شبكة ذي قار
عـاجـل










كان الحسين عليه السلام وسيظل رمزا لإنسانية القائد العالم المؤمن، وتحمله مسؤولية علمه ووعيه وتجسيد ايمانه وأهليته للقيادة من خلال الاستعداد للموت في سبيل المباديء العظيمة التي عرفها وآمن بها ودعا الناس لها وطالبهم باتباعها، وبهذا الفعل العظيم إستحق بجدارة وحق أن يكون معلم وملهم البشرية طريق الثورة وتحدي البغي والإنحراف والعمل المنكر، ومثلت صرخته يوم عاشوراء طريقا لكل المؤمنين والثوار لمواجهة كل طغات الارض، ليكتب بدمه الزكي ويقدم نفسه الطاهرة معناَ اخلاقياَ إيمانياَ لمسوؤلية الإنسان الأكثر إيمانا ووعيا ودراية بالتاريخ في التصدي لمحاولات إمتهان الإنسان واجباره بالقوة الغاشمة على تنفيذ رغبات المحرفين، والمخالفين للفطرة الربانية للبشر التي جبلهم عليها بارئهم، لقد كان خروج الحسين عليه السلام يوم الثامن من ذي الحجة من بيت الله الحرام متوجهاَ للعراق ليصل في أوائل شهر محرم كربلاء وتكون تلك الملحمة اللامتكافئة بينه ممثلا للحق وشرائع الدين وقيم العرب والمؤمنين عموما وبين جيش يزيد وزبانيته بقيادة عبيد الله بن زيد ممثلين لكل منكر ورذيلة وفسق وطغيان، فالحسين عليه السلام والقلة من المؤمنين الذين معه يمثلون يمثلون حقيقة الايمان ونقاء النفس المؤمنة وبحق كانوا جند لله، واجهوا البغي والمنكر وأمروا بالمعروف ونصروا الحق ولم تأخذهم في الله لومة لائم، فسلام عليهم يوم ولدوا ويوم قتلوا ويوم يبعثون.


أنا هنا لست بصدد تقويم ثورة الحسين عليه السلام ولا موقف صحبه الذين شهد لهم العالمين ورب العالمين، بأنهم مثلوا ذروة التضحية لنصرة دين الله والإيمان بقيم السماء ومقارعة المنكر وعدم الإنصياع للبغي والاستسلام له، مهما إمتلك من قوة وعدد وعدة ومال وثروات وجيوش، لكن ما اريد أن أكتب عنه هو إن كان البغي في القرن الأول الهجري تمثل في قدرته على شراء دين الناس وشرفهم مقابل الدنيا والمال، فالامر لم يختلف لحد الأن فها هي أمريكا وحشدها المنفذ لرغبة ورؤيا صهيونية إستطاعت أن تحشد من عرض دينه وشرفه للبيع مقابل الدنيا والمنصب والمال، فقد تحشد عرب وعجم ممن يدعون أنهم مسلمون في خندق الكفر والبغي والرذيلة ضد العراق البلد الوحيد الذي قال لا للطغيان والعنجهية والتفرد بالبشرية بالقوة الغاشمة، فيزيد استبدل والي الكوفة قبيل وصول الحسين عليه السلام ليولي عليها عبيد الله بن زياد بن أبيه أي إختار لقيادة المعركة من لا أصل له يخشى عليه، ومن لا شرف له يرعاه،وحشد بمعيته اللئام وطالبي السحت الحرام ووعدهم بهبات وغنائم ومكافئات إن هم اجبروا الحسين على بيعة الفاجر يزيد خليفة للمسلمين أو قتلوه، تماما كما فعلت أمريكا والصهيونية مع من لا أصل ولا شرف لهم ممن يدعون أنهم عراقيين، وتحشد معها حكام قالوا إنهم عرب ومسلمين كما هي انظمة الخليج ومصر وايران كل هؤلاء دخلوا في عملية قتل وتدمير العراق وشعبه لأنهم وقفوا بوجه باغ وكغتصب للحق جديد، فأما أنهم مدركين لتحشدهم مع الصهيونية وأمريكا وبهذا فهم جزء لايتجزء منهم كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم ومن يجعلهم أولياءا له فهو منهم وهذا واضح أنهم ليسوا من الإسلام والمسلمين بشيء فعلامة يكذبوا ويدجلوا في أنهم يحيون ذكرى استشهاد امامنا وابونا الحسين عليه السلام، وإن كانوا لم يدركوا ذلك ولكنهم أغوتهم السلطة وأغرتهم الاموال فباعوا دينهم بدنياهم وإلتحقوا بحشد الشيطان فلا توبة لهم وليس لهم حق إحياء عنوان الثورة والتصدي للباطل الإمام الحسين عليه السلام، هم لا يمكن أن يكونوا من اتباعه عليه السلام.


بعد هذا التوضيح يمكن للناس أن تدرك منهم اتباع وورثة وأبناء الحسين عليه السلام، إنهم البعثيون الذين قالوا لحشد الشيطان لا .. لا .. لن نستسلم ولن نعطي اعطاء الذليل ولا نقر اقرار المساكين، نعم نحن حفظناها قولا وفعلا فنحن حفدة الحسين عليه السلام ووارثيه ايمانا ومقارعة للمنكر وليعلم الجميع أن الحسين قتل ولكنه لم يموت وةهكذا العراق وقيادته.

 

 





الاربعاء١٦ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.