شبكة ذي قار
عـاجـل










نظرا للفوضى الخلاقة والدموية الشاملة التي تعصف بالمشهد السياسي والعسكري والعلمي والاقتصادي والصحي والخدمي في العراق , وغياب الإرادة الحقيقية لإنقاذ شعب العراق من واقعه المأساوي , وتركه يلاقي مصير مجهول , وفشل طبقة النكبة وليس النخبة السياسية بإدارة حكم البلاد في ظل الاحتلال وتعاظم النفوذ الإقليمي المختلف, وعدم الأخذ بنظر الاعتبار المفاهيم الجيوستراتيجية العربية والجيوسياسية الإقليمية والدولية , وتجاهل مكانة ودور العراق في إرساء قواعد الأمن والاستقرار لمحيطه العربي والمنطقة والعالم, خصوصا بعد ارتكاب امريكا الخطيئة الإستراتيجية بغزو العراق وتدمير الدولة العراقية ,وإرساء مؤسسات هيكلية هشة تعتمد فلسفة القوالب الجاهزة ( البلقنة - اللبنة - المكارثية ) ,والذي لا تتسق مع المفاهيم الإستراتيجية والأخلاقية والقانونية , ولا تتجانس مع البيئة العراقية وسيكولوجية المواطن العراقي وخلفيته الحضارية ومحيطه العربي الإسلامي, وتعاظم مشروع نزع هوية العراق العربية, فلا بد من وقفة وإرادة عربية صارمة لإنقاذ العراق, وعزم عربي كبير على تخطي الجمود العربي تجاه العراق وانتشاله من واقعه الخطير المرير, وعودته إلى حاضنته العربية ,والمساهمة مع القوى الوطنية العراقية بإعادة تشكيل مشهده السياسي وفق معايير الوطنية, وبنائه على أسس ومرتكزات وثوابت وطنية رصينة , تخضع للمنظومة القيمية , وتتسق مع المفاهيم والمتغيرات الدولية ودور العراق ضمن شبكة المصالح الدولية, ويمكن المعالجة وفق مراحل تغيير بغية رفع الأنقاض والمخلفات والركام المركب أولا ,ثم ثورة إعادة البناء بشكل عصري رصين و نهاء الاحتلال الامريكي بكافة أشكاله العسكرية والسياسية,خصوصا بعد تأكيد الرئيس الامريكي انسحاب قوات الاحتلال وفق التوقيتات الزمنية ,مع الأخذ بنظر الاعتبار التحديدات لتحقيق بيئة انسحاب مسئول بضمانات عراقية عربية وليست إقليمية مقابل صفقة على حساب العراق وشعبه, وعدم ترك العراق فريسة لأي دولة إقليمية أو احتراب طائفي عرقي سياسي مفتعل أو مقصود يقود إلى التقسيم .

 

وتولي الأمم المتحدة مهامها القانونية والأخلاقية تجاه العراق وفق الأطر الرسمية كون العراق يخضع لمسؤوليتها وفق البند السابع , وذلك برفع أثار الاحتلال الامريكي ومساعدة العراقيين على تحقيق السيادة الكاملة ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة للجنس البشري, وتعويض المتضررين ,وحث الدول على المساهمة في أعادة بناء العراق وتشكيل دولته العصرية وفق مفاهيم سياسية متحضرة.

 

وتولي النظام الرسمي العربي والمتمثل بالجامعة العربية الحفاظ على هوية العراق العربية واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ممارسات نزع الهوية العراقية والمساهمة بانبثاق المشروع الوطني الجامع وإعادة بناء العراق.وتساهم الجامعة العربية بكافة الوسائل المشروعة لإنهاء النفوذ الإقليمي في العراق.ومقاومة الاحتلال والدفاع عن التراب الوطني حق مكفول للشعوب شرعا وقانونا , وتعد المقاومة العراقية الوطنية بمختلف أشكالها مخرج للازمة العراقية , وتشكل قدراتها المختلفة عنصر استقرار وتوازن ومفاعيل قوة , وتساهم في تحقيق الأمن وإعادة بناء العراق وفق المنظومة القيمة والوطنية منها وتستطيع أن تتصدى لأي وجود أجنبي أو إقليمي ... وللإرهاب بكافة أشكاله ولغرض حشد مفاعيل القدرات العسكرية العراقية المختلفة وبناء قدرة عسكرية عراقية نظامية مهنية حرفية دفاعية تقوم بمهام الدفاع عن الحدود السياسية للعراق وتؤمن التوازن العربي والإقليمي والدولي.وترعى جامعة الدول العربية المشروع الوطني العراقي وعلى أسس رصينة تضمن تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية وفق ضمانات صارمة, وتضبط إيقاع الحوار الوطني وفق آليات وقوانين وعقوبات, ويتم ذلك من خلال فتح جلسات حوار لمختلف الأطياف السياسية العراقية وفق مبدأ الطاولة المستديرة, وبأجواء المصارحة وجرد الذات وتحقيق العدالة وتعويض المتضررين , خصوصا ضحايا جرائم التهجير والتطهير الطائفي والإقصاء السياسي وملف المعتقلين والمغيبين والتمايز الطائفي ومسائلة المجرمين من يحصنون أنفسهم بالوظائف والمناصب السياسية, تمهيدا للخروج من الأزمة بمواقف جادة تتمخض عنها ارداة وطنية واحدة تقود إلى أعادة رسم المشهد السياسي وتفكيك الأزمة العراقية إلى عواملها الأولية وإعادة بناء المؤسسات بشكل مهني وطني وعصري يتوافق مع الإرادة الجماهيرية , وبضمانات تضبط إيقاع جدية التطبيقات وعدم تسويف المقررات أو تجاهلها .وتفكيك الملفات المعقدة إلى عناصرها الأولية ,وخصوصا شكل الدولة الطائفي العرقي والعنف المستشري في الجسد العراقي الناتج من عسكرة الحلول السياسية والشارع العراقي, وتغيير منظومة القوانين القمعية التي أعدت في ظل الحاكم المدني برايمر , مما جعل المواطن العراقي يرزح تحت طائلة ازدواجية التطبيق والتفسير, وتلك القوانين تفاقم الأزمات فيها الازمات التي تخلقها الستراتيجيات والمخططات السياسية والامبريالية الصهيونية العالمية في ظل الاستعمار الجديد للدول الكبرى

 

 





الثلاثاء ١٠ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور ساري الفارس العاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.