شبكة ذي قار
عـاجـل










1 .لا أدعي أني كاتب وَصفي او قََصصي جيد  وانا  اقف مبهوراً وعاجزاً ان أسّطْر بقلمي وصف  ماقام به شباب مصر بثورتهم  البيضاء العظيمه يوم 25 يناير ( كانون الثاني ) 2011  كونها قلبت كافة موازين القوى  في مصر  البلد القوي بقدراته وامكانياته العظيمه  واحدثت تغيير في واقعها السياسي و الانساني والمبدئي واجبرت  رئيس الدوله على التنحي مع نظامه  السياسي واسقطت الدستور وحلت مجلسي الشعب والحكومه والغت قانون الطوارىء وغير ذلك وهذا ما تحدثه الثورات عادتاً ولكننها لم تكن لها  قياده او مخططين ودون استحضارات مسبقه او استخدام اسلحه لفرض هذا الواقع وكما اعتدنا ان تكون الثورات ، لقد اذهلت هذه الثوره الجميع  وباتوا  يتابعون  مجرياتها بحذر شديد ولم تسع مطارات مصر نقل الاجانب والجاليات وهم خائفين من المجهول بعض الدول ارسلت طائرات خاصه لنقل مواطنيها   حتى البيت الابيض الاميركي وقف مشدوها حاول ان يحدث شيىء ضدها معتبراً قد يكون هناك سبق تخطيط مسبق لاسقاط النظام السياسي وهذا واضح من خطاب الرئيس اوباما جاء في مطلعه  ( هناك القليل جداً من اللحظات في حياتنا التي تتيح لنا ميزه مشاهدة التاريخ وهو يتكشف، واللحظه الحاليه هي احدى تلك اللحظات  ، وهي احدى تلك الازمنه ، لقد نطق الشعب المصري فسُمعت أصواته ولن تبقى مصر على ماكانت عليه ) ... وكذلك ساورالشك  اسرائيل  رفعت على اثره  حالات الاستعداد القتالي في قواعدها الجويه والعسكريه وهذا واضح من حركت بعض قطع الاسطول الامريكي في البحر المتوسط  المساند لها ووضعته  قبالة مدينة الاسماعيليه  وتدخله السافر في قناة السويس بمبرراتهم  المعروفه  كبادرة حسن نيه منتظراً اللحظه الحاسمه لاي  اجراء يقوم به الجيش المصري لكي يفرض تدخله لنصرة حليفته مصر ولكني اقول يالبؤسهم جميعاً انهم لايعرفون مصر قادةً وشعباً ومدى حبهم لبلدهم  حتى الرئيس حسني مبارك كان له موقف يثنى عليه ولم يسمح لاي تدخل لقواته المسلحه في هذا الشأن وفضل تنحيته  وانسحابه بكل لباقه وهدوء  لكونه على يقين ان قواته المسلحه لن تتدخل مهما بلغ غضب شعبه .

 

2 . لقد اثبت شباب مصر  بحق انه القوه بمفهومها المعنوي والانساني والعلمي اقوى من السلاح التقليدي وغير التقليدي   ،وما قام  به هذا الشباب  لم يبلغ لاي مستوى ثوري سابق  قام به  شباب الدنيا في العالم كله اذن فهو حدث تاريخي  جديد بعالمنا العربي و عليه يجب ان نقف عنده طويلا  نستهدي به وناخذ منه الدروس المستفاده وقد نتدارسها في مؤسساتنا الامنيه والعسكريه  وما يمكن  عكسها على واقعنا العربي مؤكدين قوة وصلابة شعوبنا العربيه تجاه مواقفها القوميه وبامكانها احداث التغيير المطلوب وعودةالحقوق المسلوبه الى اهلها سواء في فلسطين او العراق او في اي بلد عربي آخر يرزح تحت ظلم الاحتلال وطغيانه   ، لقد برهن شباب مصر نيابتاً عن امته العربيه  مقولة الشاعر العربي  ابو القاسم الشابي  ومطلعها ( اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ) وقد استجاب القدر بقدرة القادر سبحانه محققاً آمال وطموحات شعبنا في مصر الكنانه .

 

3 .في المقام الاخر علينا ان ندرس واقع هذه الثوره البيضاء  وهي تحقق اهدافها بسهوله ويسر وكيف كتب لها النجاح دون وجود قياده تقودهم  لجمع هذه الملايين في ميدان التحرير وباقي مدن الجمهوريه ودون خطط وتقادير موقف كما اعتدنا عليها في تشكيلاتنا ووحداتنا العسكريه ، هل يكفي جهاز الكومبيوتر عن طريق الفيس بوك ان يفعل هذا الفعل كله ... كنت دائماً اقول ان في مصر  شعب قل مثيله في شعوبنا العربيه  متمسك باهم مبادىء قوة الدوله وهي الوحده الوطنيه فالشعب المصري  يتوحد عند  الشدائد بسرعه  سواء الافراح او الاتراح وهذه الميزه بحق لانجدها في معظم   شعوبنا العربيه كما هي  في مصر وقد يعود ذلك لااسباب كثيره اهمها الطاعه والولاء المطلق للسلطه ثم  الصبر الطويل والثقافه التي يتحلى بها معظم ابنائها رغم وجود نسبه من الجهل (بلغ  حوالي 40% )  ثم  الحرص على سمعة مصر التي لم اجد من يفرط فيها ابداً سواء في الداخل او الخارج فمصرمغروسه  في قلوب ابنائها ناهيك الى عدم السماح للطائفيه ان تنخر الجسد المصري وهذا مبدأ مهم في الوحده الوطنيه لذلك عندما القى المرشد الاعلى للثوره الاسلاميه علي  خامنئي خطبته البائسه  يوم الجمعه 4/2/2011 وهو يذر الرماد في العيون بتباكيه  على الشعب المصري عارضاً  اسناده لثورته  واستعداده لتقديم  اي عون لها  ، ولكن المصريون يفهمون ذلك جيداً ومطلعين على الدور الايراني في العراق بالتعاون مع المحتل الامريكي والصهيوني والتنسيق المشترك فيما بينهم لتدمير هذا البلد بعد تقسيمه  الى طوائف و شق وحدته الوطنيه ، وقد  نندد بها شباب الانتفاضه  ووزير الخارجيه المصري   وباقي الشعب المصري رافضين اي  تدخل في شؤونه الداخليه  .

 

4 .في الختام  بودي  ان اذكر ان القانون الدستوري نص بشكل واضح فيما لم تتجاوب السلطه السياسيه  لمطالب شعبها  وفق الدستور او القوانين المرعيه  ان يقوم الشعب بالتضاهر مطلقاً على ذلك مصطلح العقاب المرسل للحكومه ،  وقد تبين لنا   من حالات اخرى مشابهه  في هذا الصدد لم نجد  ان هذا العقاب له تاثيره  المناسب سوى ما جرى في تونس واشد وامضى منه في مصر وهذا مؤشر ان هناك صحوه عربيه  بهذا الاتجاه قد تشمل عدداً آخر من الدول العربيه المرشحه كالعراق الذي بات بين قوسين او ادنى من هكذا انتفاضات واليوم قام الشاب عبد المنير احمد وهو من الموصل في شمال العراق بحرق نفسه بسبب البطاله منذراً بحادث جلل قد يحدث في هذا البلد العربي ذو الحضاره العريقه  ... حفظ الله مصر و شعبها ونامل ان نرى دروس اكثر في الايام القادمه بثورة الاعمار وتقرير المصيرلنتعلم منها الدروس  وتعود مصر القلب النابض في وطننا العربي تشع منها مبادىء الوحده العربيه التي نادى بها زعيمها البطل الفذ جمال عبد الناصر ( رحمه الله ) كما نادى بها شباب مصر في ميدان التحرير لتكون درساً لنا جميعاً  ولشعوبنا العربيه  من اقصاه الى اقصاه  .

 

والسلام عليكم

 

 





الاحد١٠ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب علوان العبوسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.