شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يصحو ضمير المنظومة الإرهابية، ولا تتحرك أحاسيسها، ولا تظهر إنسانيتها الكاذبة الآثمة، إلا في حالة ترى كفة المجرم بشارون قد مالت، فتقعد الاجتماع إثر الاجتماع وتأخذ قرار فورياً تدين به الشعب السوري المباد، كما حدث في التفجيرات الذين استهدفت مقار أمنية في مدينة حلب بادية سيطرة الجيش الحر على المدن، وكما حدث من إعدام لبعض قتلة الأسد في مدينة إدلب، دون أن يتحرك ذلك الضمير المتناوم والمتغافل عن أكثر من 350 ألفاً من مقاطع الفيديو التي أنزلها الشباب السوري للجرائم التي اقترفها الأسد بحقهم وحق عوائلهم، والتي تقشعر من وحشيتها الأبدان، ودون أن تحركها الدماء التي سالت مساء البارحة على أبواب أحد الأفران في بلدة حلفايا في محافظة حماة انتقاما من الشعب السوري الذي حرر تلك البلدات من قبضتهم، لأنها جميعها ليست كفيلة أبداً بأن تثير فيهم أي معاني من معاني الإنسانية.

 

ولم يستطع بصر هذه المنظومة الإرهابية أن يرى الطائفية التي تمارس لإبادة الشعب، من قبل المجرم الأسد وحلفائها في العراق وإيران ولبنان وحتى الحوثيين في اليمن، ولم تلتفت كذلك إلى تصريحات لافروف الذي أكد من خلالها تخوفه من أن تحكم سوريا الطائفة السنية الأكثرية، وهي نفس التصريحات التي بررت للروس مواصلة إرسال السلاح للأسد وللغرب الصمت عن هذه الجريمة حتى لا يسقط، ولكن هذه المنظومة لم نراها مبصرة واعية مدركة إلا بعد أن رأت مقدرة الجيش الحر وصموده بعد إسقاطه لقلاع الأسد، وتسليح نفسه من خلالها، مما أدى إلى زيادة الجثامين التي تصل إلى قرى الشبيحة وخنازير الأسد، فجن جنونها، وعندها أخذت تتحدث عن حرب طائفية، وكأن لسان حالها يقول: أنه لو استمر القتل مائة عام بحق الشعب السوري دون أن يتمكن من صد جحافل القتلة، فإن الأمر لن يكون طائفياً أبداً، وإلا تحول إلى طائفية في حال تمكنت الضحية من تسليح نفسها ورد العدوان المشنون عليها من قبل مرتزقة الأسد وحلفه البغيض، بل ومن قبل المنظومة الإرهابية المتواطئة في القتل والإبادة بالسكوت من جانب والإقرار من جانب آخر.

 

وما أن ظهر التقرير الأخير للمنظومة الإرهابية يوم الخميس الماضي العشرين من كانون الأول 2012م، الذي اعتبر أن النزاع بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين أصبح طائفياً بشكل واضح، خصوصاً بين السنة والشيعة، مما قد يؤدي إلى تهديد طوائف وأقليات بأكملها، مضيفاً أن الطوائف تعتقد – وهذا مبرر – أنها تواجه خطراً على وجودها، لذلك فإن ضرورة التوصل إلى تسوية تفاوضية أصبح ملحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى"، وهو نفس ما يدعوا إليه بشار من استجداء للشعب السوري المذبوح بالحوار والبقاء حاكماً لسوريا إلى انتخابات 2014م؛ حتى رأيت بعضاً من الكتاب الذين يكتبون للثورة السورية قد انجرفوا خلف دعوة هذه المنظومة الإرهابية، وتأكيد ما ذهبت إليه من أن طائفية تجري في سوريا من قبل الشعب السوري، الذي يدفع عن نفسه طائفية بغيضة تمارس بحقه بأبشع وأقذر ما عرفته الطائفية من طائفية، دون أن يدور بخلدهم ولو للحظة أن هذا التقرير خادع كاذب مجحف، وأن من يقف أمام طائفية تمارس بحقه ليس بطائفي أبداً.

 

ولست ادري كيف فات هؤلاء فلم يفطنوا لمثل هذا الأكاذيب التي ما انفكت تمارس بحق الثورة السورية وتعمل بها تشويهها، وكيف فاتهم كذلك أن يدركوا بأن هذه المنظومة الإرهابية يقتل الشعب السوري تحت مظلتها وتسترها، حتى داست قوانينها بالأرض، ولم تلتفت إلى خمسين ألفاً قتلهم المجرم الأسد في سوريا وسوريا دولة من دول هذه المنظومة الإرهابية، بينما لم تألوا جهدها في تجهيز الجيوش وإعداد العدد إلى مالي لأن دولة إسلامية قامت في شمالها، حتى وإن لم يقتل هناك شخص واحد.

 

ثم أريد أن الفت نظر هؤلاء إلى الكيفية التي يمكن من خلالها اعتبار ما يجري من قبل الشعب السوري المذبوح طائفية ، فأقول لهم : إنها ستكون طائفية عندما يقوم مثلاً أهل حمص المحاصرين منذ أكثر من مائتين يوم بالهجوم على القرى العلوية في الجانب الآخر الأمن نفس المدينة، رغم أنه وبكل الأعراف والشرائع يحق لهم أن يفعلوا ذلك، ويوقفوا كل المناطق التي تشارك في حصارهم وقصفهم، ولكنهم لم يفعلوا وإنما اكتفوا بالدفاع عن بيوتهم وأحيائهم ورد الغزاة عنها، وستكون طائفية كذلك عندما يهاجم أهل اللاذقية القرداحة ويقتلوا أهلها، عندها ستكون طائفية حسب ما صار متعارفاً عليه في شرعية غاب المنظومة الإرهابية، ولكن أن نقر لعدونا أن يصنفنا بما يريد لأن رددنا عن أنفسنا وأرسلنا بجثمانيين الشبيحة والجيش الإجرامي الأسدي إلى تلك القرى، فهي ليست طائفية وإنما نالوا جزائهم العادل، وهو ما يجب أن ندفعه عن أنفسنا ككل فنرد على هؤلاء بضاعتهم، ولا نلتفت لتخاريفهم، لأنه لا يليق بالعقلاء سوى هذا التصرف، لا أن نأخذ بترديد مقولتهم والذهاب إلى تأكيد ما تحاوله تلك المنظومة من تجريم للشعب السوري.

 

وقد قلت في مقالي "عندما يكشف لافروف المستور" إثر تصريحاته التي تخوف فيها من حكم السنة لسوريا:" أين سيضع اليوم هؤلاء العاطفيون رؤوسهم بعد هذه التصريحات، ثم لماذا بعد كل هذه الحقائق نستمر بخداع أنفسنا باسم الوحدة الوطنية، والشرفاء من كل الطوائف في سوريا وقفوا مع ثورة الحق من عرب وكرد ودروز وعلوية، بينما الخونة قد وقفوا جميعاً عرباً وكرداً ودروزاً وعلوية مع الخائن الكبير المجرم بشارون ... الحرب في سوريا صراع بين حق وباطل، شرفاء وخونة، وليس هناك أي علاقة بهذا الحديث بالحديث عن الوحدة الوطنية، فالشرفاء وقفوا سوية والخونة كذلك" وكل سينال جزاء موقفه الذي وقفه، فإن خيراً فخير وإن شراً فشر، ومن أي طائفة كان.

 

ونقول لهؤلاء كذلك: كفوا ألسنتكم عن الشعب السوري وجيشه الحر، ولا تكتبوا لترضوا عنكم تلك المنظومة الإرهابية، التي لم يعد يشرف أي سوري أن ينتمي إليها، واكتبوا ما يمليه عليكم ضميركم فقط.

 

 

Ahmeeedasd100@gmail.com

 

 





الثلاثاء ١١ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب احمد النعيمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.