شبكة ذي قار
عـاجـل










إلى السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم
م / أسرى مؤتمر القمة العربية لدى حكومة الاحتلال في العراق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يعتبر العراق في طليعة الأقطار العربية ذات التطلعات القومية ويعلم الجميع دوره الريادي الذي قام به كمؤسسات دولة وكجماهير شعبية في تأسيس جامعة الدول العربية منذ الدعوة الأولى إلى إنشائها وبداية خطواتها وهذا الدور مستمر طيلة السنوات الماضية من عمر الجامعة حتى نيسان من عام 2003 حيث اعتدت جيوش الولايات المتحدة الأمريكية بذرائع وحجج كاذبة واهية على شعب آمن وقيادة وطنية مخلصة كانت تمثله لا لشيء وإنما لتصل الأمور إلى ما وصلت إليه بشكلها القاسي المعروف لكل العالم وبمساهمة النظام العربي الرسمي آنذاك والذي يعيد الآن لعب نفس الأدوار وان تغيرت بعض الوجوه في عدد آخر من أقطارنا العربية لتعاد فصول مسرحيات قبيحة لا يطال امتنا وشعبنا العربي في إي قطر منها غير القتل والدمار والتخريب والعودة إلى الوراء قرون وتخلف عن المسار الطبيعي لتطور الحضارة الإنسانية .


سيدي الفاضل
لا أريد التوسع وأطيل في ما انتم تعرفونه والابتعاد عن الهدف الأساس من رسالتي هذه إلى سيادتكم والحديث في أمور لا تخرج عن قدرات جامعة الدول العربية وإمكانياتها ولكن ربما لم تطلعوا أو قد فاتكم إن دورة القمة في العام الماضي قد تأجل عقدها في بغداد بعد تفهم السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة السابق لإرادة ورغبة الشعب العربي في العراق بعدم الاعتراف بحكومة نصبتها سلطات الاحتلال الأمريكية وشكلتها مجموعات من اللصوص وقطاع الطرق والمليشيات أشاعت في شعبنا القتل وشردت الملايين منه لا تمثله وقد ساهمنا في إيصال الصوت الحر إليه من خلال تنظيم حملة رفض شارك فيها عشرات الآلاف من نخب المثقفين والقوى الوطنية العراقية والعربية وفعلا تم تأجيل عقد القمة في بغداد ونحن كشعب عراقي نتفهم الأسباب ونعي الضغوط وجهاتها التي دعتكم في هذا العام إلى تجاوز إرادة كل القوى الخيرة في العالم وهذه نقطة مظلمة نؤشرها في تاريخ الجامعة بقيادتكم ونتلمس لكم العذر أنها خارجة عن إرادتكم وإرادة جامعة الدول العربية وإرادة اغلب الحكومات العربية ذات التأثير القومي القوي بدلالة نوعية الشخصيات الحاضرة فيها ونواياهم من خلال طرحهم والمناقشات التي دارت فيها مع كثير احترامنا لهم إلا أننا نأمل تعاونكم مع الشعب العراقي بالمساهمة بشكل فعال وجدي في إزالة الآثار التي نتجت عن انعقاد دورة القمة هذه في بغداد , وإذ نستخلف الله في أموال الشعب العراقي التي سرقت من قوته وهو بأمس الحاجة إليها إلا انه يؤسفنا سكوتكم عن اعتقال أكثر من خمسة آلاف مواطن بريء يقبعون الآن تحت التعذيب وظروف قاسية في السجون السرية والعلنية التي تديرها مليشيات أحزاب السلطة بذريعة الضربة الاستباقية على حد تعبيرهم لمؤتمر القمة الذي سيبقى وصمة عار في سجل القمم العربية وتاريخ الجامعة .


كانت اغلب مواقف الجامعة سلبية تجاه الشعب العراقي طوال سنوات الاحتلال وما قبلها وقد تخلت عن كثير من واجباتها الأساسية ولكن في هذا الموضوع بالذات يتوجب عليها إزالة الآثار السلبية الناتجة عنه فاقل ما يمكن أن تقدمه جامعة الدول العربية لأكثر من خمسة آلاف عائلة عراقية نكبت بمن يعيلها هو تشكيل فريق من المحامين لمتابعة موضوع إطلاق سراحهم وفي اقل تقدير من جانب إنساني تحسين ظروف سجنهم قبل إغلاق مقر الجامعة في بغداد نهائيا .


نأمل أن يلقى هذا الموضوع اهتمامكم الشخصي وتدخلكم المباشر مع فائق التقدير.




عراق المطيري
بغداد في ٢٥ حزيران / يونيو ٢٠١٢

 

 





الاثنين ٥ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.