شبكة ذي قار
عـاجـل










الحكم الذاتي لمنطقة كردستان تقرر بإرادة شعب العراق كله من شماله إلى جنوبه
وشعبنا الكردي جزء أصيل منه


في مثل هذا اليوم ، الحادي عشر من آذار عام 1970 ، وبعد حوار استغرق زمنا طويلا قاده الرفيق القائد الشهيد صدام حسين نائب أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، أصدرت القيادة بيان آذار التاريخي الذي أعلنه الأب القائد احمد حسن البكر رئيس الجمهورية أمين سر قيادة قطر العراق للحزب ، حيث تم بموجبه منح الأخوة الأكراد الحكم الذاتي وحددت بموجبه منطقة الحكم الذاتي التي شملت محافظات السليمانية واربيل ودهوك على أن تسبق عملية التطبيق مرحلة إعداد وتهيئة للظروف والمستلزمات التي تقرر أن تكون مدتها أربع سنوات كحد أقصى وقد استهلت هذه المرحلة بإصدار عفو عام عن كافة المساهمين بالتمرد والأعمال المسلحة ، ومنحهم مرتبات لحين تأهيلهم وإيجاد فرص العمل التي تناسبهم .


وبعد انقضاء المدة المقررة وعزم القيادة على الشروع بتطبيق الحكم الذاتي ، بدأت الأحزاب الكردية وفي مقدمتها ( الديمقراطي الكردستاني ) برئاسة مصطفى البر زاني ، المماطلة والتسويف تحت مبررات واهية لإرجاء تطبيق القانون والتنصل من العهود والمواثيق التي اقروها وصادقوا عليها ، لأنهم يفتقدون للإرادة المستقلة ، ويرتبطون بقوى خارجية وأطراف دولية كانت تريد إبقاء المسالة الكردية ورقة تستخدمها لإشغال العراق واستنزافه وعرقلة تنفيذ الخطط والإستراتيجية التي وضعتها ثورة 17 – 30 تموز للنهوض بالعراق والانطلاق به إلى آفاق التطور والرقي باستثمار العائدات النفطية التي تحققت بعد تأميم النفط في الأول من حزيران 1972 ورضوخ الشركات الاحتكارية للقرار في الأول من آذار عام 1973، حيث كانت أولى هذه الخطط هي خطة التنمية الانفجارية التي بدأت عام 1975 . أن القيادة أصرت على تنفيذ ما أعلنته للشعب قبل (4) سنوات، أي تنفيذ الحكم الذاتي لشعبنا الكردي بعد أن تأكد سوء نية الأحزاب الكردية ولاسيما الديمقراطي الكردستاني وخضوعها لمشيئة القوى الخارجية المتمثلة بالامبريالية والصهيونية، وبعض دول الجوار ولاسيما إيران ، وهكذا ففي الوقت الذي بدأ تطبيق قانون الحكم الذاتي ،بدأ التمرد مجددا وبمستوى مؤثر أكثر مما كان عليه قبل أربع سنوات مما يؤكد أنهم كانوا يعدون العدة للتمرد من جديد واحتدام القتال وشهد الشمال معارك عنيفة، حيث كانت إيران الشاه قد دفعت بقوات وتشكيلات كبيرة لمساعدة التمرد ، وقد تأكد ذلك بعد اتفاقية الجزائر عام 1975 بين العراق وإيران ، حيث طلب الشاه وقتا لسحب قواته من شمالي العراق تنفيذا لمبدأ الاتفاقية الذي ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرفين وبعد انسحاب القوات الإيرانية انهار المتمردون واستسلم العدد الأكبر من المتورطين وفر مصطفى البرزاني وأعوانه إلى مخابئهم خارج القطر وانطوت صفحة التمرد والاقتتال لغاية حصول العدوان الثلاثيني على العراق إبان أزمة الكويت عام 1991
حيث سيطرت الأحزاب الكردية العميلة على الشمال بدعم من أمريكا والقوى الدولية بعد فرض الحظر الجوي وفق خطوط العرض (36 و32)، واستمر هذا الحال حتى غزو العراق واحتلاله من قبل الأمريكان ومن حالفهم ونزلت القوات الغازية في شمال العراق بعد ان رفضت تركيا استخدام أراضيها ممرا للقوات الأمريكية إلى العراق وما آلت أليه الأمور معروف للجميع الآن .


وبهذه المناسبة التاريخية نود أن نذكر شعبنا الكردي وشعبنا العراقي في كل مكان ، بأن الحكم الذاتي الذي تقرر لمنطقة كردستان قد تقرر بإرادة شعب العراق كله من شماله إلى جنوبه ، وطبق هذه الإرادة ولم يكن خطوة تكتيكية وجاء تعبيرا عن مبادئ البعث وما يؤمن به تجاه القوميات الأخرى باعتباره استحقاق وطني لشعبنا الكردي ليكون دعامة أساسية لصيانة وحدة العراق والمحافظة عليها وتبديد أحلام القوى الدولية والصهيونية في إشغال العراق وإعاقة تقدمه، في حين يعرف إخوتنا الأكراد ما يعاني الأكراد في دول أخرى من قهر واضطهاد.
وللأحزاب الكردية العميلة التي تستغل الظروف الراهنة ووجود المحتل نقول أن المحتل راحل بعونه تعالى وتضحيات رجال العراق الإبطال، وان إثارة مسائل تعبر عن وجود نوايا انفصالية


كموضوع كركوك وما أسميتموها ( بالمناطق المتنازع عليها ) عن قصد إذ أنكم تعرفون إن التنازع يكون بين الدول المتجاورة لا بين المحافظات آو أبناء الوطن الواحد ، فلن ينطلي على أبناء الرافدين من الشمال إلى الجنوب بعربه وكرده وأطيافه الأخرى ، وان تشبثتم بدستور الاحتلال فهذا لا يبرر النزعة الانفصالية التي يرفضها شعبنا في كل مكان إذ أن الاحتلال باطل وكل ما افرزه فهو باطل وكل ما يحصل في ظروف استثنائية دون إجماع شعب العراق فهو زائل مهما طال الزمن ، وها انتم ترون كيف خرج العراقيون من الشمال إلى الجنوب في وقت واحد رافضين عمليتكم السياسية ومن يقف خلفها من المحتلين والصهاينة والصفو يين تجسيدا للتمسك بوحدة العراق ولم يعد بعيدا اليوم الذي سيركلكم في شعب العراق مع المحتل خارج الحدود ليعود العراق حرا أبيا متماسكا . وان غدا لناظره لقريب.


الله اكبر – الله اكبر
وعاش العراق

 

 





الاحد٠٨ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الله الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.