شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نكون أُمة الرسالة ونعرف حقاً أن الشهادة فرح ، ونحن مُوقنون أن الشهيد حيٌ عند رب العالمين ، وهو الخالد في أذهاننا وفي أذهان كل المؤمنين ، فكيف عندما يكون هذا الشهيد قائد له في جوارحنا كلمات ومواقف ومصير ، فالقاده في إستشهادهم يلدون مليون شهيد ، وصدام المجيد قائد ما زال حي في جوارحنا ونتذكر كل يوم وفي كل موقف رسائله ومواقفه وبطولاته والشجاعه التي تميز بها في كل محطة من محطات حياته التي كانت جُلها للأمة والدين .


وها هو حتى اليوم يتعرض له حتى الأعداء والمشككين ، لإنهم يعرفون حق المعرفه أن قتله كان ضرورة ماثله عند كل أعداء الأمه بكل مسمياتهم وإنتماءاتهم وحتى عند كل هؤلاء الخونه والعملاء والمغرضين .
من هنا نقف عند محطات من محطات صدام الشهيد في ذكرى الوفاء السادسه لهذا الرمز والعنوان من عناوين أمة الرساله وأمة الحق والدين .


المحطة الأولى أن صدام الشهيد كان صاحب المنهج القومي ، ولن أتحدث هنا عن المنهج نفسه أو نهج صدام ، ولكني سأنظر الى الموقف والنهج من خلال ما تتعرض له الأُمه في وقتنا هذا بعد أن رسخ الأعداء ومن معهم من الفاجرين كل ما من شأنه تشتيت الأُمه ووضع كل شعارات الفرقة لتكون هي المسار والمصير ، فالهجمة ضد هذه الأُمه لم تكن وليدة هذه اللحظة أو هذا الزمان بل هي مترسخة في حقد وطمع وإستهداف كان منذ زمان بعيد ، وإزدادت عندما أصبحت هذه الأُمه أُمة مختارة لها رسالة تؤديها في الأمم والإنسانيه جمعاء ولكننا في ما مضى من عمر الأمة كنا نمثل حالة لها رهبة وهيبة لهؤلاء الأعداء على إختلافهم وإختلاف نظرتهم لنا ، يوم كان النهج القومي هو أحد عناوين هذه الأُمة ويوم كان هنالك قادة يحملون هذا النهج في ضمائرهم ويطبقونها في كل لحظة وكل حين ، ومما نراه اليوم نتأكد بكل المسارات أن لا مخرج لهذه الأُمة الإ بذلك النهج والمشروع القومي .


والمحطة الثانيه كانت أن صدام الشهيد كان صاحب موقف جذري فله شعار واحد وهدف هو هدف الأُمه جمعاء من المحيط الى الخليج وهذا الموقف الجذري ترسخ لدى الأجيال ليكون لهم مسارا ًوطريقا ًسيتحقق إن كان اليوم أو غداً أو بعد حين .


والموقف الجذري لا يكون أبداً بالشعارات الرنانه أو الخطابات ، بل هو تطبيق وممارسة وهذا ما تميز به صدام الشهيد ، فصدام كان يسعى الى معالجة جذور الحياة وليس قشورها ، ولم يهادن أبداً فكيف يكون المهادن والمصافح جذري في موقفه ، ولم يقبل أبداً بأنصاف الحلول ، ومن هنا أيضاً نرى أين أوصلتنا أنصاف الحلول ومصافحة الأعداء والفاجرين ، حتى باتت أوطاننا اليوم مرتعاً خصباً لكل زناة الأرض وكل الفاسدين والفاسقين .


أما المقاومة وهي محطتنا الرئيسية نستنبطها من مواقف صدام المجيد ذلك القائد الرمز والشهيد ، وهنا أود أن أشير الى مشهد ووقفة صدام أمام الموت وأُقارنه بمشاهد عدة رأيناها ونراها لحكام كانوا أرخص من الرخص نفسه في نهاياتهم كما كانوا يمثلون نفس المعنى الرخيص في حياتهم وحكمهم ، فمشهد وقفة صدام الشهيد هي حالة جذريه وفيها عِبر ترسخت في أذهان كل المؤمنين ، لهذا نرى تصاعد روح المقاومة لدى هذه الأجيال بعد سنوات قليلة من هذا المشهد العظيم .


وها هم الحكام يتساقطون الواحد تلو الآخر ، فصدام عندما تقدم للموت بذلك المشهد كان قائداً للمقاومة العراقيه قبل أن يكون الرئيس الشرعي للعراق الوطن .


من هنا ومن هذه المواقف والمحطات نرى أننا إن كنا نعي المرحلة ونعي حجم الأُمه ودورها ، فلا سبيل لنا الإ للعودة الى جذورنا وبطولات أجدادنا ونبتعد عن أنصاف الحلول ومشاريع التسوية والإستسلام ، فالمقاومة هي نهج لا شعار ، وصدام حسين لم يكن ملكاً للبعثيين أو حتى للعراقيين بل كان رمزاً للمقاومة العربية على إمتدادها في هذا الوطن الكبير .


فها هي المقاومة مستمرة وقد أخذت مسارها وشقت طريقها نحو التحرر والحرية والكرامة ، فلماذا نبتعد عنها ولماذا نسير بمخططات الأعداء ، ولماذا ننهزم أمام أنفسنا ونحن واثقين أن مساراًَ كهذا لا يوصلنا الإ الى الردة والذل والهوان ، فأنظروا الى حال الأُمة وهي بكامل حجمها ، ولنقارنها بمواقف هؤلاء المجاهدين ووقفتهم وبطولاتهم ولن نجد الإ أننا نتمنى بكل جوارحنا أن نكون جزءاً من مسيرة هؤلاء الخالدين .


من هنا ومن هذا المنطلق إن أرادت الأُمة أن تعود الى مسارها الحقيقي ونهجها ومشروعها فلا سبيل أمامها الإ أن تكون الأُمه بمنهجها القومي ، وأن تعود الى ذلك الموقف الجذري فلا مهادنة ولا إستسلام ، وأما المقاومة وهي السبيل الوحيد للتحرر والنصر والعزة ، فما علينا الإ أن نقف يداً بيد مع المجاهدين والمقاومين الذين لم يتخلوا أبداً عن هذا النهج وإستمروا بالمسيرة والإ فإننا سنبقى نسير من ذل الى ذل ، ومن هزيمة الى هزيمة وهذا ما يسعى إليه كل أعداء الأُمة وأعوانهم على إختلاف المسميات والأسماء وبكل ما يحملون من حقد وطمع ضد هذه الأُمة المختاره .


فرحم الله شهيد الحج الأكبر صاحب النهج والمشروع العميق ونصر الله رفاقه الذين إستمروا بمسيرة الأُمة ونهجها يوم كدنا أن نكون بلا سبيل

 

 





الثلاثاء ٢٠ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب المهندس صهيب الصرايره نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.