شبكة ذي قار
عـاجـل










تعتبر وسائل الإعلام بأشكالها المعروفة المرئية والمسموعة والمقروءة بالإضافة إلى الشبكة العنكبوتية التي بدأت تأخذ مدى واسعا في الانتشار مؤخرا من أهم الوسائل المستخدمة في المعركة الجهادية وعوامل تحقيق النصر الناجز التي يخوضها أبناء شعبنا العراقي ضد تحالف الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي ولا يمكن لأي متتبع عادل ومنصف المقارنة بين إمكانيات كل الفصائل الجهادية الإعلامية التي تعتبر محدودة ومقيدة , وإمكانيات إعلام المعسكر المعادي الذي يمتلك كل أسباب القوة والدعم فالمعادلة غير متوازنة البتة إلا أن تأثر الإعلام الجهادي يأخذ مداه الواسع لأنه الأكثر مصداقية وهذه الميزة وحدها تكفي لان يكون الأكثر فاعلية وتأثيرا , ومن خلال متابعتنا الميدانية نلاحظ أن المواطن العراقي وحتى من يتخندق مع حكومة الاحتلال يبدو متلهفا لمعرفة الحقيقة وأخبار المعركة من وسائل الإعلام الجهادية المتيسرة وخصوصا على الشبكة العنكبوتية في الوقت الذي يهمل الإعلام المعادي رغم قربه منه وتيسره واقتحامه للمنزل عن طريق القنوات الفضائية .


ولا يمكن أن نتجاهل حقيقة إن أهم وسائل الإعلام الأكثر انتشارا وتأثيرا هي القنوات الفضائية التي تقتحم كل الأماكن بسهولة دون تكلفة مادية يدفعها المتلقي أو أن تترك أثرا كما في وسائل الإعلام المكتوبة أو الشبكة العنكبوتية في الوقت الذي نفتقر كفصائل مقاومة إليها لأسباب كثيرة في مقدمتها الإمكانيات المادية الهائلة التي تتطلبها اجور البث في القناة الفضائية غير الأجهزة والمعدات الفنية إذا توفر الكادر المتخصص طوعا إضافة إلى السيطرة على الأقمار الصناعية وخصوصا العربية التي تخضع في اغلبها إلى تأثير ورقابة الإدارة الأمريكية المباشرة التي صادرت إرادة الحكومات العربية وأي صوت يعلو فيها لابد أن يكون مدعوم من حكومة أجنبية أو إقليمية أو أن يكون مدفوع الثمن غير المادي.


وفي عراق ما بعد الغزو الأمريكي الصهيوني الفارسي فان فضائنا شهد ولادات مسخ وغير شرعية لعشرات القنوات الفضائية الناعقة بالترويج إلى حكومة الاحتلال أو لمشروع الغزو في الوقت الذي خلت الساحة من فضائية معبرة عن صوت الشارع العراقي بشكل حقيقي وتبتعد فيه عن مغازلة حكومة الاحتلال بشكل كامل وغير خاضعة لإرادة الحكومة التي تبث من أرضها أو تبتعد عن تغليب طائفة أو قومية معينة أو مرجع ديني أو سياسي فيها إلا ما ندر وفي مواقف محصورة ومحددة ونحن هنا وفي هذا الظرف الحرج لا نحاول الانتقاص من الدور الريادي والوطني المرموق الذي تتبناه بعضها رغم إن عددها لا يصل عدد أصابع اليد الواحدة ولكنها لم ترتقي إلى أداء الواجب الوطني المطلوب الذي ينتظره المواطن العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص وباسلوب عمل ومهنية لا يبتعد عن أسلوب أداء إعلام حكومة الاحتلال في محاولة لتسقيط كل وطني لا ينتمي إليها , وتعلن أنها وحدها صاحبة المشروع الوطني وتحرير العراق .


وتأسيسا على هذا المنظور وبعيدا عن التخوين والعمالة وضمن إطار العمل الإعلامي ومسؤولية من ينهضون بأعبائه فان الوطنية لها معيار واحد وتتعدد أساليب ووسائل العمل فيها وهي ليست حكرا على احد وتعتمد على ما يمكن أن يقدمه الوطني إلى أبناء شعبه وهي تبتعد إلى أقصى حد عن أساليب تسقيط الآخرين ولا تعني النعيق بما كان يردده المحتل قبيل عدوانه الغاشم على العراق لإقناع شعبنا والعالم بمبررات كاذبة , ففي الوقت الذي أصبح المواطن العراقي يتشرف بان ينعت بالبعثي لأنها صفة تعني إن لديه كل مدلولات الشرف والتضحية والرجولة والشهامة والوطنية يخرج علينا من لا يمتلك منها جزئية واحدة بسيطة ليتحدث عن قمع الحريات الإعلامية ومصادرة الأصوات ولا نعلم أي صوت وطني مخلص وشريف كان ليعلو فيجد من يكبته أو يصادره .


الوطنية تعني موقف واحد واضح لا يقبل اللبس أو التأويل فإما أن تكون مواقفك بيضاء ناصعة لصالح الشعب ضد المحتل وأركان حكومته وكل ما يمت لهم بصلة بشكل قاطع , أو سوداء ملطخة بعار وذل التبعية والخضوع لأوامر وإملاءات الأجنبي ولا توجد فيها منطقة رمادية تسمح باللعب على الحبال , ولا ينفع مع الوطنية أسلوب التقية أو المراوغة والمخاتلة والخداع والضحك على الذقون وتحين الفرص لتحقيق غايات واضحة في أهدافها وتمرير سياسات ملها شعبنا وانبرت وتآكلت حيلها مع سنوات الاحتلال البغيض , ولا ينفع مع الوطنية أن تضع رجلك اليمين مع حكومة الاحتلال فتغازلها وتضع شمالك مع ركب الشعب وتعزف على وتر معاناته ومطاليبه .


لقد أصبح شعبنا أدنى من قاب قوسين من النصر المؤزر والأكيد ونتمنى أن تكون فيه مساحة مناسبة للعطاء يشترك فيها الجميع من اجل بناء العراق الحر العربي الموحد ولا مكان فيه لأتباع الأجنبي وعملائه ولا مكان فيه للمفخخات وكاتمات الصوت يخلد شهداءنا ويعيد البسمة لأطفالنا .




Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com

 

 





الاربعاء٠٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.