شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

صدق الله العظيم

 

الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد العام للقوات المسلحة المحترم

 

بمناسبة اطلالة الذكرى الواحدة والتسعين لتاسيس جيشنا الباسل يسعدنا ان نتقدم لسيادتكم بكل التهاني والتبريكات باسمي وباسم اعضاء مكتب العلاقات الداخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ونقول لسيادتكم ولكل المناضلين والمجاهدين بان لنا موعدا مع النصر القريب (وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم)، ونعاهدكم عهد العقيدة والجهاد امام الله والوطن والشعب ان نبقى مخلصين صادقين لمبادئنا ولقيمنا مهما غلت التضحيات وكثرت الصعاب، ويحق علينا في عيد الجيش العراقي البطل ان نستذكر باعتزاز وفخر بعضا من مآثر جيشنا الكبيرة، فلقد ساهمت قطعاته الباسلة عام 1948 في خوض الحرب البطولية ضد الاحتلال الاسرائيلي المغتصب واستشهد على ارض فلسطين العربية العديد من رجاله الشجعان، كما وقفت جحافله عام 1968 مع ثورتنا الجبارة ثورة البعث الشامخ, كرد حاسم على نكسة حزيران، من اجل تحقيق برنامج البعث العربي الاصيل لانموذج التجربة العربية الفريدة في الحرية والبناء والتقدم.

 

وكان ديدن جيشنا الغيور الدفاع عن ارض العراق والعرب، حيث قاتل بكل شجاعة وبسالة على جبهتين في آن واحد العدو الصهيوني العنصري المدعوم من الغرب والولايات المتحدة الامريكية دفاعا عن دمشق العروبة ومصر الكنانة عام 1973 محققا الانتصار المؤزر.

 

لقد كان لمنهج البعث العروبي والقومي في تطوير قواتنا المسلحة وتوسيع قدرات وكفاءة الجيش العراقي في العدد والعدة والخبرة، امرا اساسيا وضروريا في برامج الثورة الجبارة، وحافزا لخلق الارادة القتالية النموذجية العقائدية، من اجل ان يكون بحق جيشا عربيا قادرا ومستعدا ويقضا لمواجهة الشدائد والصعاب, والسد المنيع لكل التجاوزات والاعتداءات الايرانية على العراق والعرب بعد مجيء خميني، فكان الرد حاسما وبطوليا حينما سحقت فصائل قواتنا المسلحة الغطرسة الايرانية وغرورها الارعن في معركة قادسية صدام المجيدة، وافشلت احلام الملالي في تصدير ما يسمى بثورتهم الاسلامية، والاسلام منهم براء، فتجرعوا السم الزعاف ومرغت انوفهم في وحل الهزيمة والذل والعار، وأتقنوا الدرس في الرضوخ لقوة العراقيين والعرب وادركوا صلابة الجناح الشرقي للامة العربية.

 

واذا كان جيشنا المقدام قد ادى كامل واجباته ومسؤولياته في الحفاظ على امن وسيادة العراق بعد العدوان الثلاثيني، وجريمة فرض الحصار الجائر على شعبنا العظيم، كانت شلة من العملاء والخونة من العراقيين والعرب يدبرون كيد العدوان على العراق واعطوا الذريعة للولايات المتحدة الامريكية ولاعوانها الخاسئين ان يكرروا عدوانهم ويشنوا حربا غير شرعية عام 2003، استخدموا فيها اضخم الاسلحة المحرمة دوليا وكل التقنيات العسكرية المتطورة من اجل احتلال العراق... والسيطرة على ثرواته وخيراته...

 

لكنهم تفاجئوا منذ اليوم الاول للاحتلال في 942003 بقوة جيشنا وصمود البعث وبطولات المقاومة الوطنية، وبطريقة التكتيك العالي، والاستراتيجية الفريدة من نوعها في الحروب غير النظامية، فاذهلتهم اساليب المقاومة المسلحة البطلة، في التصدي اليومي وعلى مدار الساعة طيلة فترة الاحتلال، فيئسوا من ان يحققوا اي نوع من الاستقرار العسكري والامني والسياسي، وكانت حالة الاضطراب واضحة بين صفوفهم ومجاميع شلة العملاء والخونة، فترنح المحتل بجراحه، وفقد توازنه امام ضربات المقاومة المستمرة ليل نهار من جهة وامام الراي العام العراقي والعربي والاسلامي والعالمي لكثرة جرائمه وانتهاكاته الدنيئة من جهة اخرى.

 

وانتصرت فلسفة المقاومة الوطنية العراقية كتجربة انسانية، قدم فيها فكر البعث الشامخ تطورا معاصرا في فلسفة الفكر العربي المقاوم، ونالت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية كل الاعجاب والثناء من لدن الشرفاء والمخلصين في العالم، وبقيت تشكل المرجع الشرعي وصاحبة الاجماع الشعبي في الدفاع عن تربة الوطن ومصالح الشعب العراقي، وهي تجاهد باعلى الهمم مرفوعة الراس لم تتهاون او تستسلم او تتفق على وقف اطلاق النار، او تعترف باي طرف من اطراف الاحتلال او حكومته العميلة.

 

وحينما يأس المحتلون والخونة من رضوخ القيادة العامة للقوات المسلحة البطلة لمطاليبهم لجئوا لارتكاب الجريمة الكبرى في اغتيال قائدها المجاهد البطل الشهيد صدام حسين رحمه الله، لتنتقل راية القيادة لسيادتكم، وترفعوها بيدكم الكريمة الشريفة بكل امانة ووفاء لرسالة الامة والاسلام ووفق السياقات العسكرية والمبدئية فكنتم خير خلف لخير سلف، بعدما امتطى السلف صهوة المجد وصعد مبتسما للرفيق الاعلى صادقا مؤمنا محتسبا.

 

ايها الرفيق القائد المجاهد حفظكم الله ...

لقد سطر مجاهدي البعث الاوفياء ورجال المقاومة الوطنية بكل فصائلها دون استثناء جنبا الى جنب ملاحم الفداء والصمود والجهاد في صولات المواجهة والتحدي والتصدي لاوكار المحتل وحلفاءه العملاء والخونة حتى تحققت هزيمة المحتل وانسحابه الذليل بحق وحقيقة، نتيجة الجهاد والتضحية الاسطورية والبطولات الملحمية والاستشهادية لرجال القوات المسلحة البطلة التي توزعت في مسؤولياتها على جميع فصائل المقاومة الجهادية، مؤكدين نقاء البذرة الصالحة التي غرستها فيهم وعلى مر السنين قيم ومبادئ القيادة العامة للقوات المسلحة في نفوس ابنائها الابرار، فلم تنل منهم قرارات المجرمين بوش وبريمر بحل الجيش وتفكيك القوات المسلحة، ولا مطاردات ومداهمات مليشيات الحكومة العميلة، فازدادوا ايمانا وجهادا وصبرا عنيدا.

 

سيدي الرفيق القائد المجاهد ... لقد كانت فترة الاحتلال فرصة جديدة استغلها الفرس المجوس، في ان يفكروا مرة اخرى ان يتوغلوا في ارض العراق والعرب املا في تصدير مشروعهم التوسعي الخبيث على حساب الامة العربية والاسلامية لطمس حقوقهم المشروعة ونهب خيراتهم وثرواتهم.

 

ولكن هيهات لهم ولغيرهم ان ارض العراق هي موطن الجند، وسرة الارض، ومبعث النور، وتخوم ارض العرب، وبوابتهم الشرقية الحصينة، وارض معارك ذي قار وقادسية سعد وصدام المجيدتين، وهي الارض التي احتضنت الرجال الاشداء على الكفار والرحماء بينهم والمجاهدين في سبيل الله والوطن بكل بسالة ورجولة، انها ارض المقدسات، وارض الانبياء والاولياء والصالحين، انها ارض دار السلطنة الروحية التي ترعاها الارادة الالهية جزاءا وثوابا للمؤمنين والمتمسكين بما جاء بكتاب الله العزيز الجليل الذي انزله بحكمته وعلمه الواسع، اعجازا وعربيا ونعمة للعالمين، وتمسكا بقوله تعالى: (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) واتباعا لسيرة رسول الله سيد الخلق محمد العربي المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب البراق المبجل وحبيب رب العزة وخالق الكون.

 

انه لفضل عظيم من الباري عز وجل ان يكرمنا بنصره دوما ويهدينا الى الصراط المستقيم ففي هذه المنازلة التاريخية نستحظر فكر الرسالات وجهاديتها فكان الصدق حجتنا، والتقوى طريقنا، والعدل مبدءنا، والمعروف والاحسان سلوكنا، فالنصر قادم باذنه تعالى بعد ان خابت نوايا الاعداء والعملاء والخونة الجبناء.

تحية العروبة والاسلام للجيش العراقي الباسل وعلى راسه الرفيق القائد المجاهد عزت ابراهيم القائد العام للقوات المسلحة.

تحية لشهدائنا الابرار الاكرم منا جميعا.

تحية لرجال المقاومة العراقية الباسلة.

 

تحية الاوفياء الصادقين لسيادتكم ولجهادكم ولقيادتكم وحفظكم الله رمزا وعزا للامة والاسلام.

عاش البعث العربي خالدا ومجاهدا من اجل تحقيق الاهداف العظيمة للامة العربية.

سلاما .. سلاما .. من رفاقك المناضلين في مكتب العلاقات الداخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ...

 

 

 

الرفيق

مسؤول مكتب العلاقات الداخلية

لحزب البعث العربي الاشتراكي

٥ كانون الثاني ٢٠١٢

 

 





الاربعاء١٧ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق مسؤول مكتب العلاقات الداخلية لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.