شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى السابعةِ والعشرين ليوم ِ الشهيد ِ الذي أعلـِنَ  تخليداً للأسرى العراقيينَ الذينَ أعـدمَهُم العدو الفارسي  في 1/12/1981 عندما كانوا يدافعونَ عن حرائر ِ العربِ على البوابةِ الشرقية ِللوطن ِ العربي..فإلى الذين كانوا أكرمَ منـّا جميعا, أزفُّ هذه القصيدة َ عروساً في يوم ِعرسـِهم ...

 

                                                                                     

عرسُ الفداء

                                                             

قـصـصُ  الـهـوى  أشبعتـَها  سُهـدا  

                                   وهــمــــومُ  قـلـبـِكَ  فاقـتِ  الـعـــــدَّا 

   

كنتَ  المحـبَّ فـرحـتَ تـنسـجُ  مــنْ

                                   سـعــفِ  النخيل ِ لحبِّـكَ  الـمــهـــــدَا

 

أدركــتَ  إنَّ  الـحــبَّ  تـضـحـــيــــة ٌ

                                     ما فــــازَ  مـَـنْ  لــم  يحـفـظ ِ الـعهــدَا

                    

فـــوعــــدتَ هـــــذي الأرضَ  أنـــكَ ..

                                   ..مُفــديهــا  فـكـنـتَ  المنجز َ  الـوعــدَا 

                      

فـزحـفــتَ  نحوَ الــروع ِ مـنـتفـضاً            

                                     سـيـفاً  تـلـظـّـى  خـاصـمَ  الـغـمــــــدَا    

                             

ولـَبــِسـتَ  ثــوبَ  الكـبـريـاء ِ فـلـم            

                                     تخــشَ  الــردى  إنْ  كــانَ  لا بـُـــــدَّا

 

وركِبتَ  موجَ  الموتِ  دونَ هـدى              

                                     فـَغـَـدوتَ  في  وجــهِ  الردى  ســـــدَّا

 

ونـَزَفـَتَ  فـي  كـلِّ  الخـطوب ِ دماً              

                                     فـَنـَمـَا على  جـرح ِ الــهـــوى   وردَا

 

هــدهــدتَ  جـرحَـكَ  ما شـكـوتَ  بـه               

                                    ألــمــاً  ولم  تـسـألْ  له  ضَـمـْـــــــــدَا

 

وجعـلتَ مِـنْ  ثـغـر ِ الجـراح ِ صــدى              

                                    لنـداء ِ عـِشْـقِـكَ  يكـسـرُ  الـقـيـــــــدَا 

 

ورحـلـتَ في صـمـت ِ السجودِ  وفيكَ ..

                                   .. شــذى العـراق ِ  مُعـَـطـّـر ٌ  خـَـــــــدَّا

 

حـفـّـتْ  بــكَ  الــقــامــاتُ  صـامـتـة ً              

                                      والحـزنُ  يحـصـد ُ صـبـرَها  حـصـدَا

 

يـبـكـونَ  لا  ضـعــفـاً  ولا  جـَـــزَعـَاً               

                                      فالـدمـعُ  يـغـسلُ  سيلـُه ُ الوجـــــــدَا

 

كـنـتَ  الكـريــم َ وكـنــت َ أوســعـَــنا            

                                      رفــــداً  لــقـد عـلـّمـتـَـنا  الرفـــــــــدَا

 

كنـتَ  الـرشــيــدَ  وكـنـتَ  أعـمـقـَــنا            

                                      عـلـمـاً  حـَـسَــدْنا  عـنـدكَ  الـرُشـْـــدَا

 

قـد  فـُـقــتــَنا  حـِـلـْمـاً  سـَـمَـوتَ  بــهِ            

                                      مـا  ضـــمَّ  يـومــاً  قـلبـُكَ  الحقـــــــدَا

 

إرحــلْ  شـهــيــداً  فــارســـاً   بطــــلاً            

                                      أهــديـــتَ  أحــــــــــلامَ  الــعـــدا  وأدَا

 

إرحــلْ ســمـوتَ الـى الـسـمـا  مَـلـَكَــا            

                                      قـد كـنـتَ  فـي  ركــــبِ  العلـى  فــَـرْدَا

 

فـي  جـنـّـةِ  الـفــردوس ِ فــــزتَ بـهـا            

                                      فإهـنأ  كــريـمـاً  واسـكــنْ  الخـُــلـْـــدَا

 

ومـلائــــكُ  الـرحـــمـــــن ِ هــاتـــفـــة ٌ            

                                      بـشــراكَ  يـا  مـَـنْ عــانـقَ  المَجْـــــدَا

 

وعـــــدًا  مِـــنَ الله ِ الـعـــزيـــــز ِ وإنّ             

                                      اللهَ  دومـــــاً  صـــــــادقٌ  وَعـْــــــــــدَا

 

 





الثلاثاء٢٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الشاعر والإعلامي محمد نصيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.