شبكة ذي قار
عـاجـل










أرغمت ثورة شعبنا العراقي العظيم في المحافظات التي نجحت بتعبئة نفسها والتغلب على سطوة القوة ألغاشمة , كما في الانبار والموصل وصلاح الدين وبغداد وكركوك وديالى، أو في محافظات البصرة و واسط وذي قار التي اعترضتها أجهزة السلطة العميلة وقمعتها بالعنف والقوة ألغاشمة أرغمت حكومة المنطقة السوداء العميلة الخائنة على كشف كامل للبنية وللمنهج الطائفي الذي جبلت عليه، بعد أن أربكت قوة الحق العظيمة في مطالب شعبنا المالكي وحكومته وجعلتهما يتخبطان وأفقدتهما التوازن والصواب وجعلتهما في حالة من عدم القدرة على احتواء الصدمة مما ألجأتهما إلى جوهر منهجهما الطائفي البغيض وحقيقته ليحتميا به الأمر الذي أسقط عنهما ورقة التوت التي كانا يتستران بها، وأزال كل الاقنعه واللافتات التي حاولا الاختباء خلفها كخدعتي دولة القانون والائتلاف ألوطني فالمالكي وأعوانه هم واجهة المشروع ألاحتلالي الأمريكي – الإيراني ولا تعريف لهم غير هذا وحين اصطفت جماهير شعبنا ضدهم وضد طغيانهم وغدرهم وظلمهم اضطروا للإفصاح بلا مواربة أو رتوش عن انتماءهم الطائفي النتن الذي استثمره الاحتلال منذ البداية.


إن سقوط براقع الطائفية وأغطيتها عن حكومة المالكي وحزبه الإيراني وائتلافه الصفوي له دلالات ونتائج في غاية الأهمية في مسارات الثورة ألمباركة من بينها أن شعبنا في جميع أنحاء العراق اتضحت له الهوية المعادية للعراق التي يحملها هؤلاء الوافدون ولا يمكنهم الانسلاخ عنها لأنها صيغة العقد المبرم بينهم وبين الاحتلال المركب فضلاً عن كونها التعبير عن الكينونة الطائفية الشعوبية العنصرية لهؤلاء الخونة العملاء.


إن من يحكم العراق بنهج طائفي يتبع إيران هو من يؤمن أن سلطته هي سلطة أجيرة للمنهج الصفوي ومهمتها الحقيقية المتسترة خلف الوطنية ولغو الديمقراطية الفارغ هي إلحاق العراق ضيعة لدولة الولي الفقيه ألإيراني لذلك نرى الاتساع التدريجي والنمو المضطرد في مشاركة شعبنا في الثورة ودعمها بصق غير محدودة.


إن عامل الكشف عن حقيقة المالكي وائتلافه كعميل طائفي مجرم عبد خانع لإيران هي التي تجعلنا على يقين أن أهل الفرات الأوسط والجنوب سيجدون أنفسهم تلقائياً ضمن مد الثورة لأنهم عرب أقحاح ومسلمون حقيقيون ولا يمكن لغيرتهم وشرفهم الوطني والعشائري والديني أبداً أن يخنع بلدهم، بعراقته وأصالته وحضوره في سفر التاريخ وبعنفوانه القومي كله، لدولة العجم بحجة وذريعة بالية هي التشابه الطائفي لجزء من شعبنا مع ما يدعيه العجم كذباً وزوراً من انتماء للمذهب الشيعي.


إن جزءاً من اشراقات الثورة اضاءت الجوانب المخفية في التواجد الإيراني المساند لحكومة الاحتلال في المنطقة السوداء تماماً كما كشفت ثورة سوريا عن طبيعة علاقة التبعية لنظام الاسد إلى دولة الولي الفقيه.


الأمر الآخر الذي فضحته كشافات الثورة الباسلة هو حجم الهوة الفاصلة بين الشركاء والفرقاء في العملية السياسية وتعريتها الشرخ الأخلاقي والسياسي القائم بينهم، مبرهنة أن وجود مثل هذه الخلافات في التشكيلة السياسية للحكومة العميلة والبرلمان المزور يعني فشل العملية السياسية وسقوطها في مستنقعات الخيبة والفساد والنفعية الشخصية والفئوية التي ترتقي إلى مستوى الوصف بالارتزاق، وهو ما يعني تداعي اخر ادعاءات الوطنية الزائفة للمشاركين في العملية السياسية العميلة وانهيارها.


إن هذه النتيجة تفتح الأبواب مشرعة أمام من يمتلك ذرة من بقايا ضمير وحكمة أن يغادر بجلده ويهرب من هذا الخضم الموبوء المدان بقوانين الله وعباده مثلما تخرج هؤلاء تماماً من أي اعتبار إيجابي لهم في ضمير شعبنا العظيم وذاكرته.


كنا نكتب ونوضح لشعبنا فساد من مدوا أيديهم للاحتلال وانحطاطهم ودناءتهم وخيانتهم وكفرهم، لكن كشافات الثورة أوضحت الرؤية للجميع ميدانياً، سواء للعراقيين أم العرب أم العالم أجمع مبرهنة بالدليل الشرعي القاطع أن النظام خائن وعميل ومجرم وفاسد ولئيم وحاقد على شعب العراق. إن هؤلاء العملاء لا يقيمون وزنا للشعب ولو بالحد الأدنى وكل همهم أن يسير منهج تفريس العراق وإخضاعه بالكامل الى إيران أي اخضاع المحافظات التي ظلت عصية إلى الآن على الركوع للصفوية والاحتلال الصفوي الإيراني. ألا خسئوا وخاب مسعاهم وشاهت وجوههم بعون من رب العزة.


رئيس حكومة دولة القانون تحت وطأة كشافات الثورة يصف الشعب الثائر بالفقاعة، وينعت شعارات التحرير بـ"النتنة" وتضيق به السبل فيفصح عن مكنونات ذاته الاجرامية فيفضحه لسانه بعبارة سيسجلها له التاريخ بما يستحقه من دونية وسوء طباع وحقد:
انتهوا قبل أن تنهوا!!!!!


انه مجرم وقاتل وإرهابي من اليوم الأول الذي انتسب فيه إلى حزب الدعوة الإيراني العميل الذي أسسته إيران ليمزق العراق بالطائفية واستخدمته أمريكا بعد أن ضاقت بها سبل مواجهة العراق الوطني القومي المسلم المؤمن.


هذه العبارة وحدها تكفي لإدانة هذا الرعديد بأكثر من الدكتاتورية وروح الإجرام المتأصلة فيه ونحن على يقين أن العالم الآن يرى ويسمع بوضوح أفضل وشفافية تامة بفضل كشافات الثورة المباركة وإشراقها السلمي في أجواء العراق المجاهد والعالم

 

 





السبت ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.