شبكة ذي قار
عـاجـل










مما لا شك فيه أن الأمة العربية تعيش اليوم أياما خالدة بما تشهده من هبوب نسمات رياح التغيير علي ربوع أقطارنا العربية لتنهي بذلك حقبا تاريخية من عصور القهر والإستبداد ، ومع ولادة ثورة الشعب في تونس الحرة وثورة مصر الشعبية في الخامس والعشرون من كانون ثاني "يناير" 2011 سوف تولد الثورات ، فمن رحم الأمة تولد الثورات وهكذا تشير التجارب التاريخية أن التغيير الحقيقي هو الذي ينطلق من الشعب وقد أثبتت الشعوب في أمتنا العربية علي مر التاريخ بأنها قادرة علي إحداث التحولات عندما تملك هذه الشعوب الإرادة والرغبة في التغيير وصولاً الي رفض ومقاومة الإستعمار الأجنبي في كل صوره وأشكاله منذ القرن الماضي وحتي هذا القرن فالشعوب ترفض الإستبداد والقهر سواء كان قهر الحكام آم ظلم المستعمرين ،

 

وخير مثال علي ذلك ما نشاهده من مقاومة الشعب العراقي للإحتلال الأمريكي وعملائه منذ الغزو والإحتلال من أكثر من ثماني سنوات وبالرغم من ذلك مازال الشعب العراقي يتحمل في صبر وشجاعة لا مثيل لها علي الرغم من كل ما يعانيه من آلم ودماء وفتن وقتل وتصفيات جسدية وسرقة ونهب لحضارة من أعرق الحضارات التي عرفها التاريخ ، ولكن الي متي يظل الشعب العراقي أسير إحتلالين أحدهما أمريكي والآخر من عملائه المستعرقين والمتصهينين وأحفاد أبن العلقمي الذين جاءوا علي ظهور دباباته وكلاهما مر ؟ ولكن أنطلقت الشرارة فخرج الشعب العراقي الذي قاوم الإحتلال الأمريكي بكل ترساناته وآلته العسكرية بعد أن طفح الكيل من أكاذيب هذا الإحتلال وعملائه عن حديثهم عن الديموقراطية والعراق الجديد ، حقا أنه عراق جديد ولكن عراق تلونت أرضه بلون الدماء وتشبعت رائحته برائحة الموت عبر سياسة الإغتيالات المنظمة والإعتقالات العشوائية التي طالت كل من كان يقف ضد السياسات التي يضعها الإحتلال لعملائه وجواسيسه في المنطقة الخضراء والنتيجة ملايين من القتلي والمهجرين بين الداخل والخارج وعشرات الآلاف من الأرامل وملايين من الأيتام ومثلهم من المعتقلين في السجون السرية ومنهم الشيوخ والنساء وحتي الأطفال ،

 

نعم هي الديموقراطية الأمريكية التي أراد المجرم بوش تجربتها في العراق فكانت وبالا علي بلادهم ، ولكن هيهات فقد خرج المارد العراقي من مصباح علاء الدين ولن يعود إليه من جديد مع وصول رياح الحرية من تونس الخضراء ومصر المحروسة فكانت الشرارة التي خرج الشعب العراقي من أقصي الجنوب الي أقصي الشمال في مظاهرات جمعة الغضب العراقي مطالبين بالثأر من أولئك المجرمين الذين سفكوا الدماء وباعوا البلاد مطالبين بالثأر لأرواح شهداء العراق التي أزُهقت أرواحهم علي أيدي الجلادين والي كل الذين سقطوا وهم يقاومون في سبيل كرامة بلاد الرافدين بالة البطش الأمريكي و غدر وخيانة عملائه ، والثأر من الذين باعوا بلادهم لمن يدفع ، الشعب العراقي عرف اليوم طريقه ولن يعود من حيث آتي فلتكن ثورتكم من أجل إعادة العراق الي حاضنته العربية والي دوره الريادي في المنطقة ، لقد أضاف شهداء ثورتكم الغاضبة الي شهداء الغزو قيمة حقيقية وهي أن الشعب العراقي بدأت ثورته ولن يعود ، فهذه هي فرصتكم أيها الشعب العراقي العظيم في الثورة علي الظلم والطغيان وتزييف التاريخ وسرقة الحضارة والماضي والحاضر ،

 

فلتكن ثورتكم يا أبناء الشعب العراق الصامد الصابر المرابط المقاوم هي التالية فالشعوب عندما تنهض من غيبوبتها وغفوتها وتلوح هبته في الأفق وعندما يقرر رفض الاستسلام للمزيد من الظلم والقهر والإذلال يصبح من الصعب أن يعود من جديد إلي داخل القمقم مهما كانت التضحيات ، ونحن نعلم بان مهمة ثورتكم هي مهمة قاسية وصعبة لأنها ثورة ضد احتلال أمريكي غاشم وعملاء تلونت جلودهم كالحرباء ولكن علي شعبكم الثائر ألا يتراجع عن أهدافه في طرد المحتل والعملاء في وقت واحد ونبشركم بان سقوط العملاء في المنطقة الخضراء وهروبهم خارج البلاد أو محاكمتهم بالخيانة سوف يدفع الجيش الأمريكي الي الهرب لان الوجود الأمريكي الأن يستمد شرعيتة من هؤلاء العملاء ولكن إذا تم قطع رأس العملاء لن يتبقي إلا الذنب والذنب اليوم هو الوجود الأمريكي علي عكس المراحل الأولي من الغزو كان الإحتلال الأمريكي هو الرأس والعملاء هم الذنب ، فالشعب يعلم بان هذه الوجوه القذرة والقبيحة والمستعرقه هي صنيعة وكلاء المخابرات الأمريكية والصهيونية وأن أمريكا وإسرائيل هي من جاءت بهم للسلطة ، ياشعب العراق العظيم فلتكن ثورة الغضب أمتداداً لما حققته المقاومة العراقية الباسلة علي مدي كل هذه السنوات منذ الغزو والإحتلال والتي خطت خلالها تاريخا مشرفا من الإنجازات والإنتصارات في تاريخ الأمجاد العربية بعد أن نجحت في قلب النظريات العسكرية رأسا علي عقب بل وأستطاعت بما لديها من إمكانيات محدودة في التخطيط ببراعة في تنفيذ وإحكام قبضتها علي الإحتلال وعملائه ومحاصرتهم داخل بروجهم المشيدة في قواعدهم العسكرية ، ومع بلوغ الورطة الأمريكية في العراق عامها الثامن ومنذ 2003 تشير كل الدلائل الي فشل هذا المشروع وخسارته بحيث لم يعد أمام الرئيس الأمريكي وإدارته في الحقبة الأوبامية من مخرج سوي الإعتراف بالهزيمة ، وعليه أن يحمل عصاه وشواذه ومرتزقته ويرحل عن العراق والعودة من حيث آتي فلم يعد أمام الرئيس الأوبامي إلا الإعتراف بالهزيمة وإعلان الفشل ،

 

إذن الحل مع الشعب ، وعلي الشعب العراقي بكل طوائفه القومية والعربية والإسلامية أن ينهض ويغضب ويثور علي هؤلاء القتلة واللصوص وطردهم من حيث آتوا مع أسيادهم ولابد من انطلاق بركان الغضب الثوري والجماهيري فقد حان الوقت لإعلان الثورة والإنتفاضة لكي تكون مستمرة ومتصلة وبدعم قوي المقاومة الوطنية المسلحة حتي النصر والتحرير وليذهب الخونة والعملاء إلي الجحيم والله اكبر والنصر للعراق وشعب العراق وليخسا الخاسئون .
 

 

 





الثلاثاء٠٣ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـي العــربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة