شبكة ذي قار
عـاجـل










بفضل "بسالة وشجاعة" حرس الحدود الأكراد "البيشمركة" التابعين للدكتاتور الصغير مسعود البرزاني ( رئيس ما يُسمى باقليم كردستان ) أصبح من حق الدول المجاورة للعراق , خصوصا تركيا وجارة السوء إيران , الاعتداء على الأراضي العراقية والاستيلاء على القرى والبلدات الحدودية وتشريد المواطنين البسطاء من بيوتهم بحجج وأعذار مختلفة. فهي تعرف , بحكم تجربتها وعلاقتها مع القادة الأكراد الخونة , أن حدود العراق الشمالية مُباحة لمن هبّ ودبّ. وإن جلّ ما يهمّ كاكة مسعود أفندي وعائلته الفاسدة هو البقاء في قصره المفخم , بعيدا عن عذابات ومآسي وهموم أبناء الاقليم حتى لو قامت بغزوهم وإحتلالهم جيوش دولة الكويت العظمى!


ففي أنباء أكّدها أكثر من مصدر نقلا عن قائد الحرس"الثوري" الايراني في منطقة سردشت شمال غرب ايران الكولونيل رنجيرزادة "إن القوات الايرانية سيطرت على على ثلاثة من معسكرات حزب الحياة الحرّة "بيجاك" الكردي المتمرّد في الأراضي العراقية". وكان يُفترض بهذا الكولونيل , إنصافا للحقيقة وللتاريخ , أن يذكر لنا شيئا عن ردة الفعل , إن وجدت أصل , التي صدرت عن قوات البيشمركة , التي تعني الذاهبون الى الموت ! وفي أي مرقص أو ماخور أو سرداب كانوا لحظة إجتياز القوات الايرانية "الشقيقة المسلمة" لشمال عراقنا الحبيب؟


بكل مرارة وحرقة قلب نقول إن من حقّ هذه الدول أن تفعل ما تشاء طالما حوّل العميل مسعود البرزاني شمالَ العراق الى مأوى ومرتع للارهابيين والخارجين عن القانون والمهرّبين على إختلاف أنواعهم وبضائعهم , إضافة الى أعداد لا تحصى من أجهزة المخابرات الأجنبية , وعلى رأسها الخابرات الصهيونية , والتي تعمل جميعها على تمزيق وحدة العراق الترابية وتفكيك نسيجه الاجتماعي وتدمير كل مقوّمات الحياة فيه ومنعه بكافة السُبل البربرية من النهوض على قدميه. ولو كانت هذه الدول , كجارة السوء إيران , تدرك أن ثمة ردّة فعل حقيقية تصدر عما يُسمى برئاسة الاقليم لما تجرأت أبدا على التجاوز لمسافة عشرة أمتار داخل الأراضي العراقية.


وفي لجهة تحدى وإصرار وتجاهل لما يُسمى بحكومة "إقليم كردستان" ومعها الحكومة الفدرالية في بغداد المحتلّة , يضيف الكولونيل دلاور رنجيرزادة قائلا "إن العمليات التي بدأها الحرس الثوري يوم السبت في الأراضي العراقية مستمرّة "بقوّة وعزيمة" , مشدّدا على إن "المنطقة برمّتها" تخضع لسيطرة القوات المسلّحة الايرانية. طبعا ليس مستغربا أن يكون العميل مسعود البرزاني قد باع أبناء جلدته الأكراد بصفقة ما مع الايرانيين. فهو صاحب خبرة عريقة وحاسّة شمّ شديدة الحساسية فيما يتعلّق بالصفقات المشبوهة والسمسرة السياسية مهما كات قومية أو هوية أو إنتماء الضحايا. ويُفضّل بالنسبة له أن يكونوا عراقيين.


نعم , إنهم بنادق للايجار. هكذا قيل عن ساسة اكراد العراق. ولكن هذه البنادق مصوّبة دائما وأبدا نحو صدور العراقيين فقط. وأتحدى أي شخص , بل أنا مستعد أن أقدّم له مبلغا محترما من المال , إذا ذكر لي مناسبة واحدة على مدى عشرات السنين قُتل فيها عنصر "بيشمركة"واحد دفاعا عن حدود العراق الشمالية. علما بن هذه المليشيات , التي وجدت أصلا من أجل حماية العائلة البرزانية المالكة , مزوّدة باحدث وأفضل الأسلحة , ولها وزارة خاصة بها وميزانية ضخمة ويديرها عميل أصلي , رتبته العسكرية لواء ويشغل منصب "الأمين العام لوزارة البيشمركة" وهو المدعو جبار الياور. والمضحك إن هذا الرجل , البيشمركوي الشجاع , كلّف نفسه عناءا ومشقة كبيرين عندما صرّح "نافيا" كالعادة إحتلال إيران للأراضي العراقية.


لكن يبدو إن المهمّة الوحيدة لما يُسمى بالأمين العام لوزارة البيشمركة , والتي يتقاضى عليها راتبا ضخما ودسم , هي التصريح للصحافة والتلفزة نفيا أو تأكيدا لأخبار أو معلومات أكاد أجزم بأنه يتلقّاها من وسائل الاعلام لا غير , ان أي أنسان عادي. ولكي يؤكّد للسذج والبسطاء من قومه أن زمام الأمور بيديه وأنه أدرى بشعاب"كردستان العراق" قال هذا الياور "إن المواجهات بين القوات الايرانية وحزب "بيجاك" الكردي كلّها تدور في الأرتضي الايرانية". وعليكم أيها العراقيون أن تصدّقوا هؤلاء الذين حوّلوا شمال العراق الى "عاهرة" من الدرجة الثالثة في خدمة كلّ مَن يدفع للعميل مسعود البرزاني بالعملة الأجنبية , كالدولار والشيكل والتومان , بل وحتى بالليرة التركية!


mkhalaf@alice.it

 

 





الاربعاء١٩ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.