شبكة ذي قار
عـاجـل










الدولة الوطنية تعني في أحد أهم اركان تشكيلها وتكوينها ان تدار اداريا وسياسيا واقتصاديا بالمباشر من ابناءها الموالين لها والذين يضعون مصلحتها فوق أي اعتبار آخر مهما كانت درجة القدسية التي يحملها كل او بعض ابناءها لأي قيمة أخرى في حياتهم دينية او مذهبية او عشائرية او عرقية. وقد كان التدخل المباشر من المرجع الشيعي الايراني الجنسية علي السيستاني في الشأن العراقي بعد الغزو الامريكي مباشرة أول مؤشر على التداخل والمشاركة الايرانية في الغزو والاحتلال. وكان لسلسلة الفتاوى التي اصدرها الخميني لترتيب الاوضاع في العراق تحت حراب الاحتلال وفتاوى تحريم مقاتلة الغزاة الامريكان وشركاءهم تحت ذريعة حقن الدماء اثر هام في سياسات اعادة تشكيل الدولة العراقية عموما، وبغداد وجنوبها بشكل خاص، بما يضمن توفير مستلزمات احتلال استيطاني ايراني فارسي يخدم مشروع الامبراطورية الفارسية تحت ستار مزيف هو ستار الدين والمذهب.


إن ما نقره من حقائق هنا ليست اجتهادا او تحليلا مجردا عن حقائق ثابتة ميدانيا يمكن ان نكثفها ونلخصها ونرتبها بالنقاط الاتية:


1- علي السيستاني إيراني الجنسية وليس من حقه أن يحكم بأي شكل من الاشكال او يؤثر بأي شكل من الاشكال على مسارات عمل الدولة الوطنية العراقية لا في الظروف الطبيعية ولا الاستثنائية. وتدخله السافر بعد الغزو والاحتلال كانت له اذرع تنفيذ تبدأ من الامريكان انفسهم وتمر عبر الايرانين.


2- اذرع علي السيستاني في توجيه اوضاع العراق بعد الغزو هم فيلق بدر الايراني وحزب الدعوة الايراني وحزب الله الايراني ومعهم تشكيلات ميليشياوية وعسكرية ومخابراتية ايرانية مختلفة. وجميع هذه التشكيلات والأفراد جاءت من ايران حيث كانت تعيش هناك قبل الغزو ومنها مَن شارك ضمن تشكيلات الجيش الايراني الذي حارب العراق في قادسية صدام المجيدة. كل هؤلاء دخلوا العراق ليس لاحتلاله وتغيير النظام السياسي الوطني فيه فقط، بل للاستيطان فيه وهم جميعا فرس ويحملون الجنسية الايرانية.


3- دخل الى العراق بعد الغزو شعب ايراني يصل تعداده الى خمسة ملايين فارسي استوطنوا وبنوا بيوت ومصالح ثابتة في بغداد ومحافظات الفرات الاوسط والجنوب. وبدأت السمات العربية لكربلاء والنجف والبصرة وغيرها من مدن العراق تغيّر قسرا و تلبّس الطرز الفارسية وتفشّت مظاهر الحياة الايرانية المعروفة، ومن بينها تعاطي المخدرات المحللة في الفقه الشيعي الصفوي وزواج المتعة وعبادة القبور والشعائر المجوسية والصفوية المخادعة والتي ترتدي ثياب حب اهل البيت كذبا وزورا وبهتانا وهي في حقيقتها عوامل اختراق طائفي صفوي مجوسي وثقافي وسياسي لتمزيق وتخريب المجتمع العراقي المعروف بتعايشه التاريخي كطيف وطني.


4- في العراق جالية ايرانية تُعرف بالتبعية الإيرانية وهي التي شكلت الطابور الخامس لإيران تحت ستار التشييع وزيارة العتبات المقدسة وممارسة الشعائر المجوسية الصفوية في عاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية والمذهبية. وهذا الطابور الخامس هو الذي شكّل وما زال يشكل تماما كما الصهيونية والماسونية محافل الاحتلال الاستيطاني الفارسي للعراق.


علي السيستاني اذن يحكم العراق بعد الاحتلال ليس بصفة محتل قابل للإزالة، بل بصفة حق مذهبي يلغي الهوية الوطنية والقومية للعراق. وهو يحكم شعبا ايرانيا يستوطن العراق ويزداد تعداد سكانه يوميا منذ عام 2003 وتتسع الرقعة الجغرافية التي يمتلكها قسريا مع امتداد زمن الاحتلال لتصل الى مناطق عراقية لم تطأها اقدام الفرس من قبل في غرب وشمال العراق، ويتم كل ذلك تحت راية الوقف الشيعي ليأخذ شرعيته المزيفة والمخادعة.


كل اقطاب القوى السياسية التي اعتمدها الاحتلال الامريكي للعراق كواجهات لعمليته المخابراتية السياسية المدنية، صاروا يتوجهون الى السيستاني في قبوه في النجف ليكون لهم عونا ومرشدا ووليا ولا تعريف له غير هذا. ولا يمكن لهذا السلوك والممارسات ان تفهم إلا ضمن إطار استخدام الفرس للمذهبية كستار لاحتلال العراق احتلالا استيطانيا يتوافق ويتطابق تماما مع نهج الارض الوعد للفكرة اليهودية الصهيونية التي شكلت وما زالت تشكل عماد الشرعنة الباطلة لاغتصاب فلسطين.


هذه صرخة من عراقي عروبي وطني قومي مسلم مؤمن من ابناء الجنوب العراقي ... والله لا يوجد أي حقيقة لوصف دور علي السيستاني والعجم وأدواتهم السياسية والمليشياوية في العراق إلا بأنه احتلال استيطاني .. وعليه فان على العراقيين عموما وأهل بغداد نزولا الى ام قصر في الجنوب ان يفهموا ان علي السيستاني او مَن سيخلفه عند موته هو الولي الفقيه او ممثل الولي الفقيه الايراني الذي يحكم العراق، وان ملايين العجم الذين يستوطنون في العراق منذ الغزو هم يهود جدد بهويات ايرانية شيعية صفوية وارض العراق هي فلسطين جديدة. ولا شئ ينقذ العراق إلا الجهاد والمقاومة المسلحة. وعلى عراقيي الفرات الأوسط والجنوب من العرب صحيحي الأنساب أن ينتبهوا أن الأيام القادمة ستشهد طردهم من بيوتهم وحاراتهم ومدنهم أو أن يصيروا عبيدا للفارسي الوسخ المجوسي والخيارين لا يليقان بعراقي عربي حر شريف رضع من صدر أمه.

 

 





الثلاثاء٢٩ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.