شبكة ذي قار
عـاجـل










يشهد الوطن العربي منذو أشهر حركة شبابية احتجاجية تفاعلت معها أوساط اجتماعية مختلفة طال ما انتظرها الإنسان العربي الذي تعرض الى الإحباط والانكسار لجسامة الهجمة الشرسة التي شنتها وتشنها القوى المعادية للأمة العربية والمتمثلة بثالوث الشر والرذيلة أمريكا والصهيونية وإيران الصفوية ، والذي أوشك أن يفقد الثقة في نفسه بفعل ما عاشته الساحة العربية من انحرافات في شتى مجالات الحياة وتلاعب بالمصالح العليا للأمة ، دون أن يكون له فعل بارز في تغيير هذا الواقع الفاسد الذي يرتع فيه كل الخونة والأفاقين والمنافقين والمرتبطين بقوى خارج الحدود لأنهم ارتضوا أن يكون أدواة القتل والتدمير والضياع في الجسم العربي ، قد مثلت تبعية اغلب الأنظمة العربية للغرب تناقضا مع المصالح العليا للأمة والمتمثلة في صيانة السيادة والاستقلال وحماية الوحدة الترابية والقضية المركزية فلسطين ، وتسخير الثروة العربية لدعم الاقتصاديات الغربية و خاصة الأمريكية منها ، والتي هي بدورها تقوم بتمويل الاحتلال الصهيوني لفلسطين مقابل سكوتها عن فظا عات هذه الأنظمة وتجاوزها لحقوق مواطنيها وحرمانهم من ابسط الحريات التي يعبرون من خلالها عن أرائهم وتصوراتهم للإحداث وكيفية التعامل معها ، بل ساهمة تلك القوى بدعمها للبقاء في السلطة ، لذا أصبحت هذه الأنظمة لا هم لها سوى مسايرة ثالوث الشر بالرغم من الخطر الذي يشكله من خلال التدخل بالشأن العربي و في نهب الثروات العربية بدل تسخيرها لتنمية قدرات الإنسان العربي للرفع من مستوى معيشته في إطار سياسة واضحة المعالم تتماشى و طموحات المواطن في العيش الكريم و حرية التعبير و تمكين ألامه بقدرات تحرير الأرض المحتلة في فلسطين وباقي بقاع الوطن العربي العبير إن كانت في المشرق العربي او مغربه


اليوم نرى وبعد أن اختفى هاجس الخوف والخشية لدى المواطن العربي ظهور وارتفاع نفس الشعارات الثورية ويعبر عن نفس الاهتمامات التي تبنتها وناضلت من أجلها الطلائع العربية منذو منتصف الثلاثينات من القرن الماضي والتي تبلورت في الخمسينات منه ، كما جسدت هذه الحركة الشبابية الاجتماعية حجم الترابط ووحدة الاهتمامات بالنسبة للمواطن العربي أينما كان والذي تجاوز بحركته هذه كل النظريات القطرية و الأممية اللاقومية و الشعوبية التي كانت تشك في المصير الواحد لأمة العرب وخاصة ما بعد وقوع عدوان جمع الكفر على العراق بالحصار الظالم والجائر والممهد للعدوان الثلاثيني عام 1991 ووصولا للغزو والاحتلال عام 2003 ، مؤكدة بذلك وحدة الضمير و وحدة الهدف ووحدة الإرادة في التغيير ببعده الثوري ، إن هذه الأمور كلها مؤشرات خير تنم عن صواب الرؤية التي طرحها البعث الخالد في ستراتيجة العمل الثوري العربي لمقاومة كافة أشكال العدوان والتدخلات الأجنبية في الشأن العربي ، وعن انبعاث جديد للضمير العربي في جو من التلاقي بين القوى الحية داخل هذه الأمة بغض النظر عن المعتقدات الدينية أو الفكرية أو الروابط التنظيمية ، و في العراق الجريح يمكننا القول بأنه بالرغم من جسامة الظلم والظالمين وما قاموا به من تدمير متعمد للإنسان والوطن فان ما حصل من تغيرات ايجابية في السنوات الأخيرة و خاصة على صعيد الرأي العام وانكشاف زيف وأباطيل المحتل وعملائه خونة الدين والوطن والتي أفرزته صناديق الانتخابات والرفض العلني لكل المفسدين والسراق وسماسرة المال السحت الحرام والتي تفجرت بالشكل المباشر في يوم 25 شباط بثورة الشباب في ساحة التحرير وكل مدن وقصبات العراق والتي رفعت شعارات الإدانة والرفض لحكومة الاحتلال الخامسة والمطالبة بمحاسبة كل المفسدين واسترجاع المال العام المنهوب من قبلهم ، وتبقى بعد ذلك طموحات شعبنا وقيادته الوطنية والقومية المتجسدة في الجبهة القومية والوطنية والإسلامية والمتمثلة في الإسراع بإنجاز التحرير الشامل للتراب الوطني من دنس الاحتلال والخونة والمرتدين والعملاء والمباشرة ببرامج تنموية تعيد للعراق قدراته وإمكاناته الإبداعية التي دمرها الغزاة المحتلين وعملائهم كي يتمكن من الرفع مستوى المواطن في كافة مناحي الحياة ، و تجذرا للديمقراطية الحقيقية التي تعبر عن حقيقة احترام الإنسان كقيمة من القيم العليا التي تساهم بفاعلية في بناء ألامه واقتدارها ونضج فكرها الثوري


إنها أمور مهمة يجب التداول فيها في إطار حوار وطني هدفه الوحيد مصلحة الوطن وآلامه بما يقوي وحدتها و إبعادها عن كل ما من شانه أن يخلق التوتر المنفلت (( الفوضى ألخلاقه )) ، فهي لا تتحمل الهزات العنيفة لذلك كانت دعوة القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ببيانها الصادر حول الأحداث التي شهدتها تونس الخضراء ومصر الكنانة إلى الحوار الوطني الشامل فيما بين القوى الوطنية والقومية ليصبح الصراع واضح ومحدد فيما بين الجماهير العربية وقواها الرائدة والواعية لقدر الأمة واختيار ما هو أصلح للأمة




يتبع بحلقة ثانية رجاءا"

 

 





السبت١٩ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.