شبكة ذي قار
عـاجـل










 

ألقى شاعر العرب الأكبر عبد الرزاق عبد الواحد ، قصيدة مهيبة عصماء في مهرجان جماهيري نظمه أبناء شعبنا العربي الأردني في مدينة الكرك، إحياءً للذكرى السادسة لاستشهاد سيد العراق، البطل الرمز صدام حسين، وهذه قصيدته المهيبة في رثاء الشهيد أبي عدي، يرحمه الله تعالى.

 



على سناك سلام الله


أكـادُ أُقـسِــمُ يـا مَـولاي.. لـَو تـَقِـفُ
في قَـبرِكَ الآن كُـلُّ الأرضِ تَرتَجـِفُ!
لأبـصَـرَ الـنـَّـاسٌ عِـمـلاقـاً ، ذُؤابَـتُـهُ
بـالـغَـيـمِ والـقُـبـَّـةِ الـزَّرقـاءِ تَـلـتَحِـفُ!
يَـرنُـو إلَـيهِم ، وَفي عَـيـنَـيـهِ مَغـفِـرَةٌ
وَنـَظـرَةٌ مـِلـؤهـا الإشْـفـاقُ والأسَـفُ
أوشَكتُ أهـتـفٌ يا.. ثمَّ اقـشـَعَـرَّ دَمي
مِن هَـيْـبَةِ اسمِكَ..ظَلَّ اليـاءُ والألـِفُ
على شِـفـاهيَ مَبْهورَيـن.. وابـتَـدأتْ
سِـيماكَ مِن ذروَةِ الجَوزاءِ تـَنكَـشِـفُ
أجَـلْ أنا أيـُّهـا الـقِـدِّيـس، يَحـمِـلـُـني
إلـيكَ دَجلـَة ُ، والأهـوارُ، والسَّـعَـفُ
***
حَـنـيـنُ كلِّ الـعـراقـيِّـيـن يَـصعَـدُ بي
وَكُـلُّ أهـلِـكَ في الأرُدُ نِّ تَـنـعَـطِـفُ
قُـلـوبُـهُـم صـاعِـداتٍ في مَـدارِجِــنـا
حَـرَّى، وَنحـنُ إلى مَرقـاكَ نَـزدَلِـفُ
إجَـلْ أنـا يا أعَـزَّ الـنَّـاسِ.. تَـعـرفُـني
لأنـَّني مـِنـكَ حَـرفٌ لـيـسَ يَـنـحَـرِفُ
لا عَنكَ لاعن عراقِ المَجـدِ يُـبْعِـدُني
لا الحُزنُ لا الخَوفُ لا الإرهاقُ لا الشَّظَفُ
فأنـتُـمـا كُـنـتُـمـا لي كـلَّ عـافـيَـتي
عَـلـَيكُما نَـبْـضُ قـلـبي ظَـلَّ يَعـتَـكِـفُ
وأنـتُـمـا كُنـتُـمـا لِـلـعُـرْبِ أجـمَـعِـهِـم
قَـدْراً، وَقِـدْرا ً، وَمـاءً منـهُ تَغـتَـرِفُ
وَأنـتُـما الـقُـوَّةُ الأبْـقـَتْ مُـكـابَـرَتي
حتى وَفَـيْـتُ، وَصانَتْ أهـلـَنـا لِـيَـفُوا
وَقَد وَفَوا.. إي وَرَبِّ الـبَيْت.. أدمُعُهُـم
عَلـَيكَ في كلِّ أرضِ العُـربِ تَـنْذَرِفُ
***
هَل..هَل سَـمِعـتُـكَ يا مَولايَ تَسـألُني ؟
أدري بأنـَّـكَ تَـدري فَـوقَ مـا أصِـفُ
أنا أرى حَـدَّ عَـيـني، وارتِفـاعَ يَـدي
وأنـتَ مِـن مـَلـَكـُوتِ اللهِ تـَرتـَشِـفُ
هـا مـُقـلـَتـاكَ ، وَفي لألاءِ ضَوئِهِـمـا
أرى أعَـزَّ حُـدودِ الـلـَّـهِ تـَنْـكَـشِــفُ
الحبُّ، والعَطفُ، والغفرانُ، والرَّأَفُ
وَلـَمْعَـةٌ كانخِطافِ الـبَـرقِ تَـنـخَطِـفُ
أرى بِـهـا كـبـريـاءَ الـكَـونِ أجـمَـعِـهِ
بَـيْـنـا أُ ُحِـسُّ بِـشَيءٍ دافِـيءٍ يَـكِـفُ
كـأنـَّـهُ الـدَّمعُ ، لولا عُـمْـقُ مَعرِفَـتي
بِـأنَّ دَمـْعَـكَ غــالٍ أيـُّهــا الأنِـفُ
أنا الذي جِئتُ أبـكي.. جِـئتُ تَحمِلُـني
ألـَيـكَ أوجاعُ أهـلي.. كُـلـُّهُـم نَـزَفـوا
وَكُـلـُّهُـم وُطِـئَـتْ هـامـاتُـهُم صَـلـَـفـا ً
يا سَـيِّدي ضَجَّ فينا الظُلـمُ والصَّلَـفُ
***
وَبَعـدَ تـِلـكَ الـذُّرى والـعِـزِّ، أ ُمَّـتُـنـا
صارَتْ لأدنَى مَهاوي الذّلِّ تَـنْجَرِفُ
يا أهـلـَنـا.. يا عراقـيّـون .. يا أ ُنُـفُ
يـا حـافِـريـنَ قُـبـورا ًفَـوقَـهـا وَقَـفـوا
نَـيْـفا ًوتـسعـيـنَ شَهـراً يَـنـزفونَ دَما ً
كُلُّ عـلى قَـبـرِهِ .. هَـيهـاتَ يَـنصَرِفُ
فَـقَـبـرُهُ كـانَ مـِعـيـارا ً لِـغَـيـرَتِـهِ
لا كالـيَـلـُوحُونَ أحـيـاءً وَهُـم جِـيَـفُ
اللهَ .. لـَو أنَّ أهـلي أنـصَفُـوا دَمَـهُـم
لـكـنَّ أهـليَ فَـرْط َالـذُّلِّ ما نَـصَـفُـوا
بَـل سَـوَّغُوا كلَّ ما يَـندى الجَبينُ لـَهُ
حتى لقد ماتَ فينا الصِّدقُ والشـَّرَفُ!
أمـَّا الـذيـنَ أغـارَتْ خَـيـلـُهُـم زَمَـنـاً
لكنْ على أهلِهِم صالـُوا وما نَـكَـفُـوا
كانُـوا جَـبـابِـرَةَ الـدُّنـيـا بـما هَـتَـكوا
وأهلـُهُم في مَهاوي ظُلـمِهِـم رَسَـفُـوا
***
ها أنتَ تُبصِرُ يا مَولايَ كَم صَغُروا
كـبيرُهُم صارَ مِنـهُ الخِـزيُ يَـنكَسِفُ
وَنَحـنُ نَـرنُـو إلـيهِـم .. لا مُـقـارَنَـةً
حـاشـاكَ ياسَـيِّـدي.. يا مَن لَـهُ تَـجِـفُ
حـتى نـجـومُ الـسَّـما.. لـكنْ مُـفـارَقَـة ٌ
أنْ يُذكـَرَ الكَوكَبُ الـدُّرّيٌّ والحَشَـفُ!
عـلى سَـنـاكَ سَـلامُ اللهِ مـا مـَطـَرَتْ
وَما الـضُّحى وَظلامَ الـلـيلِ يَختَـلِـفُ

 

 





السبت ٣٠ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب موقع وجهات نظر / عبد الرزاق عبد الواحد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.