شبكة ذي قار
عـاجـل










صور الديمقراطية : بما أن الديمقراطية باعتبارها حكم الشعب أو حكومة الشعب لها صور مختلفة ، فهي إما أن تكون مباشرة أو نيابية ، أو شبه مباشرة ، ومع ذلك فان معناها بعد هذا الوصف لا ينطبق على الواقع ولم يوجد في الواقع ، فكون رئيس الدولة والحكومة وأعضاء البرلمان ينتخبون بأكثرية أصوات الشعب ، وان مجلس النواب هو التجسيد السياسي للإرادة العامة لجماهير الشعب وانه يمثل أكثرية الشعب هو ابعد ما يكون عن الحقيقة والواقع ، إذ إن أعضاء البرلمان إنما انتخبوا نواباً من أقلية الشعب ، وليس من أكثريته ، إذ إن مركز العضو الواحد في البرلمان يترشح له عدة أشخاص ، وليس شخصاً واحداً ، وبذلك تتوزع أصوات المقترعين في الدائرة على المرشحين ، ومن ينال أكثر أصوات المقترعين في الدائرة لا يكون حائزاً على أكثرية أصوات من لهم حق الانتخاب في الدائرة ، وبالتالي يكونون مفوضين من هذه الأقلية وممثلين لها وليسوا مفوضين من الأكثرية الشعبية ولا ممثلين لها وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الدولة سواء أكان انتخابه من الشعب مباشرة ، أم بواسطة أعضاء مجلس النواب ، فانه لا ينتخب بأكثرية أصوات الشعب ، بل بأقلية الأصوات ، كما هو حاصل مع أعضاء البرلمانات ، هذا فضلاً عن إن رؤساء الدولة وأعضاء البرلمانات في اعرق البلاد الديمقراطية كأمريكا وبريطانيا يمثلون إرادة الرأسماليين ، من رجال الأعمال وكبار الملاك ، واللوبي النافذ فيهما ولا يمثلون إرادة الشعب ، ولا إرادة أكثريته ، فإن كبار الرأسماليين هم الذين يوصلون إلى سدة الحكم وإلى المجالس النيابية من يحقق لهم مصالحهم ، فهم الذين يدفعون نفقات الانتخابات لرئاسة الدولة ، ولعضوية البرلمانات ، وبذلك تكون لهم السيطرة على رؤساء الدول ، وعلى أعضاء البرلمانات وهذا واقع معروف في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا فان المحافظين هم الحكام ، وحزب المحافظين يمثل كبار الرأسماليين من رجال الأعمال والملاك ، وطبقة اللوردات الأرستقراطية ، ولا يأتي حزب العمال إلى الحكم إلا عند حصول حالة سياسية ، تقتضي ابتعاد المحافظين عن الحكم ، ولذلك فالحكام وأعضاء البرلمانات في أمريكا وبريطانيا إنما يمثلون الرأسمالية ، ولا يمثلون إرادة الشعب ، ولا إرادة أكثريته


* - الديمقراطية المباشرة وهي أقدم صور الديمقراطية، ويُعبر عنها بالديمقراطية المثالية، وفيها يتولى أفراد الشعب مباشرة بأنفسهم جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي التي كانت مطبقة عند اليونان قديماً، حيث كان المواطنون الأحرار الذكور الذين لهم حق مباشرة الحقوق السياسية يشكلون الجمعية الشعبية، يجتمعون في السنة عدة مرات، بطريقة دورية منتظمة، لإدارة شؤون البلاد داخلياً وخارجياً، فينظرون في وسائل السلم والحرب وإبرام المعاهدات، وتشريع القوانين، وتعديلها، وتنفيذها، وتولية الرتب، وتعيين القضاة وتسيير الأمور العامة ، وهذه الصورة من الناحية العملية يتعذّر تطبيقها الآن؛ لصعوبة جمع الناس في صعيد واحد، لبحث الأمور التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولتعذر مباشرة الشعب بنفسه جميع وظائف الدولة ، بل إن ممارسة الشعب بنفسه للوظائف الإدارية يكاد يكون مستحيلاً لذا فإن هذه الصورة لم تعُد قائمة الآن ، إلا في بعض مقاطعات سويسرا قليلة العدد


* - الديمقراطية النيابية وهي الصورة السائدة في العالم الآن ، وفيها لا يتولى الشـعب مباشـرة حكم نفسه بنفسه كما في الديمقراطية المباشرة ، وإنما يمارس الحكم ووسـائله وإدارة شـؤون البلاد عن طريـق نوابه وممثليه الذين انتخبهم


* - الديمقراطية شبه المباشرة وهذا النوع يقوم على أساس وجود برلمان منتخب ، يمارس مهامه وصلاحياته ، ولكن بعض الأمور الهامة تُرد إلى الشعب ليقول كلمته فيها ، فالناخبون في ظل هذا الشكل من أشكال الديمقراطية يشكلون سلطة رابعة إلى جانب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، وبهذا يزداد نفوذ الناخبين على حساب البرلمان ، كأن يكون للشعب حق الاستفتاء التشريعي ، أو السياسي ، كأن يكون الاستفتاء على قانون دستوري أو عادي ، أو الاستفتاء على أمر من أمور السياسة غير التشريعية ، أو أن يكون للشعب حق الاعتراض على قانون معين في مدة معينة ، يصبح القانون نافذاً إذا مضت المدة دون اعتراض عليه ، وإلا وجب رده حال الاعتراض عليه إلى الجهة التي أصدرته للنظر فيه ثانية ، أو كحق الشعب في اقتراح القوانين ، ويُسمى بحق الاقتراح الشعبي ، وإلزام البرلمان بمناقشتها ، أو عزل رئيس الجمهورية ، وإقالة النائب ، أو حل البرلمان ، ففي هذه الصور وغيرها ، حسب ما يقرره دستور الدولة ، يكون للشعب باعتباره صاحب السيادة مباشرة تلك المهام ، وإن كانت في الأصل في ظل الديمقراطية النيابية من اختصاص البرلمان


مما تقدم يظهر جليا" عدم فقهية ألهالكي ومن يتوافق معه بمفهوم الديمقراطية لان تظاهرات أبناء الشعب العراقي في بغداد والمحافظات الأخرى والمطالبة بإلغاء قانون المسألة وألا عدالة وسابقه قانون الاجتثاث ، وإلغاء المادة 4 إرهاب ، وإطلاق سراح الأبرياء نساءا" ورجال وإلغاء قانون المخبر السري سيء الصيت الذي طال الشرفاء والخيرين والوطنيين من أبناء العراق ، والقصاص من الذين تلطخت أيديهم بالدم العراقي وسراق المال العام والذين ساهموا بتدمير البنية التحتية العراقية وفي كافة مناحي الحياة لهو عين الاستفتاء الجماهيري بموجب الدستور الذي يدعون به ويؤكدون على أن تكون المطالب وفق الدستور الملزم بالتنفيذ من قبل حكومة الاحتلال ومجلس النواب الذي أصبح لا حوله له ولا قوة بفعل السلوك ألهالكي الامتناع عن تنفيذ ما شرع من قوانين ، يقابلها الأصوات الضئيلة المبحوحة التي أخرجتها الأوامر والتوجيهات الهالكية وحزب العمالة والضلالة والخسـاسة الدعوة اللااسلامي التي كلفت بالمطالبة عكس ما تريده الجماهير الثائرة التي تمثل بحجمها والتفاف قطاعات الشعب بعشائره وقواه الأخرى في الفرات الأوسط والوسط والجنوب حولها من خلال الوفود التي وصلت ساحات التظاهر والاعتصام أو رسائل الإسناد والتأييد غالبية الشعب العراقي ...



يتبع بالحلقة الثالثة

 

 





الاحد ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامـــل عــبـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.