شبكة ذي قار
عـاجـل










مرت علينا في يوم التاسع من نيسان الذكرى الثامنة لاحتلال بغداد العروبة على يد القوات الأمريكية الصهيونية الغازية. تمر هذه الذكرى الحزينة والأليمة لتذكرنا بالعدوان الغادر الذي قامت به قوات الغزو الأمريكية وحلفاءها الأشرار في العشرين من مارس (آذار) 2003 . أنه يوم احتلال بغداد من قبل جحافل العدوان، حيث دفع الشعب العراقي أثماناً باهضةً بين قتلً وتشريد واعتقال وتجويع.


أن ما حصل ويحصل في العراق من جرائم غير مسبوقة يتحمل وزرها قوات الاحتلال و الحكومة العميلة الفاقدة للشرعية، بالإضافة إلى القوى الطائفية والإرهابية التي هي صناعة أمريكية بامتياز.


يجري كل ذلك في العراق العزيز خدمة للمشاريع الصهيونية الأمريكية وخدمة للأجندات الطائفية الإيرانية، وإبقاء هذا البلد العربي تابعاً ضعيفاً ممزقاً غير قادر على النهوض واسترجاع دوره الوطني والقومي.


أن ما يقترفه المحتلون وعملائهم في العراق، ليس جريمة في حق هذا البلد وحده، بل هو استهداف لكل الأقطار العربية وفي مقدمتها تلك التي ساعدت المحتل وأمدته بالتسهيلات لتدمير العراق وإحراقه.


ومع كل ما تحمله هذه الذكرى من آلام وأحزان تصيب وجدان كل عربي ومسلم، فأنها تمثل لحظة توهج المقاومة العراقية البطلة التي فجرها وقادها مناضلو حزب البعث العربي الاشتراكي الذين جسدوا حقيقة انتمائهم الأصيل للعراق وللأمة العربية.


ومنذ يوم الاحتلال والعراق قد صار قاعدة انطلاق للعديد من مخططات القوى المعادية للأمة العربية، وهذه الحقيقة تجعلنا أمام حجم الكارثة التي نزلت بالأمة وأصابت جميع الأقطار، بعد أن تم التفريط بالعراق وتقديمه لقمه سائغة للنظام الإيراني وتحوله إلى شوكة في خاصرة الأمة العربية، الأمر الذي يفرض على الأنظمة والدول العربية إعادة النظر في مواقفها وسلوكها تجاه هذا القطر العربي، و العمل بكل السبل من أجل إعادته إلى وضعه الطبيعي ودوره القومي، من خلال دعم المقاومة العراقية، وإنقاذه من شرذمة العملاء والمجرمين الذين يتحكمون فيه.


ورأينا اليوم ونتيجة للمأزق الذي يعيشه العملاء في العراق كيف تحاول حكومته المأزومة تصدير إخفاقاتها وأزماتها إلى أقطارنا العربية، ولم تكن "مهزلة" زعيم اللصوصية المدعو (الجلبي) وتدخله في الشؤون الداخلية للبحرين، ومحاولته الإساءة إلى مطالب شعبنا المشروعة حول الإصلاح الديمقراطي، سوى أحد أشكال هذا التدخل الفج والمرفوض، وهو تدخل لم تعد خافية أسبابه ودوافعه.


أن هذا المجرم، عراب الاحتلال، وعراب قانون الاجتثاث سيئ الصيت الذي يذرف الدموع الكاذبة على شعب البحرين - هو ومعه كل الجوقة الغارقة في الخيانة والعمالة – آخر من يحق لهم التحدث عن حرية وحقوق شعب البحرين؟؟؟ وهم الذين أيديهم ملطخة بدماء العراقيين، جراء ما ارتكبوه من جرائم وكل أشكال الموبقات في حق الشعب العراقي.


فهؤلاء الذين فعلوا الأفاعيل في العراق ودمروا كل مقومات الحياة فيه لا يملكون أية مصداقية أو شرعية للحديث عن الحقوق والحريات لذلك نقول لهم بكل ثقة وإيمان أن شعب البحرين لا يحتاج لمثلكم أيها الدجالون، وأنه مع تمسكنا ودعمنا لمطالب شعبنا في الإصلاح والديمقراطية فأننا واعون جيداً لمراميكم الخبيثة، وأن عيوننا شاخصة على وطننا وأمنه الوطني والقومي، ضد كل من يحاول اختراقه أو تهديده، وضد كل من يحاول حرف مسار الإصلاحات والمطالب المشروعة لشعبنا وإغراقها في الفتن والحروب الطائفية والمذهبية.


كما نقول لكل المتخاذلين عن نصرة العراق ودعم مقاومته الوطنية الشريفة أنه لم يعد أمامكم اليوم أي مبرر لهذا التقاعس خاصة بعد أن كشفت ثمان سنوات من عمر الاحتلال حجم الكوارث و المعاناة التي حلت بالعراق، وحجم تداعياتها وأخطارها على الأمة العربية. فقد حان وقت سحب الاعتراف بحكومة الاحتلال الأمريكي ووقف كل أشكال التعامل معها.


عاش العراق وطناً عربياً حراً موحداً
المجد للمقاومة العراقية
الهزيمة للاحتلال والعار للعملاء المأجورين



مملكة البحرين

التجمع القومي الديمقراطي
٩ / نيسان / ٢٠١١

 

 





الثلاثاء٠٨ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب التجمع القومي الديمقراطي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.