شبكة ذي قار
عـاجـل










فيما أحسبه جمعا وطنيا أشبه بمؤتمر قومي حضرته رموز وطنية عراقية وعربية وبعرس خطابي تألقت فيه شخصية الفقيد الراحل عبد الجبار الكبيسي وسيرته الوطنية والقومية وتبارى فيه النعاة عمقا وتحليلا في خصاله وتحليل مواقفه جاءت وقائع الحفل بعرض سريع على النهج التالي .

 

بدا الحفل بتلاوة عراقية لآيات من الذكر الحكيم للقارئ أحمد ياسين ثم قراءة سورة الفاتحة . بعدها تحدث عريف الحفل هشام عودة حول الفقيد والمراحل المفصلية في حياته ، ثم قدم الدكتور فاضل الربيعي للحديث باسم المثقفين والأكاديميين العراقيين المناهضين للإحتلال والذي تحدث بالتفصيل عن زمالته للفقيد في التحالف الوطني العراقي ومرافقته له بوفد في زيارة العراق قبل وقوع الغزو الامريكي وتحدثه حول كارثة العدوان على العراق مع المسؤولين العراقيين بكل صراحة وجراة ومسؤولية بالرغم من أن عامل الوقت كان خانقا ، واصفاً اياه بأنه واحد من ألمع وانصع الشخصيات الوطنية سلوكا ونبلا وشجاعة وعطاءً. ألقى بعدها المهندس ليث اشبيلات كلمة المثقفين والمهنيين الأردنيين فذكر بمواقف الفقيد خلال مسيرته السياسية والحزبية وموقفه الحازم فيما يخص الحرب العراقية الايرانية في حينها بوجه المؤسسة الحزبية الحاكمة في حينها وكذلك عن تفاصيل زيارته الى العراق وعن محطة وقوفه الى جانب المقاومة العراقية الباسلة وفصائلها وفترة اعتقاله في السجون الامريكية وما تلاها بعد ذلك من نشاطات سياسية من خلال تنظيم التحالف الوطني العراقي وتحدث عن الازمة التي يمر بها الشارع العربي بعد احتلال العراق وغياب وفقدان التأثير الكبير الذي احدثه استشهاد الرئيس الراحل صدام حسين مستعرضا الحالة المأساوية اليوم في العراق بعد سقوط النظام .

 

بعد ذلك جاء دور الشاعر الأديب أديب ناصر بإلقاء كلمة فلسطين ، و ببلاغة وفصاحة صفات الفقيد خلال معايشته له اثناء الدراسة في الجامعة الامريكية والتي كما قال لم تغره أجواءها ولا نشاطاتها الاخرى عن تفوق علمي او نشاط سياسي ولم تنسه لهجته الكبيسية ولا بساطة عيشه واستطرد بادراج بعض صفاته مما اسماه بالشجرة الكبيرة وبعض ثمارها منها الخلق الرفيع والنبل والشجاعة والنضال والإقدام والإلتزام والجهاد وهو المسحور بالطهر الوطني والتفوق على الجراح ، كان الفقيد مدرسة فيهما وقدوة وكم نحن بحاجة الى الاقتداء بكل هذا الوعي المنبثق من الحب والوفاء قبل كل شئ ، وختم حديثه بقوله كم ادهشني عندما وقع العدوان الصهيوني عام 1967 حيث كان اول من هبّ نارا بحجم جبل وما يزال هتافه يلعلع :

يا طالب يا ابن المقروده بيع كتبك واشري باروده .

 

بعد ذلك ألقى الاستاذ هاني الخصاونة كلمة القوى القومية في الإردن عن الفقيد ومحطاته السياسية مستشهدا بإصدار وثيقة وقعها معه العديد من الشخصيات القومية والوطنية حول إدانة العدوان الايراني وتوغله في الاراضي العراقية مشيرا الى حصافته الساسية والتحليلية في تشخيص المواقف والاحداث مشيدا بطهره وشجاعته . بعدها ألقى الدكتور عبد الكريم هاني كلمة التيار القومي العربي في العراق واستشهد بالعديد من مقولات الفقيد فيما يخص الديمقراطية والحرية وعدم امكانية ان تكون من نتاجات الاحتلال او الغزو بالدروع والبوارج فاضحا دور من جاءوا مع الاحتلال ممن كانوا يسمون انفسهم بالمعارضة العراقية في حين أنهم كانوا عملاء وعرابين وطلاب مناصب ومال .

 

بعد ذلك القى الاستاذ هشام عوده كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن في تأبين الفقيد فقال ان حياة الفقيد حياة مليئة بمواقف الشجاعة والتحدي والمقاومة وهو مناضل وطني قومي شكل حالة التزام وانتماء وتحالف ومواقف توافق وتقاطع كان فيها في كل الاحوالشجاعا بالطرح وساميا بالهدف والغاية ومقاوما بلا حدود من اجل التحرر والانعتاق ولا غرابة في ذلك كونه تربى وتثقف ووفضى جل عمره السياسي في مدرسة البعث الوطنية وادبياته وعقيدته .

 

تليت بعد ذلك كلمة الاستاذ عوني القلمجي رئيس التحالف الوطني العراقي عاهد فيها الحضور بانه وزملاؤه بالتحاف سيبقون على نفس الطريق الذي كان الفقيد حريصا ان يكونوا عليه وانهم منه تعلموا ومن شجاعته وإقدامه وسداده كيف سيحملون الرسالة ويؤدوا الامانة على ماتركنا عليه وهو طريق الإقدام والمقاومة حتى يأذن الله بنصره وتكلم عن روح التضحية والفداء ونكران الذات التي زرعها الفقيد في اعضاء التحالف وقال لقد زرع في وجداننا وفي عقولنا ودواخلنا المناعة القوية ضد الاغراءات والعروض على حساب العراق وأهله وذكر لقد فقدنا هذا الرجل العظيم ولا نجازف اذا قلنا باننا لسنا وحدنا الذين فقدوا ابا احمد وانما فقدته عموم الحركة الوطنية العراقية وحركة التحرر الوطني العربي ثم قال نقسم على ذلك بالله العلي القدير وكتابه الكريم باننا سنكون اوفياء لراحلنا الكبير ابا احمد كما طلب منا مثلما نقول نم قرير العين واطمئن فما زال الكثير من هم على استعداد لحملها لانها راية وطننا العراق العزيز علينا جميعا .

 

بعدها ألقى الأستاذ موفق محادين رئيس الرابطة كلمة اثنى فيها على القثيد ومسيرته الوطنية والتحررية والنضالية مستعرضا بعض مواقفه وبعدها رحب بالحضور العراقي في الحفل وقال ان الرابطة بكل امكانياتها تحت تصرف المثقفين والكتاب العراقيين وهي معهم في توجهاتهم واتراحهم وهمومهم .

 

بعد ذلك القى د .عمر الكبيسي قصيدة قال في تقديمها بعد الاعتذار لشعراء حضور مثل اديب ناصر وحميد سعيد انها حزمة عواطف ذات معاني بها تفوح بالصلة والقرابة وبالنهج والاعجاب والفخر بشخصية الفقيد الراحل وما كان يحمل من صفاة الشجاعة والطهر والنبل والوفاء .

 

في ختام الحفل تكلم الأستاذ الدكتور ارحيم سليمان الكبيسي شقيق الفقيد بالحديث عن ولادة الفقيد وحياته الخاصة ونشوءه وتربيته وعذابات مسيرته ومحنها الشاقة شاكرا للجميع حضورهم ومشاركتهم والدعاء لهم وللأمة والمبادئ السامية التي رحل الفقيد من أجلها بالصمود والنهوض رغم المحن .

 

 





الاربعاء ٥ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. عمر الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.