شبكة ذي قار
عـاجـل










ايام وتطل ذكرى استشهاد قائد الامة ورمزعزها وشموخها الرئيس صدام حسين المجيد .


وبقدرما تثيرفينا هذه الذكرى التاريخية من مشاعر الحزن والالم والخسارة ، فانها في الوقت نفسه تضخ في نفوسنا كماً هائلا من الفخر والاعتزاز والكبرياء والثقة في حتمية انتصار شعب العراق على الغزاة وعملائهم  .. 


ذكرى الشهادة تمنحنا فرصا لاسترجاع لحظات الملحمة المهيبة  .. والتوقف امام معانيها وابعادها  .. واستذكار المسيرة النضالية لهذا القائد التاريخي الفذ ..  واستعراض تفاصيل تجربة البناء النهضوي الفريدة التي وضع أسسها وصاغ سماتها وقاد مسيرتها الشهيد القائد بكل حكمة وشجاعة واقتدار.


لحظات الاستشهاد الرائعة بكل تفاصيلها عززت كل ما عرف عن الشهيد القائد من سمات النبل والفروسية والشجاعة ،وبرهنت على مصداقية ايمانه وعمق تمسكه في ثوابت الوطن، واستعداده المطلق للتضحية بالنفس دفاعاً عن حقوق الوطن وكرامته وسيادته ،وعبرت عن التزام الشهيد القائد بقيم الرجولة ومبادىء العقيدة  .. وما اروعها من تضحية.


" يا الله " .. قالها الشهيد المهيب متوكلا على رب العزة ، مرتقيا سلالم منصة الشرف وارجوحة الرجال بكل وقاروهيبة وشجاعة .. ارتقى منصة الفرسان حاملا كرامة شعب العراق وعنفوان رجال البعث .. 


ومع كل خطوة من خطواته  .. تصاعدت كرامة شعب العراق وابناء الامة العربية  .. 


ومع كل خطوة من خطواته  .. ازدادت هزيمة اعداء العراق والامة وتدحرجت رؤوس الخونة وباعة الوطن الى مستنقعات الذلة  .. 


ومن كل خطوة من خطواته  .. غرفنا بحارا من القوة والعزم والكبرياء والاصرار على مواصلة الجهاد ودحر الاحتلال وسحق عملائة  .. 


في عرس الفداء والبطولة  ..  لم يترك الشهيد البطل كعادته الميدان الا منتصرا على اعداء العراق والامة العربية والبعث والانسانية .. ارتقي الشهيد الخالد ناصية المجد وسماء الرفعة ورحاب الشهادة وتحت اقدامه هامات اعداء العراق وخونته ورؤوس زعماء العصابات الطائفية العفنة  .. 


في لحظات تلك التجربة الانسانية المهيبة لم يكن شهيدنا الخالد معنيا بـشخص "صدام حسين" .. ولا في شان عائلته الصغيره ، بل هيمنت على روحه هيبة لقاء خالقه  .. وعشقه لفلسطين والعراق والبعث على روحه وتفكيره واهتمامه كما افصحت كلماته الاخيرة  .. 


"الموت" لم يشكل هاجسا مقلقا للمجاهد الصابر الكبير .. لا اثناء المحاكمة المهزلة ولا قبل صدورالحكم الجائرولا بعده.وموقف المناضل صدام حسين ازاء " الموت" وعلاقته في الشهادة والخلود لم يكن وليد لحظات الاستشهاد، بل بدات منذ اعتناقة البعث فكرا وعقيدة ومشروعا وطنيا وقوميا للحرية والكرامة والازدهار  .. 


اثناء جلسات محكمة سلطة الاحتلال اكد شهيد الامة الخالد  .. انه قدم نفسه مشروعا للشهادة وفداء لشعب العراق والأمة منذ انتمائه لحزب الشهداء، ومنذ أن كان طالبا في مرحلة الدراسة الاعدادية  .. 


قبل اكثر من ثلاث عقود عبر الشهيد البطل عن موقفه من "الموت" في معرض وصفه عددا من اللحظات الصعبة في حياته " لم يخطر على بالي انني ممكن ان اموت رغم اني تعرضت للموت  .. "


في حواره المطول مع الاستاذ اميراسكندر في ليلة الثالث عشرمن ايار- مايو عام 1980 يورد الشهيد " لقد مرت بي حالات في حياتي كنت ارى الموت فيها قريبا كحالة مادية ،اما كحالة اخرى فكنت اراه بعيدا" .. 


ويتسائل امير اسكندر:هل السبب في هذا هوالاحساس بالدور التاريخي او الاحساس بالارتباط بقضية او الارتباط برسالة؟


فيرد الشهيد: "قطعا هو نتيجة ارتباط بقضية، وهو مستوحي من المؤثرات الروحية النابعة من الارتباط بالقضية نفسه ..  نحن نعرف باننا جميعا لابد وان نموت الا انني لدي شعور بان الانسان بامكانه ان يتخطى بعض الحفر عندما يرتبط بقضية مبدئية عالية الاهداف " .. 


انه الايمان الراسخ بالرسالة والقضية والمبادىء اذن ..  وهل ثمة وسيلة اكثر صدقا ونبلا للتعبير عن التمسك بالقيم والمبادىء اكثر من الجود بالنفس ؟


وهل هنالك من جسد العلاقة الجدلية بين الالتزام والعطاء والتضحية اكثر من شهيدنا الخالد؟.


نعم ..  الموت لم يشكل هاجسا لهذا العملاق التاريخي، ولهذه النفس التواقة للشهادة .


وغيرالشهادة لم يكن ثمة خيارا بديلا لمغادرة هذا العالم الفاني يليق بهذا القائد التاريخي والفارس النبيل؟


قيل ان القائد العظيم خالد ابن الوليد بكى على فراش الموت نادبا حظه، متاسفا على الموت في فراش وثير بدلا من الاستشهاد في ساحات القتال كما يليق بالأبطال .. 


شهيدنا الخالد لم يكن رجلا خارقا او صاحب معجزات بل مناضلا بعثيا ،ومواطناً عراقيا عربيا من موطن صلاح الدين  .. رجلا ولد عاش ومات في موطن القادة التاريخيين  ..  حمورابي ..  نبوخذ نصر ..  سرجون الاكدي  .. هاني بن مسعود الشيباني . النعمان بن المنذر ..  والقعقاع وضاري المحمود وشعلان ابو الجون وغيرهم من فرسان العراق العروبة ورجال الحق والكرامة الوطنية .. 


التضحية الكبيرة والمشهد الملحمي لاستشهاد القائد الخالد صدام حسين بكل تفاصيلها وعناوينها لاتليق الا بهذا النمط من القادة ولا تليق الا بصدام حسين .. وهكذا رجل لا يليق به الا مثل هذا النمط من الشهادة, كما وتليق بارض العراق ان تولد هكذا قادة


سنبقى نستعيد ذكراك سيدي الشهيد الخالد وسنبقى نستمد من معانيها دروسا وعبر تساعدنا على تجاوز محنتنا الراهنة وستبقى شهادتك نورا يضيء درب المناضلين المجاهدين ..

 

 





الاثنين٢١ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب إيمان السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.