأ لكن لاتعرف ان الاخرين والمقابل متسلح بالايمان بالله والعقيدة التي ينتمي لذلك يكون اصدق في التعامل ومهما كانت الطرق السلبية التي يسلكها الانسان لغاية ضد صديق له او رفيق او شخصأ معين عليه ان لايتصور انه غير مكشوف ؟؟واياك ايها الانسان ان تختفي خلف اقنعة كاذبة ..كن شجاعا باعترافك بالخطأ وعلى قولنا ( لتلف وتدور حول خطأك وتكبره ) ..ان الاعتراف وعدم التستر خلف العناوين في زمن تسيطر علية الاله المادية ومايرتبط بها...لكن المؤمن  دوما ينتصر على تلك الالة بالايمان والوفاء والصدق وذلك نابع من الاخلاق كما ذكرناها .

 

ان ارتكاب الخطأ قد تكون اخطاء بسيطة او جسيمة هي اولا ترتكب في حقك وفي شخصك وقد تكون عن قصد او غير قصد لكن النتيجة واحدة انها خطأ لذلك نقول الاعتراف بالخطأ فضيلة وقوة وشجاعة وانتماء للاخلاق بكل مسمياتها ومفرداتها التي تكمل الشخصية الانسانية والانتماء للمثل العليا التي تتركب منها الشخصية المتوازنة الصادقة ..اما الشخصية التي تكون غير متوازنة في تصرفاتها واخلاقها وانتماءها الكاذب بكل مفرداته تتحول الى شخصية سلبية مرفوضة من المجتمع ,,,ولو قد تكون هنالك شخصيات سلبية لكنها تكون مرغوبة لبعض النفر الظال والمريض نفسيا واخلاقيا وللاسف يكثر ذلك في المجتمعات ومنها مجتمعنا وبالاخص في زمن تضيع فيه المثل والاخلاق والقيم العليا في مجتمع تكون فيه شخصيات تنظر الى المجتمع وتتعامل معه بالغرائز الانسانية السلبية لذلك يحاول بعض النفر الظال ومن كلا الجنسيين استغلال الشخصيات التي تملك مقومات وثغرات ممكن الدخول من خلالها نحو الغريزة للوصول الى مبتغاها حتى لو كانت على مستوى التدني الاخلاقي والسوقي ..

 

كل ماذكرت اعلاه كان ينتمي الى تركيبة الشخصية الانسانية في التعامل مع مفردات الحياة وعلى كل الاصعدة ومنها على الصعيد السياسي يعكس الطابع الاخلاقي في التعامل مع القضايا المصيرية والعراق والبعث هما امتداد لرسالة سماوية خالدة دفعت من اجلها على مد العصور والازمنة قوافل من الشهداء من اجل استمرار هذه الرسالة واثبتت كل الوقائع التاريخية ان الرسالة لم تنتكس ابدا امام كل الهجمات اللاخلاقية التي مارسها كل من اراد بها الهزيمة ,,وعلى العكس كان النتيجة النصر المؤزر وبلوغ الرسالة نحو الامتداد الاعمق في العمل الانساني ورسالة البعث هي من رسالة الامة الاسلامية الموحدة وحزب البعث العربي الاشتراكي ومن حملوا لوائه ومبادئه بصدق الاخلاق وكما ذكرنا سابقا كان دوما الحضن الدافئ لكل الصادقين والمؤمنين من ابناء الامة المخلصين الذين لايقبلون لبس الاقنعة المزيفة والتستر خلف العناوين المرتبطة بالاجندات التي تحاول النيل من هذه الرسالة العظيمة فكان البعثي له الاولوية في حمل الرسالة والدفاع عنها من قسمه امام الله ان لايتنازل عن المبادئ ويكون صادقا صادقا صادقا وايمانه بالمبادئ تدفعة الى كل الاتجاهات الصحيحة في المشورة والاستشارة من رفاقة ممن سبقوه في النضال وذلك ليس عيبا على العكس انه قمة في الخلق والتواضع وكذلك ممارسة النقد والنقد الذاتي والموضوعي من اجل استمرار قطار المسيرة نحو النصر بشكل صحيح دون ان تؤثر عليه الشوائب لذلك عندما يتحلى البعثي بالصبر والايمان بالله والمبادئ السامية التي تربى عليها هذه هي السمى العليا في شخصيته ..

 

مرت على المسيرة والحزب شخصيات عديدة ايجابية وسلبية والفرق بين الشخصيتين من منهما ترك اثرا قويا في تكوين الشخصية البعثية من المؤكد الشخصية الايجابية والرموز التي حملت اللواء دون ان تتنازل في اي ظرف كان وامامنا ونحن نعيش هذه الايام الذكرى الرابعة لاغتيال رمز من رموز الامة ومن رموز البعث والرسالة العظيمتين انه الشهيد الرئيس صدام حسين ( رحمه الله واسكنه فسيح جناته ) ليخلد في سفر التاريخ الايجابي وكان رمزا دفع بالكثير من الشخصيات ان تراجع نفسها ومواقفها كانت وقفة الشهيد عنوان من عناوين الصمود وعناوين الايمان بالله والايمان العقيدة والايمان بالرسالة الخالدة التي حمل لواءها جدنا رسول الامة الاسلامية ( محمد ابن عبدالله ) ( ص) .. وكانت على مر الرسالة هنالك الرموز واليوم مع المواجهة الكونية والهجوم الكوني على حاملي رسالة الامة ومحاولة اجتثاث البعث والامة وتقزيمها من اجل الاجهاض عليها لكن الامة التي ينتمي اليها رموز العقيدة السماوية الخالدة لايمكن ان تجتث وتجهض لانها تخلف الاجيال الاجيال ..واليوم نلاحض وكما راهن الكثير الكثير من خونة الامة ومن خونة الرسالة ومن خونة الشرف والقيم ومن حملة الاقنة ارادوا بالبعث والامة ان تقزم لكنهم خسيؤا وخسؤا ولن تنتكس الامة ... عندما يكون فيها رجالا يعرفون معنى المبادئ ويمتلكون من الشجاعة ان تؤهلهم للاعتراف بالاخطاء مهما كان حجمها وتاثيرها لاننا لسنا حزبا ينتمي الى عقيدة مستوردة وانما لعقيدة رسالة عمقها التاريخ العربي والاسلامي بكل مفرداته ..وعندما انطلق الرفيق غزوان الكبيسي وكما معروف عن اخلاقه واعترافه بالخطأ لانه يدرك ان حضن الحزب الدافئ هو الحضن الذي يجب ان ينتمي اليه واعترف بالخطأ ولم يأبه للنتائج لانه يدرك انها ايجابية عليه ورفاقه الشجعان  وهذه سمة اصحاب المبادئ السامية والاكثر ايجابا وشجاعة كل البيانات واخرها بيات القيادة القومية عندما رحب بعودتهم لحضن الحزب حزب الامة الخالدة ورحب بكل الرفاق الذين عادوا لحضن الحزب واكد على اننا نتعامل بالنظام الداخلي للحزب في النقد والتقويم والاعتراض وهي تلك المارسة الديمقراطية الصحيحة ..

 

وكان ترحيب كل البيانات التي ظهرت انما هي واقع حال المؤمنين من ابناء الامة دوما فاتحين ذراعهم للمؤمنين الصادقين الصادقين .. وليس المتلونيين وحاملي الاقنعة المزيفة لانها تنكشف مهما طال بها الزمن .

 

وفي هذه المناسبة العظيمة والتي دقت اخر مسمار في نعش الاحتلال واعوانه ومروجية في كل المحافل على انهم اجتثوا الحزب والامة اثبتت كل الوقائع ان البعث عظيما برفاقه الشرفاء وعظيما بالمبادئ وعظيما بمن حملوا اخلاقهم السامية وعكسوها في ممارساتهم في النضال وكنتم رفيقي غزوان انموذجا من العودة للاخلاص للمبادئ لتكونوا عناصر ايجابية تشكل باقة ورد معطرة في حديقة الحزب الغناء بالورود المعطرة لتزدحم الورود ولاتجعل للاشواك مكان للظهور مرة اخرى ..وهذا هو حقيقة البعث العظيم 

 

الف الف الف تحية لقائد مسيرة الجهاد الكبير الرفيق المجاهد عزت ابراهيم الدوري

الف تحية لكل المجاهدين في ساحات القتال والجهاد على ارض العراق في كل جبهات القتال ضد العدو المستعمر واعوانه

الف مبروك لكم عودتكم للحزب العظيم وتبقى دوما قرارات القيادة ووفق النظام الداخلي للحزب هي الملزمة في هكذا قرارات  ..

واختم كلامي

 

البعث حي ما مات سالم حزبنا وسلمت قيادتنا وسلم رفاقنا اينما كانوا في ساحات النضال من اجل المبادي والتحرير الناجر للعراق وفلسطين

 

الف الف الف تحية لسيد شهداء العصر الشهيد الحي الرئيس صدام حسين ( اسكنه الله فسيح جناته )

الف الف الف تحية الى كوكبة شهداء الامة والبعث العظيم واسكنهم الله فسيح جناته

 

 





السبت٢١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق ابو التحرير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.