شبكة ذي قار
عـاجـل










أكد محللون ونشطاء سياسيون أنه «رغم كون المد الإيراني وصل لأماكن كثيرة بالعالم العربي، إلا أن دوره منحسر ومنكفئئ ، نتيجة التآكل الداخلي». وأشاروا، خلال الندوة التي نظمها تجمع الوحدة الوطنية حول دور إيران بمنطقة الخليج العربي، وسعيها لتشكيل «أممية إيرانية في الشرق الأوسط تحت مسمى الشرق الأوسط الإسلامي»، إلى أن «الاقتصاد الإيراني بدأ يتهاوى، وأن قيمة العملة المحلية انخفضت بنسبة 40%، وأن إيران تكبدت في فترة قليلة خسائر بقيمة 700 مليار دولار». وشدد المحللون على أن «رفض جمعية الوفاق لمبادرة الحوار التي تقدم بها ولي العهد، وانسحابها من حوار التوافق الوطني، إضافة لمحاولاتها تعطيل اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، كلها أمور تؤكد مضيها في التصعيد ورفضها للحلول السلمية، ولو كانت الوفاق تؤمن بالممارسات السياسية السلمية لأصدرت بياناً واحداً يدون العنف والتخريب، أو يدعو للتهدئة، أو يؤكد براءتها من العنف». تصدير الثورة الناعمة من جانبه، أكد الكاتب والمفكر السياسى د. عبدالستار الراوي أن «مشروع حزب ولاية الفقيه انتزاع عروبة دول المنطقة، بدءاً بالعراق ثم البحرين والكويت».

 

وتوقف الراوي مع عدد من الأحداث الداعمة لما ذهب إليه، كالقبض على مجموعة من ضباط المخابرات الإيرانيين في العراق عام 1937م قدموا إلى البلاد بطريقة غير شرعية في ثياب رجال دين بذريعة الزيارة والتوعية الدينية للعراقيين، والمفارقة أنهم لا يحسنون التحدث بالعربية، والحدث الثاني هو القبض على ضابط مخابرات إيراني برتبة عقيد يقوم بمسح الأحذية على باب الكلية العسكرية في بغداد عام 1961م، رغم أن العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت كان جيدة». ودعا الراوي جميع الوطنيين إلى النظر في أخطائهم وتقصيرهم، معتبراً أن «ما يجري الآن بمنطقة الخليج هو نتاج عمل دؤوب وخطط مستمرة منذ زمن طويل». وتطرق الراوي للمراحل التي مرت بها ولاية الفقية، قائلاً : إنها «تحولت من نظرية فقهية إلى علم الكلام ، حتى وصل الأمر إلى تكفير كل من لا يؤمن بها؛ سنياً كان أم شيعياً»، مضيفاً «هم اختزلوا الكليات الإسلامية في حزب ولاية الفقيه؛ لأن مصلحته في تكريس هذا المفهوم»، مشيراً إلى أن «الخميني في 1979م وضع خطته لهيمنة ولاية الفقيه على دول الخليج حين قال : «إذا لم نستطع الوصول بثورتنا المسلحة إليهم؛ فلنصدر إليهم الثورة الناعمة»، لافتاً إلى أن «أدوات ولاية الفقيه تشتغل في كل من البحرين والكويت والعراق وغيرها من البلدان العربية بدون توقف»، مبيناً أن «الهدف من ذلك هو محاربة كل ما هو عربي، مستشهداً بامتناع ممثلي ولاية الفقيه عن التلفظ بعروبة الخليج وعلى القنوات التلفزيونية».

 

الاقتصاد الإيراني يتهاوى وقال الراوي أن «تجربة «حزب ولاية الفقيه» بالعراق قدمت درسا لدول الخليج ينبغي أن تستفيد منه، خاصة وأن إيران تفكر في الخطوة الثانية قبل الأولى، وبالتالي فهي تهيء الظروف لأن تتوغل، مستعرضاً وضع الأحزاب الموالية لها في العراق كحزب الدعوة الذي اعتبره إيرانيا بامتياز لأنه تكوّن في إيران، وطاقمه تدرب فيها كما تربى على تلك الثقافة، إضافة لنموذج حزب الله اللبناني». وحول السيناريوهات المحتملة للتعامل الغربي مع إيران، أورد الراوي عدة احتمالات أحدها قيام أمريكا بضربة موجعة لإيران خلال أقلّ من ستة أشهر، والثاني يعتمد تضييق الخناق على إيران اقتصادياً من خلال تشديد العقوبات حتى تُستنزف، وهذه هي الحرب عن بعد، بينما تستمر الحرب الكلامية بين البلدين دون الوصول لا إلى سلم ولا إلى حرب»، مبيناً أن «الاقتصاد الإيراني في بدأ يتهاوى وأن قيمة العملة المحلية انخفضت بنسبة 40% وأن إيران تكبدت في فترة قليلة خسائر بقيمة 700 مليار دولار».

 

أما السيناريو الثالث فيتمثل في قيام الولايات المتحدة بضربة خاطفة ومركّزة تستهدف ثلاث مفاعلات نووية تعتبر الأخطر، وهي مفاعل بوشهر ومفاعل بالأحواز والمفاعل الثالث هو مفاعل سري في قم»، معتبراً أنه «رغم كون المد الإيراني وصل إلى أماكن كثيرة في العالم العربي، فإن دورها «منحسر ومنكفئ نتيجة التآكل الداخلي» على الصعيد السياسي والاقتصادي». الوفاق تصر على التصعيد من جانبه، كشف عضو تجمع الوحدة الوطنية خالد القعود عن وجود أسلحة يتم تداولها ببعض القرى، محذراً من أن «حزب الله البحرين» أصبح مدرباً عسكرياً ويمتلك أسلحة، واستدل لما ذهب إليه باعتقال شخص خلال الأشهر الماضية ومعه سلاح «كلاشينكوف» بدوار ألبا، إضافة لاستعراض قام به عدد من هؤلاء قبل فترة قليلة. وأوضح أن «رفض جمعية الوفاق لمبادرة الحوار التي تقدم بها ولي العهد السنة الماضية، وانسحابها من حوار التوافق الوطني بعد ذلك، إضافة لمحاولاتها الشغب على اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، كلها أمور تؤكد مضيها في التصعيد ورفضها للحلول السلمية». وقال القعود «لو كانت الوفاق تؤمن بالممارسات السياسية السلمية لأصدرت بياناً واحداً يدون العنف والتخريب، أو يدعو للتهدئة، أو يؤكد براءتها من العنف»، داعياً إلى «محاسبة عيسى قاسم حين يقوم بالتحريض علناً على أمور إجرامية علنا». وبخصوص السياسة الإيرانية بمنطقة الخليج العربي، أكد القعود أن «إيران تتخذ من الأحزاب والحركات السياسية غطاء لعملها»، مستعرضاً جوانب من تاريخ المشروع الإيراني الذي «يتستر بالعمل الخيري تارة وطوراً بالدعوة للإصلاح» كإنشاء الصندوق الحسيني الاجتماعي بتمويل من إيران في تسعينيات القرن الماضي، وما تلاه من توسع للعمل السياسي في الثمانينيات»، مشيراً إلى «حادثة محاولة اغتيال الأمير الكويتي في ثمانينيات القرن الماضي».

 

وتطرق للأحداث التي شهدتها البحرين عام 1994 «تحت غطاء عصيان مدني بعد دعم قوي من إيران»، وما تمّ من إحداث بلبلة في المدارس معتبراً أن الوفاق تسلك اليوم نفس السيناريوهات السابقة، حين تدفع باتجاه عرقلة المدارس وتخويف الطلاب. ولفت القعود إلى أن «الحكومة تمتلك بنكاً من المعلومات عن مخالفات هؤلاء» ومتسائلاً «إلى متى لا يحاسبون؟»، معتبراً أن «هدف الوفاق من التصعيد على الجانب السياسي «السلمي» لتأكيد سلميتها الزائفة للعالم الخارجي حتى ولو تلقت أي عقاب ظهرت وكأنها «جمعية سياسية سلمية تُقمع». وأكد القعود أن «هدف الوفاق منذ السبعينيات هو إسقاط النظام وإحداث الفوضى في البلاد».

 

وتخللت الندوة مداخلات من الحضور أثرت الموضوع وتنوعت بين من يشدد على معاقبة المخربين وتحميل الحكومة مسؤولية التقصير في ذلك، وبين من اعتبر أن المسؤولية الكبرى في الحفاظ على الوطن من الانزلاق نحو الهاوية تقع على عاتق المواطنين كل حسب موقعه، ولا ينبغي الإلقاء باللائمة على الحكومة.

 

ودعا عدد من المشاركين إلى إصدار نشرات يومية من وزارة الداخلية والإعلام توضح عدد مصابي رجال الأمن ودرجات إصاباتهم، حتى يكون الجميع على بينة مما يجري من عنف ضد رجال الداخلية.

 

 





الخميس١٦ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أحمد عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.