شبكة ذي قار
عـاجـل










لنعلن بدءا لكي لا نفهم خطأ إننا لا نطلب العفو ولا الصفح إلا من رب العزة جل في علاه وهذا المقال ليس دعوة لأي كان أن يعفو ويصفح بل هو لبيان الفوارق بين الكرام الاصلاء الشرفاء محبي شعبهم ووطنهم وأمتهم , أهل الحكمة والشعور العالي بالمسؤولية . وبين قردة الاحتلال وعبيد السلطة الإجرامية التي عبد لها الباطل درب الكراسي وحمتها حراب الغزاة والمحتلين فعبرت عن لؤمها وغدرها وثأرها المقيت وعدم انتماءها للأرض والإنسان بالقتل والتدمير والفساد والإفساد ـ لذلك صار قتالهم واجب مقدس في الأوامر الشرعية ، والقيم الوطنية ، ومعارضتهم وحسابهم وعقابهم حق لا يسقط بالتقادم بل يعلو وتنمو قواعده يوما بعد آخر.


كل العالم يعلم أن النظام الوطني العراقي وقيادته التاريخية الفذة أصدر العشرات من قرارات العفو عن المتمردين الأكراد . أتاحت هذه القرارات عودة الآلاف من المغرر بهم من شعبنا الكردي الى ممارسة حياتهم الطبيعية بعيدا عن القتل والتخريب وتقويض مقومات الوحدة الوطنية العراقية. وكان جل هذه القرارات يصدر والسلطة في موقع اقتدار عال وقوة ضاربه تؤهلها لملاحقة فلول هؤلاء وإبادتهم كخارجين عن القانون مثلما يفعل أي نظام يحترم نفسه ويطبق القانون ويحمي الأمن العام للمواطنين. لكن إدراك القيادة لحملات الإغواء والتغرير وشراء الذمم وتدخل قوى محلية وإقليمية وأجنبية في الملف الكردي واستخدامها له لإيذاء شعبنا الكردي وإيذاء العراق والأمة العربية دفعها إلى توخي الحكمة وتغليب مصلحة الوطن العليا فعفت وأسقطت كل الأحكام القانونية وكان من بين من شملتهم قرارات العفو وعاشوا في كنف الوطن وسماحته وكرامته الكثير ممن يلعبون الآن في ساحة السلطة العميلة الخائنة ويقتلون شعبنا ويلقون بالآلاف من شبابه في غياهب السجون ويساهمون بإعدامهم بتهم باطله .


وأصدرت حكومة البعث وقيادته عشرات من قرارات العفو وإلغاء أحكام بالإعدام والسجن المؤبد وما دونه صدرت من القضاء العراقي لعناصر منتمية لحزب الدعوة الإيراني العميل. كانت الدوافع الإنسانية ورحمة ولي الأمر وحكمة القيادة ومصلحة العراق وحب الشعب وتسويغ وتبرير الزلل والانحراف بقصد الإصلاح واعتبارات الرحمة فوق العدالة حاضرة كلها عند صدور هذه القرارات.


وضمن هذا السياق قابل الرئيس الشهيد صدام حسين آلاف العراقيات والعراقيين ممن يعني أحد أفراد عوائلهم قرارات القضاء العراقي في هذا الشأن أو من عراقيين يعنيهم أمر السبل المنحرفة وغير الأخلاقية التي كان يتبعها حزب الدعوة الإيرانية في توريط شباب العراق وزجهم في مسارات مخالفة الأنظمة والقوانين وإسقاطهم في شراك الطابور الخامس ليكونوا جواسيس على وطنهم وشعبهم بيد مخابرات نظام خميني ، فكانت تأتي استجابة الكريم المحب لشعبه المؤمن بالتسامح وجود النفس المقتدرة قرارات عفو فردية وجماعية .


في سنوات المواجهة العراقية المقدسة لغزو الجراد الأصفر الفارسي بقيادة خميني وتحت شعار ( تصدير الثورة ) الصفوية الخمينية للعراق والأمة العربية، وحين كان البلد يوظف كل إمكاناته وطاقاته المادية والبشرية ليوفر لجيش العراق وشعبه مستلزمات الصمود والنصر وردع خامس اكبر قوة عسكرية في العالم من تحقيق أهداف احتلال العراق وذبح نظامه الوطني القومي الشريف .. كان البعض ممن تخونهم شجاعتهم فيسقطوا في أتون الوهن والجبن فيرتكبوا جرائم الهروب من خطوط المواجهة أو يتخلفوا عن الخدمة العسكرية الإلزامية , وكانت قرارات الدولة تنطلق بقوة لتنقذهم من براثن جبنهم وخوفهم ووهن إيمانهم بالله وبالوطن . وكان الفوز والفلاح نصيب العراق وقيادته في رفع صفة الجبن عمن وقع تحت وطأته ورفع سمة الخيانة عمن سقط تحت وطأتها ونجحت في إعادة هؤلاء إلى سوح البطولة والشجاعة فنال الكثير منهم شرف الشهادة من أجل وطنه ونال منهم من نال أنواط الشجاعة وأوسمة الاستحقاق وانتصر العراقيون وانتصر العراق وجرع خميني السم الزعاف بإرادة الصامدين الشجعان من أباة الضيم رفاق العراق والبعث والأمة ومن أعادة لهم قرارات العفو رشدهم وزرقتهم بحقن الشجاعة والوطنية .


في عام 1991 سمت الدولة والقيادة فوق جراح الفاجعة رغم أنها كانت جراحا عميقة وموجعه وأصدرت قرارات عفو عمن خربوا وسرقوا واحرقوا مؤسسات الدولة في صفحة الغدر والخيانة ولم يعاقب إلا من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء العراق ، ومن مارسوا عمليات الاغتصاب لأعراض المواطنين .


وأخيرا وليس آخرا.. نموذجنا هو قرارات العفو العديدة التي صدرت بحق المعارضين للنظام الوطني من كل الأحزاب والقوى السياسية ومن كل الاتجاهات الفكرية . كانت هذه القرارات بالذات تعبر عن ضمير سياسي وطني وقومي حي وديمقراطي ينبثق من بين تأثيرات أحداث جسام تحل على الوطن والأمة توضع كلها جانبا وتنطلق إرادة القيادة والحزب في مد يد الإخوة بالوطن والشراكة الحق به والسماحة ورقي الإدارة والمسؤولية ليحتضن كل أبناء العراق الذين قيموا التجربة آنيا أو تعاطوا مع بعض قراراتها وتطبيقاتها وسلوكها سلبيا . ورغم علمنا إن هذا الملف شائك جدا غير إننا نتحدث بسلاسة الوطن والوطنية ويقين الشرفاء انه لو أن كل المعارضين قد صدقوا صدق هذه القرارات ونقاء نيتها ولم يقعوا تحت تأثيرات الهواجس والشكوك وظن السوء الذي كانت تغذيها المخابرات الأجنبية المعادية للعراق وحكمه الوطني والصهيونية وشركات الاحتكار العالمية التي تضررت بتأميم البعث وقيادته للثروات الوطنية ... لكان لمئات المواقف والنتائج والأحداث شأن آخر بما في ذلك قضية الكويت والحصار الجائر والغزو والاحتلال في نهاية مطاف المعارضة غير الوطنية.


في كل الأحوال نتج عن تلك القرارات عودة الكثير من أبناء العراق المعارضين وانفتحت عيون الكثير منهم بفعل وطنيتهم الحقة ومعارضتهم الواقعة تحت هذا الوصف إلى معارضة وعدم الانخراط في خطط الغزو والاحتلال وعاد الكثير منهم عندما دقت طبول الغزو ليكونوا في صف وطنهم سواءً قبل الغزو أو بعده.


نموذج الحكم الوطني وشجاعة قيادته وشعورها الذي لم ينقطع قط بالمسؤولية الوطنية والقومية ، ورعاية كل أبناء شعبها ... مقابل ... غدر الجبناء وتماديهم في القصاص من شعبنا ثأراً لخميني وإيران الصفوية الغازية المجرمة ولمن خرقوا القانون زناة بالمحارم أو سراق ومختلسين أو عملاء وجواسيس وطابور خامس في ساعة مواجهة الجيش الفارسي الصفوي الذي كان يخطط لاحتلال العراق وجعله قاعدة للتوسع في احتلال دول الخليج ومن ثم الدول العربية الأخرى ، وأخذ القانون حق العراق وحق الشعب من رقابهم.


رجال الشرف والمبادئ والقيم والروح الرسالية هم رجال البعث والحكم الوطني قبل احتلال العراق .. مقابل .. خونة وعملاء ومرتزقة وأجراء ينفذون أجندات الاحتلالين الأمريكي والفارسي ويضعون شعبنا بين خيار الهلاك أو غياهب السجون الذين سيقتص منهم شعبنا ساعة يأتي الحساب لكن هذه المرة بلا سماحة ولا تسامح ... فلقد بغوا وبثوا الكفر والفجور والفساد في الأرض ، وعادوا لغدرهم الذي تربوا عليه وورثوه من سادتهم الفرس الصفويين أعداء العروبة والإسلام مرة أخرى.

 

 





الخميس ٨ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.