شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت اتأمل مقولة الشهيد صدام حسين (اجعل الرحمة تاج العدالة )وانا بصدد اجراء مقارنة بين وثيقة لا ئحة حقوق الانسان التي اعلنتها الامم المتحدة 1948 وتضمنت 30 مادة وبين معاهدة الحقوق المدنية والسياسية التي دخلت حيز النفاذ عام 1976 وكان امامي ان بعض الفقهاء قد ظن ان الكفاية هي في تطبيق العدالة ،فأذا تحققت تحقق الغرض المنشودانسانيا واتفق معظم الفقهاء والمفكرين على ان مبدأ المساواة هو القاعدة التي ترتكز عليها العدالة فلا توجد عدالة بدون مساواة لكنهم اختلفوا في تحديد تعريف للمساواة وخصوصا قدر تعلق الامر بالفئات الضعيفة (الطفل والمرأة) وكذلك الاقليات وهذا ما نجدة بوضوح في نظرية الفقية الامريكي راولز(نظرية العدالة) ، وقد جسدت بعض دساتير الدول ذلك بنصوص قانونية ومن امثلتها الدستور الهندي المادة 15الفقرة (2)التي تحدثت على انه لا يعتبر انحيازا ان تصدر الدولة قوانين لصالح الطفل والمرأة وذلك لان الطفل والمرأة هما في وضع غير متساوي مع الاخرين. هنا تبرز الحاجة الى دراسة الحالات ورفع المستوى لايصاله الى حالة التساوي عندها يكون تطبييق المساواة هو العدالة ،ولعل البعض على وجه حق عندما يرون في المنظور القراني الكريم للمغفرة هو باب لهذه الدراسات (ويغفر لمن يشاء بغير حساب ) (ان الله غفور رحيم ).


ان العدالة التي تحدث عنها الفقهاء وتبنت تطبيقها محاكم العدل المستقلة القرار لا يجب ان تتحقق فحسب ، وانما يجب ان ترى كيف تتحقق ، ولكي ترى العدالة كيف تتحقق لا بد من اتباع اجراءات قانونية اصولية تتبع لبيان طريقة تحقيق العدالة بأعتبارها حق من حقوق الانسان تحميها قواعد الشرعة الدولية وليس القوانين الوطنية فحسب ،وبموجب هذا يكون لكل قرار سبب وهذا السبب مؤيدوليس مجرد سبب ،لتصل بالنتيجة الى تحقيق العدالة من خلال طريق واضح ومرئي ومقنع.


هنا نكون امام انصاف طرفي القضية ،فكل طرف من الاطراف يرى كيف اتجه البحث وما هي دواعية ثم هو قد منح الفرصة الكافية لحق الدفاع المقدس كحق من حقوق الانسان المحمية ، فكانه يرى القرار قبل اعلانه .


في العدالة تتحق غاية حقوق الانسان في هذا الميدان ، يكون قد دافع عن حقه بحرية ،وأخذ حقه بحرية ، وتحقق خضوع الجميع للقانون فتحقق مبدأ علوية القانون .


يرى العرب كما ورد في الدراسات التاريخية ان المتفضل قد جاوز حد المنصف وفي هذا قضية حصلت في ديوان الخليفة المأمون كما يذكرها صاحب كتاب الاغاني ،و هي ان احد الحظور واثناء صدور حكم في القضية المعروضه على الخليفة المأمون قام وقال ( يا امير المؤمنين ان حكمك عدل ..وقد جاوز المتفصل حد المنصف ولا نقبل لامير المؤمنين اوكس الحدين ).


واذا كانت الانسانية بمعانيها العميقة هي الارقى لذلك تتقدم على الانصاف ولعل هذه القاعدة هي الاساس لالغاء حكم الاعدام كليا كما جاء في البروتكول 13 الملحق بالاتفاقية الاوربية التي دخلت حيز النفاذ عام 1993هذا الامر لذي دعت اليه اتفاقية الحقوق المدنية والسياسية التي قبلت عام 1966 ودخلت حيز النفاذ عام 1976.


فعندما يقول الشهيد صدام حسين (اجعل الرحمة تاج العدالة ) اي اجعل ميلك للاتجاه الانساني وانحيازك الية هو معيار عدالتك فلا تك منصفا فحسب على اساس الافعال المادية والادلة المتحصلة وانما يجب ان تكون انسانيا اولا حتى تستحق ان تكون صاحب قرار .


هذه المساحة الانسانية الكبيرة التي دعا لها الشهيد صدام حسين كمنهج هي اضافة فكرية لحقوق الانسان .
ولذلك نجده قد جسدها في قرارات العفو العام التي اصدرها مع تحمل هامش من المخاطرة لانه لا يستثني احد وخصوصا في قرار ان لم يخني تذكر دقة التأريخ عام 1984 والقرار الاخير في عام 2000 الذي شمل حتى العناصر في مرحلة التحقيق وبغض النظر عن خطورة جرائمهم .


رحم الله الشهيد صدام حسين
والحمد لله رب العالمين

 

 





الاثنين١٥ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.