شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ إحتلال العراق في 9 / 4 / 2003 تغلغلت الأيادي الإيرانية داخل البلاد بكل حرية وإمتدت أذرعها بشكل كامل لتفرض سيطرتها على كافة مفاصل الحياة العراقية وهيمنت على مجمل المشهد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي في العراق دون الزج بقواتها العسكرية حيث إستثمرت إيران الغباء الأمريكي في التعامل مع القضية العراقية ومررت نفوذها ورسخت وجودها في مجمل الحياة العراقية ، فاستطاع النظام التوسعي الإستعماري في إيران من فرض إرادته ونفوذه من خلال حلفاءه وعملاءه في العراق ووكلاءه في المنطقة ، وإمتدت الأذرع الإيرانية إلى كافة المدن والمحافظات العراقية من خلال تصفية الوطنيين من شيوخ عشائر ورجال دين ومثقفين ومفكرين وعلماء وسياسيين رافضين للنفوذ والوجود الإيراني الإستعماري وعملت على إبراز وتلميع شخصيات عراقية نكرة ومنبوذه من المجتمع باعوا انفسهم بسوق النخاسة الإيرانية بالسعر البخس فإشتروهم ملالي طهران بالمال وأغروهم بالمناصب في حكومة بغداد المقربة منهم وانتشلوهم من الحضيض وصنعوا منهم شيوخ عشائر ورجال دين وسياسة وسلطت الأضواء عليهم على انهم نخبة المجتمع العراقي وقادته وهم ليسوا سوى ثلة من الذين لفضهم الشعب العراقي .


بالمقابل قتلت وأعتقلت وهجرت الميليشيات والجماعات التكفيرية الموالية لطهران رجال ونساء النخبة الحقيقين للمجتمع العراقي، وهكذا استطاعت إيران ان تصل الى كل شبر في العراق من خلال تثبيت وتقوية عملاءها واصدقاءها وحلفاءها ،ألا ان ما كشفت عنه وثائق ويكيليكس في الأونة الأخيرة اظهر عن خفايا واسرار الوسائل و الأساليب الإيرانية المقيتة في عمليات التجنيد و توثيق العلاقات مع الشخصيات العراقية وتحديداً العشائرية حسبما افادت الوثائق فطبيعة الإغراءات التي كشفت عنها الوثائق تعبر عن حالة إشمئزازية مارسها النظام الإيراني مع بعض شيوخ العشائر ، فإستناداً إلى الوثيقة التي كشفها موقع ويكيليكس إن الحكومة الإيرانية تقدم نساء للزواج المؤقت إلى شيوخ العشائر العراقية القادمين إلى إيران بهدف تعزيز نفوذها في العراق !.


وتقول الوثيقة التي تسربت من السفارة الأمريكية أن أحد الشيوخ العراقيين في لقاء له مع أحد موظفي السفارة ذكر له " أن الحكومة الإيرانية وفي إطار سعيها الى النفوذ في العراق تقدم لنا في كل زياراتنا الى ايران نساء للزواج المؤقت في رحلاتنا القصيرة " وأضاف الشيخ بقوله " بعد زيارتي الأولى أدركت أن جميع الشيوخ الذين زاروا ايران قد تزوجوا من أولئك النساء خلال زياراتهم ".


وقال " كلما سافرنا الى ايران نقول لمن حولنا إننا نتوجه اليها بهدف العلاج والفحوص الطبية لكن السبب الرئيس لزيارتنا الى طهران هو الاستمتاع بزواج المتعة الذي يقدمه لنا المسؤولون الإيرانيون "!!.


وتذكرني هذه الوثيقة السرية التي نشرت على موقع ويكيليكس بمجموعة من الصور التي نشرت سابقا في مواقع الانترنيت و ضهر فيها حميد الهايس احد الذين وصفوا بأنهم من شيوخ الأنبار و كان مع مجموعة من شيوخ الأنبار الجدد الذين صنعوا على أيدي الأمريكيون ثم حملتهم رياح التغيير في العراق لتحط بهم في طهران وتتلقفهم الأيادي والأعين الإيرانية ، ويظهر في الصور الوفد العشائري المذكور وكأنه في زيارة رسمية أو شبه رسمية إلى إيران !!.


فهذا الأمر يدل على مصداقية ما جاء في تلك الوثيقة المسربة عن موقع ويكيليكس ، خاصة وإن زيارات بعض ممن يوصفون بأنهم شيوخ عشائر إلى إيران متكررة ، وهذا الأمر فعليا قد تجسد على أرض الواقع فعلى سبيل المثال نجد ان الهايس وأخرين ممن هم على شاكلته من الذين قاموا بزيارة إيران بشكل متكرر ووثقوا علاقاتهم بها فهم يحملون اليوم مشاريع التقسيم للعراق فمنهم من ينادي بإقليم الأنبار وأخرين ينادون بأقاليم في جنوب ووسط العراق ، فهذا الأمر بحد ذاته هو جوهر المشروع الإيراني في العراق في تقسيمه الى مناطق تحكمها الأغلبية الطائفية والعرقية .


وهذا الأمر الذي كشفت عنه ويكيليكس يوضح عن طبيعة الأساليب المقيتة التي ينتهجها نظام ولاية الفقيه في توثيق العلاقات مع بعض العراقيين ،فقد وصف المعارض الأصلاحي الإيراني مير حسين موسوي أن الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس تكشف عن فشل حكومة أحمدي نجاد في إقامة العلاقات مع دول المنطقة.


وفي مقابلة لموسوي مع موقع كلمة الإصلاحي قال " بأن الوثائق عبرت عن فشل الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة وأظهرت أن الحكومة الإيرانية ليس لديها شريك حقيقي في المنطقة "


وكما يبدوا ان السياسة الإيرانية أنتهجت الدعارة كأحد ادواتها ووسائلها لإغراء ضعاف النفوس ممن يحسبون زورا وبهتانا على الشعب العراقي العظيم والعشائر العربية الأصيلة وتوثيق العلاقات معهم من خلال جميلات إيران فمن أجلهن يحملون هؤولاء الفاشلون الأفكار الإيرانية الخبيثة والثقافة الوبائية التقسيميه التي تريدها إيران للعراق .



Moh.alyassin@yahoo.ca

 

 





الخميس١٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب محمد الياسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.