شبكة ذي قار
عـاجـل










فكرت مليا قبل كتابة هذا الموضوع حسبي أن يساء تفسيره . لكنني أخيرا قررت الخوض فيه حرصا منيّ على إنصاف احد قادة هذه الأمة في الوقت الحالي ومرة أخرى فكرت وتساءلت كيف اكتب عن رجل لم ألتقي به في حياتي إلا لمرة واحدة وكان ذلك عام 1992م عندما تشرفنا بلقائه حيث قام بتقليدنا أنواط الشجاعة في بغداد المنصورة بأذن الله . والمعروف أن من يكتب عن شخص ما يكون تعامل معه عن قرب حتى يتأثر به .


لكنني تأثرت به شخصيا عن بعد فأردت أن انهل من هذا الرجل الإنسان تعاليم القيادة الحقة . وإلا كيف تفسر كيف يستطيع رجل أن يقود في ظرف كالظرف الذي يمر به العراق حاليا حيث تكون القيادة صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة حيث أجهزة استخبارات ومخابرات العدو المحتل وعملائه في الداخل والخارج إضافة إلى استخبارات أكثر من دولة من دول الجوار الحاقدة المتربصة .


على كل حال لو أردت متابعة صفات وتصرفات قائدنا الشيخ الإنسان الأستاذ عزة إبراهيم (حفظه الله ورعاه وأيده بنصره المبين) فأننا نرى أنه يجمع صفات القادة العظام من هذه الأمة في شخصه الكريم فهو صبور كأيوب وحكيم كلقمان وشجاع كعلي ويحمل في صدره ليس فقط هموم الوطن بل قضية أمة بكاملها حيث يتابع ما يجري في كافة أرجاء هذه الأمة ويدعم من يستحق الدعم سواء كان حاكما أو محكوما وكل حسب استحقاقه وموقفه من قضية الأمة وقضية العراق .


فهو يقود معركة التحرير في الداخل ضد المحتل وكل قوى الشر والعمالة وينسق بقيادته الحكيمة عمل كافة فصائل المقاومة المنضوية تحت راية القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ويؤمن احتياجاتها ويلتقي قياداتها ويختار أهدافها ويوجهها بعناية ودقة لإيقاع اكبر ما يمكن من الخسائر بالعدو رغم الإمكانيات المحدودة قياسا بإمكانيات الأعداء لكن هنا المقارنة ليست بالماديات ولكنها بالإيمان حيث يقاتل الشعب لطرد الاحتلال وأعوانه من العراق.


يعمل بجد وتفاني كالشباب المتجدد ويعلم ويوجه كالأب الحنون ويقاتل أعدائه كالسيف البتار ويعفو ويسامح كأجداده العظام بسيط في كثير من المواقف كبساطة شعبه الأبي عائلته كل العراقيين الشرفاء يقاتل أعدائه بشرف وليس بأسلوب الغدر لا يهادن على الحق ويجنح للسلم كالأبطال عندما يتطلب الموقف ذلك .


يمتلك وفاء كبير جدا لرفاق دربه الطويل حيث نعى شهيد الأمة وقائدها صدام حسين (رحمه الله) ورفاقه الشهداء (رحمهم الله) ويتابع أخبار الآخرين في الداخل والخارج ويتألم لألمهم ويحزن لحزنهم ويفرح ويبارك أفراحهم ويزور من يستطيع زيارته في أنحاء العراق رغم المخاطر الجسام ويقابل من تسمح الظروف بمقابلته ويتصل مطمئنا على الآخرين وهكذا .


أليس بربكم انه القائد الإنسان الذي يستحق كل التقدير والاحترام وليس هذا كل شيء انه مجاهدا من الطراز الأول حيث يحمل أخلاق أجداده من الصحابة الأوائل فتراه في الميدان مقاتلا بنفسه رغم عمره المديد( أطاله الله) وفي ميدان أخر موجها وفي أخر مخططا وممولا وملهما .


أفنى حياته في بناء هذا الوطن وترك الأهل والعشيرة والولد . أحب العراق وشعبه وأحب أمته بذل نفسه وماله وجاهد في سبيل الله لا يبغي غير إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.


يوصي بأحلك الظروف بقتال العدو وضربه بأقسى ما يكون وفي الوقت ذاته الحفاظ على العراق والعراقيين وعدم إيذائهم والمحافظة على المال العام والخاص وعلى المؤسسات والمنشآت لأنها ملك للشعب وليس للحكام العملاء.


يوصي بالاستقامة وحسب السيرة والسلوك والثبات على الموقف والشجاعة حيث ما تطلب ذلك والتعاون وروح العمل كفريق والمساواة حيث لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والموقف من المحتل الأمريكي والتدخل الإيراني وفي هذه الصفات غالبا ما يذكرنا في خطاباته بحملة رسالة الإسلام الأوائل وثباتهم على المواقف في أحلك الظروف .


يوصي بعدم المحاباة وعدم تقديم احد على أخر إلا بقدر ما قدم لوطنه خلال فترة الاحتلال والكبير لديه لا يبقى كبيرا والصغير لا يبقى صغيرا وكل يأخذ حقه بقدر ما قدمت يداه وبشهادة رفاقه في العقيدة والسلاح . ويوصي أخيرا بمجاهدي الداخل ويقربهم ويفضلهم على الرفاق في الخارج إلا من أجبرته ظروف أمنية على مغادرة العراق.


وأخيرا وليس آخرا من إن مقالا صغيرا كهذا لا ينصف رجلا عظيما وكبيرا كشيخ شباب المجاهدين السيد عزة إبراهيم (حفظه الله ورعاه) .


وفي ختام هذا المقال أردت أن أطلق عليه التسمية التي تليق به فلن أستطيع إلا أن أقول انه الأخ القائد المجاهد الإنسان والشيخ الجليل المعتز بالله .


وسيبقى مكانه في قلوب رفاقه ومحبيه وإخوانه من العراقيين عربا وأكرادا مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة وتركمان وكلد و آشوريين وشبك ويزيد يين وكل أطياف هذا الشعب العريق والكبير بتاريخه والذي كلمته في طرد المحتل وعملائه واحتضان قائده الكبير ومجاهده الصابر وان غدا لناظره قريب وستقول بغداد وشقيقاتها المحافظات الأخرى وكل مدننا الجميلة الكلمة الفصل بعن الله .

 




الرفيق
أبو صدام ألعبيدي
أمين سر شعبة أب المتوكل على الله الأولى
قيادة فرع نينوى العسكري

 

 





السبت٢٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق أبو صدام ألعبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.