شبكة ذي قار
عـاجـل










أن ما يتعرض له الوطن العربي اليوم من مشاريع التجزئة والتفتيت ما هو ألا أمتداد لتك المشاريع القديمة التي صيغت خطوطها في أتفاقيات سايكس – بيكو ووعد بلفوروصكوك الأنتداب حيث يتعرض بلدا تلو الأخر بدأ في العراق مرورا بليبيا واليمن وليس أخيرا سوريا .


الهدف هو زرع قيم سياسية جديدة تحل محل القيم العربية –الأسلامية ومن ثم طرح صيغ جديدة للتفتيت والتقسيم الى دويلات صغيرة قائمة على أسس طائفية وعرقية عنصرية, أن تشظية الدول العربية هو العامل الوحيد والقادر على ضمان وجود الكيان الصهيوني وأستمرار تفوقها العسكري والتكنولوجي في المنطقة وأجهاض أي مشروع قومي وحدوي بين دول الوطن العربي .


حيث يتم تجزئة الوحدات السياسية وتحويلها الى كيانات صغيرة يسهل السيطرة عليهاوالتحكم بسلطة قرارها وأستخدامها كأدوات في أثارة النزاعات السياسية والحدودية في اي لحظة يرونها مناسبة, على سبيل المثال الدويلات العرقية – الطائفية لمشروع زيغينو برجنسكي مستشار الأمن القومي في ادارة جيمي كارتر حيث يكشف في مخططه والذي يؤكد من خلاله بأن المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني تتكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة في اطار اقليمي جامع لها سيكون هو بصيغة كونفدرالية لكون سكان مصر غير عرب والعراق دويلة كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعيه في الجنوب لكون العراق فيه قوميات مختلفة بالأضافة الى أديان أخرى ومذاهب متنوعة وفي لبنان المحاولة لأستقطاب المعسكر المسيحي الماروني والتأكيد لهم بانهم يواجهون خطر الأسلام والقومية العربية وسوريا تتكون ايضا من أكراد ودروز بالاضافة المسلمين المقسمين بين علوية وسلفية سنية.


أن ما يطرحه مركز دايان هو تشجيع الصراعات الطائفية في سوريا من أجل تقسيمها الى دويلة علوية على طول الساحل ودويلة سنية في حلب وأخرى في دمشق ودويلة درزية في الجولان وربما تمتد الى حوران وشمال الأردن تحت أدارة الكيان الصهيوني , ومن خلال هذا التكوينات الأجتماعية المتباينة فأن الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة سيتحول الى كانتونات تضم جماعات عرقية ودينية مختلفة وهذا سيسمح للكيان الصهيوني أن يعيش في المنطقة لكونه هو الطرف الأقوى بعد تفنيت هذه الدول وجعلها غير قادرة على حماية نفسها في الداخل والخارج.


عندما يكشف الباحث في مركز الأبحاث السياسية وفي ززارة الخارجية للكيان الصهيوني يعقوب شمشوني بان الأعتبارات الكامنة وراء تأييد هذا الكيان للنزعات الأنفصالية وللجماعات العرقية والأثنية في العالم الأسلامي والوطن العربي تحديدا لكون العرب هم العدو الأول للحركة الصهيونية فعلينا أن نبحث عن حلفاء لنا في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي الى جانب حلفائنا في الغرب على حد تعبيره بالأضافة الى أن الأقليات والجماعات التي تضطهد من قبل العرب والمسلمين تعتبر شريكا للشعب اليهودي في المصير وخاصة منها التي تتبنى سياسة الأنفصال كما حصل في السودان والعراق لذا على الكيان الصهيوني ترجمة هذه الأفكار على أرض الواقع من خلال دعم هذه الجماعات بشتى الطرق المادية والمعنوية وحتى العسكرية وشق عصا الطاعة للأنظمة ضمن الأطار السياسي الواحد و لكي يكون الكيان الصهيوني أكثر أمنا وأستقرارا كما يضيف بأنه لا يمكن ضمان بقاء الكيان الصهيوني ألا بمثل هذا التفكييك ويجب علينا من الأن فصاعدا بعثرة السكان للبلد الواحد فأذا لم يحدث ذلك فليس بأستطاعتنا البقاء مهما كانت قوتنا.


أن ضرورة تقديم الدعم العسكري وعدم الأكتفاء بالدعم السياسي والمعنوي هو يصب في مصلحة الكيان الصهيوني وهذا ما حدث فعلا في العراق وليبيا نفس السناريو العراقي طبق في ليبيا ومن خلال حلف الناتوودعمه لمجاميع سميت بالثواربينما كان حلف الناتو ووراءه أمريكا والكيان الصهيوني وبوجه فرنسي أيطالي قطري مدعوم من جامعة الذل والهوان العربي التي اعطت الغطاء الشرعي من خلال مطالبتها وأمين عامها عمرو موسى لبدء كافة العمليات العسكرية بمساعدة دول عربية خليجية بالتحديد لحل الأزمة ,أما أعلاميا ومن خلال فضائيات عربية وأجنبية كان دورها تقديم بما يسموون بالثوار بأنهم هم وراء يافطة تحرير ليبيا من النظام الدكتاتوري لكي يكونوا في الواجهة لمسرحية أبطالها الحقيقيون هم الناتو والأمريكان وبتوجيه صهيوني للسيطرة على مقدارات هذا البلد وثرواته بالنهاية تفتيته وتقسيمة من خلال عملاء محليين صنعهم الغرب وكل ما حدث تحت مسمى ربيع عربي .


أن ما تراه مراكزالأبحات والدراسات الأستراتيجية أمثال مركز دايان ومركز بار أيلان بأن الدول التي تضم في تكويناتها الأجتماعية قوميات وأقليات ومذاهب متعددة ولأثارة الصراعات في هذه الدول البدأ بالتثقيف على أن القومية العربية تسعى الى أبادة الغير عرب وتهميشهم فأن الأراضي التي تسكنها الشعوب العربية ومن أهم أهدافها هو التوسع على حساب هذه الشعوب كالمسيحيين في السودان والأقباط في مصر والأكراد في العراق والدروز في سوريا والسود في السعودية لتجعل منهم مواطنيين من الدرجة الثانية.


حيث أن التمزيق والتفتيت هو نهايتها المحتملة والحتمية وهذا ما يسعى له الكيان الصهيوني وبمساعدة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهم في المنطقة تحت مسمى ربيع عربي .

 

 





الاحد٢١ صفر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ضرغام الموسوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.