شبكة ذي قار
عـاجـل










هل كتب علينا دوماً أن نبقى ندور في حلقة مفرغة دون مخرج ؟! أم أننا أغبياء إلى هذا الحد لا نستطيع التمييز بين المداخل و المخارج ؟!


قبل أكثر من شهر عمت على قلوبنا الفرحة والسعادة بمناسبة عقد المصالحة الفلسطينية وأخذ الجميع من كافة الأطياف والاتجاهات يهلل لهذه المصالحة ويبارك لها , واعتبر يوم المصالحة هو يوم عرس وطني , تشهده فلسطين بزيجة " نصرانية " لا طلاق فيها لكي لا نعود إلى مرحلة الانقسام الدامي الذي عانت منه فلسطين والقضية الفلسطينية على مدى أكثر من أربع سنوات عجاف لم تشهد مثلها فلسطين على مر عصورها وقرونها الماضية .


ومرت علينا الأيام وتلاطمت بنا الأمواج ونحن في عرض البحر وكل يوم يمر علينا بسنه بل بعقد وربما أكثر ,وأعيننا تنتظر بلهفة المشتاق إلى اكتمال المصالحة وإنهاء الانقسام وعودة اللحمة الوطنية و الجغرافية وتوحيد الصفوف لمواجهة هذا العدو المتغطرس , الذي يزداد كل يوم قوة بازدياد فرقتنا وضعفنا , فكانت المصالحة هي طوق النجاة الوحيد لكي يصل بنا الى بر الأمان متخطين بذلك كل العواصف التي تعصف بنا, ولا بد وان الجميع لاحظ الرعب الذي عاشه العدو الصهيوني عند سماعه إعلان المصالحة الفلسطينية وحالة التخبط التي أصيب بها وكأنها سكرات الموت التي أدخلته في صراع داخلي أفرز عنه العديد من التصريحات المتضاربة لتبدأ أطرافه تلقي اللوم على بعضها البعض .


ففي الوقت الذي انبرت به الأقلام الحرة الشريفة تبارك هذه المصالحة وتدعوا إلى المحافظة عليها والإسراع بها , أخذت تعلوا أصوات نشاز أخرى لتفتح لنا الطريق المعقد لتصب في دوامة مظلمة لا ندري نهايتها , لتخوض في من سيشكل الحكومة المقبلة ومن أي الأطراف سوف يكون , وكأن فلسطين لم يعد ينقصها شيء سوى رئيس للحكومة القادمة, ولم يعد بها أي احتلال أو مشاكل اجتماعية أو اقتصادية , و أن العقدة الوحيدة التي أرهقت أسنان المنشار هي تشكيل الحكومة ومن يترأسها .


وكان ومازال الشعب يتمنى أن تبقى اقتراحاتهم حبراً على ورق أو كلام يذهب هباء مع الريح دون أن يؤول إلى ما أصبح عليه الوضع الحالي , من استبدال لحالة الانقسام بحالة الاقتسام التي تسعى بها بعض الأطراف إلى اقتسام المناصب والتسابق للحصول على أوسع الصلاحيات وأكثرها , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : إذا لم تطبق المصالحة الفلسطينية وتنعكس أجوائها وتنفذ على أرض الواقع لتعيد اللحمة الوطنية والجغرافية فما فائدتها؟؟؟ ولماذا ينبش البعض في خلجات الماضي ليعيدوا فتح الجراح الأليمة التي نتجت عن الانقسام , باسم المصالحة والتوافق ؟؟!!


فمن يحب الشعب يخلص له ويكون حريصاً على أن تتم المصالحة بأسرع وقت متجاوزاً كافة الخلافات ومتسامياً عليها دون أن يلهوا في النعرات التي تثار هنا وهناك , و أن ينطق بكل خير ليقرب القلوب لا ليفرقها , وإلا عليهم جميعا أن يمتثلوا أمام محكمة الشعب ليحاسبوا على كل ما نتج عن الانقسام ويتحملوا كامل المسؤولية لينالوا عقابهم .


فالحكومة القادمة و أياً كانت لا تعني الشعب ولا تهمه لأنها من إفرازات اتفاقية أوسلو التي تنتهج خط التسوية مع العدو الصهيوني , وهذا ما لا يعبر عن طموح الشعب ولا عن دماء الشهداء التي سالت من أجل تحرير فلسطين بكامل ترابها , دون تفريط بذرة واحدة , فلذلك لا يحق لأي منهم أن يخرج علينا ويتحدث باسم القضية إذا لم تتحقق المصالحة وتنفذ على الأرض , وإلا فليرحلوا عن فلسطين ويتركوها لأهلها وليأخذوا معهم مشاكلهم , فالانقسام حدث بين طرفين سياسيين ولم يحدث بين أبناء الشعب , وفلسطين ليست حكراً على أحد منهم لتغرق القضية في سبيل المصالح الشخصية والفئوية , فقليلاً من الحياء وتذكروا دوما دماء الشهداء.

 

 





الاحد٢٤ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.