شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ انطلاق الثورة الربيعية في الوطن العربي بدأ" في تونــس الخضراء والإعلام المؤيد والمعارض لها يردد بعض المصطلحات واخذ الشــــارع العربي يتفاعل معها بشــــــكل وأخر ، وللوهلة الأولى يظهر هناك تناغم فيما بين الثوار من الشباب والواقع الذي يسود في القطر العربي الذي تحصل فيه بدايات التغيير من خلال التظاهرات والاحتجاجات والمطالبات والاعتصام وصولا الى الخروج على المألوف الذي لابد وان يكون هو الجوهر الحقيقي للتغيير السلمي والذي لا يطول المؤسسات ذات العلاقة بالحياة اليومية للأفراد والعلاقات الدولية والإقليمية إلا لما له علاقة بعملية الرفض لما تحقق من استسلام لإرادة القوى المعادية لاماني وتطلعات الجماهير العربية من قبل الأنظمة والحاكمين الذين عصفت بهم الثورة أمثال بن علي وحسني مبارك .


ومن هذه المصطلحات والتي تحولت الى شعارات ترددها حناجر الجماهير المحتشدة في ساحات التحرير وميادينه او ساحات التغيير كما درج الإعلاميون تسميتها هي تغيير النظام ومرادفه ارحل ، إلا أن الأحداث التي تشهدها سوريا اليوم فان الشعار الذي رفع او المصطلح الذي ردده ويردده دعاة التغيير هو تغيير سياسات النظام وقبل الدخول في العرض والمناقشة لابد من القول بصيغة السؤال وآمل من القوى التي تقود ما يحصل في الشارع السوري الإجابة الواضحة والمباشرة وبدون أي غموض ، هل انتم راضون عن ما مشرع ويعمل به سـوريا" واليوم تطالبون تغيير ســـــياسات معينه ؟ أم تريدون تغيير واقع ما ضمن المنظور العام للنظام السياسي ؟ ، أم هناك حالة ما لم يتزل الجدال حولها مستمرا وما يحصل في الشارع السوري ما هو إلا أسلوب ضغط لغرض التحقيق ؟ ، وان لم تكن هكذا أمور ، إذن ما هو الغرض من رفع الشعار ؟ و ماهية السياسات التي لابد وان تتغير وبالأحرى لزم الأمر لتغييرها ؟ ، ولا ندري هذا الاشتراط داخلي أم خارجي ومن هم اؤلائك الذين تهمهم مصلحة سوريا وما هو البعد الذي هم له راغبون ؟ ، ومن خلال القراءة المتواضعة للواقع العربي قبل وبعد الثورة الربيعية العربية وضمن المنظور القومي الشمولي والهواجس التي تراود كل ذي ضمير حي ويحرص على قدر ألامه ومستقبلها أقول إن الواقع العربي افرز أمرين مهمين وأساسيين في موضوع التحرك الداخلي والخارجي وهما :


* قوة الرفض العربي وهي القوة المحاصرة وبشده من قبل كل أعداء ألامه التقليدين والمستحدثين وتعرضت وتتعرض الى أبشع السلوك العدواني إن كان غزوا" او احتلالا أو قتلا جماعيا" وخير دالة على ذلك ما وقع على العراق أرضا وشعب وقيادة وطنية وما يحصل فيه ألان ، وليبيا التي تتنقل مابين مصطلح الثورة والتغيير والدمار الشامل


* وقوة الاعتدال او الوسطية العربية والتي أفرزتها القمم العربية الأخيرة وتحديدا من مؤتمر قمة بيروت وما أعقبها والتي أقرت فيها الأنظمة العربية بالأمر الواقع وإمكانية التعايش فيما بين الغاصب والمغتصب والقاتل والمقتول والجاني والمجنى عليه مع الاسترخاء كي يرضى من تم الاستسلام لإرادته التي تعبر وبدون أي لبس عن روحية العدوان والتعالي والجبروت


إذن أين نقف في قراءة المصطلحين وما هي الأبعاد التغيرية التي تتحقق ولمن نتائجها الاخيره ولمصلحة من تقوم الأمور ، ولغرض اختزال الوقت والوصول الى الغرض الأساسي من كتابتي للموضوع أتوقف بالكامل امام الشطر الثاني من شعارات دعاة التغيير وتحديدا سوريا التي هي على تماس مباشر مع موقعين أساسيين ويدعوان الى الجدل المستمر


· أولها هو مشروع واعني ما يتعلق بالحق العام والخاص بالمقاومة حيث أن الشرائع السماوية والوضعية أجازة الجهاد من اجل الحفاظ على الحقوق ودرع الخطر ومنع العدو من تحقيق ما يضر الأمن والسلام ، ومن خلال ذلك أشير الى المقاومة اللبنانية والتي يعد النظام السوري بنظر حلفاء الكيان الصهيوني هو الامتداد الإستراتيجي لها او هو الحاضن ، وانعكاس ذلك على العلاقات التي توطدت فيما بين النظام السوري والنظام القائم في إيران بدلا من الشاهنشاه ووفق آليات تمدده التي يعمل لها بكل إمكاناته وقدراته انطلاقا من تحقيق حلم فارس بانبعاث الإمبراطورية ألفارسية من جديد ضمن إطارها ألصفوي وهذا الأمر أدى بالنظام السوري الى الوقوف بالضد من عمقه الإستراتيجي العراقي خلال الحرب الإيرانية العراقية 1980 والعدوان الثلاثيني الذي وقع في 1991 الذي جيش له جمع الكفر بروحية الصليبية الجديدة


· وثانيهما الرفض والتصدي للمشاريع الاستسلامية التي تم طرحها من قبل القوى الساندة للكيان الصهيوني بالرغم من مشاركة النظام السوري بشكل وأخر في التفاوض او التحاور ضمن المؤتمرات الدولية او المبادرات التي عرضت مما جعل سوريا حاضنه للفصائل الفلسطينية التي ترفع شعار التحرير والعودة والتي هي على خصام او عدم توافق مع السلطة الفلسطينية ، مما جعل الأمر سوريا على ابتعاد بشكل وأخر مع المحيط العربي الذي يطلق عليه الاعتدال وهذا كلف سوريا نوعا من القطيعة او شبه القطيعة الدبلوماسية مع هذا او ذك النظام او الحاكم


ومن هنا هل المقصود بتغيير السياسات التي تطرحها ما يسمى بقوة التغيير في سوريا أن النظام السوري حان الأمر ألان كي ينقلب على عاقبيه سلوكا" وتصرفا من حيث التقرب الى الغرب بالكامل وان يكون صوته صدى لدعواتهم للتغيير الإيراني ومنع إيران من امتلاك القدرات النووية وهذا يعني فك عرى العلاقة الإســــتراتيجية فيما بين سوريا وإيران ، وسحب اليد الممدودة الى حزب الله في لبنان والارتماء كاملا في حاضنة الاعتدال العربي وتنفيذ آلياتها التي تجيز للكيان الصهيوني فتح شهيته وفعل ما يشاء كي يستقر الأمن والسلام في المنطقة ووفق ما هم يرونه ويلبي مطالب الغرب ، ومن خلال ذلك يمكننا تفسير اندفاع الحكومة القطرية وأجهزتها الإعلامية للترويج لتغيير النظام السوري بدأ" تحت يافطة الحرية والديمقراطية وإنهاء التفرد في القيادة ، ولكن الحقيقة الكامنة هي إنهاء أي موقع لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني والتي تعهد بها سمو الأمير أثناء زيارته السرية المفضوحة الى الكيان الصهيوني وقضاء أحلى وأجمل أيام عمره في ضيافة أعداء أمته التي يدعيها ، وبهذه المناسبة اكرر تلك العبارات التي أراها أصبحت معبره عن مدى تودد سمو الأمير الى ضيوفه أو من يضيفهم حيث تم تكريرها عند لقائه مقتدى في الدوحة ، الفصل فيما بين المفهومين أصبح عسيرا لأنهما يصبان في ذات الغرض والغاية التي يجاهد من اجلها دعاة التغيير الملتزمين بإرادة الغير وليس بإرادة الشعب وجماهير ألامه والذين يعملون لتحقيق الأجندة التي تعزز مصالح العدو وتمكنه من الوصول الى أهدافه وغاياته وآلامه العربية تعاني من التمزق والتشرذم ووصول أناس لا هم لهم سوى بناء المجد والتأريخ الذي لا يتناغم مع مصالح ألامه العربية وتطلعات جماهيرها ومن خلال هذه الرؤية الانيه والمستقبلية كان لحزب ألبعث العربي الاشتراكي الموقف الدقيق في كيفية التعامل مع الحالة السورية من قبل الحكومة السورية والشعب السوري كي لا يتمكن أعداء ألامه من التغلغل في العمق العربي وتحقيق أهدافهم وغاياتهم

 


ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر
والعزة للأمة وجماهيرها

 

 





الاثنين١٣ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامـــل عــبــــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.