شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نتابع التطورات المتسارعة، في سوريا، لابد أن نرى الكثير من حالات تتسم بضبابية، قد تحجب الرؤية آنياً، وتجعل البعض يتوهم من فرط التفاؤل المبني على الرغبة وليس على قراءة المعطيات التي تؤكد الواقع والوقائع. هنا يتحتم علينا التوقف قليلاً لإلتقاط الأنفاس، والوقوف بموضوعية أمام جملة الأحداث، لتصويب الرآي حتى لو كان قاسياً، والمكاشفة حتى لو كانت مريرة.


قارب الحراك الشعبي السوري العامين. هو حراك عادل ومشروع وضروري. ولابد أن ينتصر الشعب السوري. ويجب بحتمية التاريخ ومنطقه، أن يسقط هذا النظام الذي تآمر على كافة قضايا الأمة العربية، وحول سوريا إلى حمام دم لم يتوقف يوماً. لن أعود إلى التذكير بكل جرائمه سورياً وعربياً. فهذا أصبح جلياً أمام الجميع.


ولكن ...

ماهي الأسباب التي لم تؤدي إلى التغيير المطلوب حتى الآن؟ّ ماهي العوامل الظاهرة والخفية التي أطالت بعمر هذا النظام المجرم؟!


أعتذر، لأني قد أكون قاسياً، ولكن قسوة الموت أشد. وقد يقول البعض أني أضع الملح على الجرح؟! لا بأس، طالما أن الجرح مفتوح بكل آلامه ومآسيه. وأمام تغول نظام الإجرام والقتلة، لابد من وقفة شجاعة. وأصارحكم أن هناك خللاً ذاتياً وموضوعياً. كما أن هناك عوامل محلية وأقليمية ودولية شكلت كلها طوق النجاة حتى الآن لهذا النظام، وأدت إلى فشل التحرك الشعبي من بلوغ هدفه المشروع. وأصارحكم وأصارح نفسي أيضاً. أنه لابد من إعادة قراءة متأنية وهادفة وصادقة مع الذات.


وطالما أني بدأت مع "الذات" هناك تساؤلان كبيران، تندرج تحتهما كل التفاصيل، حتى لو دخل الشيطان معها:


ـ أين هي قيادة المعارضة المتماسكة؟! وأين هي خطة عملها؟ّ وبرنامجها المرحلي والتكتيكي والإستراتيجي؟ّ وليسامحني كافة أقطاب المعارضة بكل مسمياتها!!


ـ أين هي القيادة الميدانية، التي تقود كفاحها على الأرض؟! أم أن الدور مقتصر بشكل عشوائي في المدن والأحياء والريف على قيادات محلية، تفتقد للقيادة على الصعيد الوطني كله. وليسامحني الأخوة في الجيش الحر والنصرة..و..الخ..


إن البديهيات، التي يجب التوقف عندها والبناء عليها، تتطلب أولاً وقبل كل شئ قيادة وطنية متجانسة ومتماسكة، تدع الخلفيات الفكرية والايديولوجية جانباً، ولو مرحلياً على الأقل، والتوجه لوضع خطة عمل موضوعية ومدروسة تآخذ بالحسبان كافة المعوقات الداخلية، والعوامل الاقليمية، والمواقف الدولية. بعيداً عن الخطابات السياسية والإعلامية التي لاتغني عن الواقع، ولاتسمن عن الحقائق.!! والخوف كل الخوف، أن يتحول القتل اليومي إلى مجرد خبر!! حينها، صدقوني، سيبدأ الإحباط يتسرب إلى الشعب.. وهنا الطامة الكبرى!!


وعلينا أن نعي أن نظام الإجرام يدخل عامل الوقت الضائع أو المرواح مكانه - إضافة للعوامل الأخرى-  للتمسك بالسلطة.


أيضاً محلياً، لابد من توفير حد أدنى من مقومات الصمود للشعب السوري، المعدة الخاوية لاتستطيع أن تقاوم وأنين الجرحى لاتدواى بالكلام الطيب ولاأريد أن أصفه بالمعسول؟! والارامل والايتام من العار أن يتحولوا إلى متسولين وربما أقسى؟ّ


تحالف الأشرار

إن تعرية حلف الأشرار الذي يدعم نظام القتلة، هو أكثر من ضروري. ودون الأختباء خلف الأصابع!!
بعيداً عن الموقف الروسي والصيني المشين والمدان، إلا أنني أعتقد أن كليهما يفتش عن مصالحه، خاصة روسيا. وهما متماسكان بمصالحهما بسوريا بعد أن ضاقت الفرص أمامهما في "الشرق الأوسط"، وفي عموم الوطن العربي. وقد يصف البعض هذا الموقف بالأنتهازي، وربما كان صحيحاً، ولكن الإنفتاح على كل منهما وخاصة روسيا، مع ضمان مصالحها التي لاتتعارض مع مصلحة سوريا الوطنية، قد يؤدي إلى تغيير في الموقف الروسي من هذا النظام.


النظام السوري، يعتمد إقليمياً، على طرفين :
ـ الكيان الصهيوني، الذي وجد في هذا النظام الضامن الفعلي لأمنه. وهذا هو الواقع، منذ حرب 1973 على الأقل وحتى اليوم. وصخب الشعارات التي يروجها ويطلقها هذا النظام، مثل "الصمود والتصدي" و "المقاومة والممانعة" هي مجرد شعارات للإستهلاك المحلي والعربي.


ـ النظام الإيراني، الذي إستطاع من خلال حلفه المشبوه مع نظام الردة في دمشق أن يحقق إختراقاً خطيراً داخل الوطن العربي. والتمسك الشرس للنظام الفارسي بدعم وإسناد نظام دمشق وبمختلف الوسائل والإمكانيات، يدخل في أطار الاستراتيجية العدوانية ضد الأمة العربية.


أما دولياً. وهذا ما أوضحناه منذ بداية الحراك الشعبي السوري ـ فإن الغرب من الولايات المتحدة إلى أوروبا، لا ترى ضرورة لإسقاط النظام السوري، بل أنها مع إستمراره. والمواقف السياسية والإعلامية الخجولة جداً التي يطلقونها بين الحين والآخر لا تعني بأبجديات السياسة، أنهم ضده. بل يتم التغاضي عن مجازره. وما السكوت على إستعماله لكافة الأسلحة بما فيها الطيران الحربي، إلا دليلاً ساطعاً يؤكد نفاق الغرب. و للدلالة على ذلك أريد ان اتساءل ببساطة:


ـ أين منظمات حقوق الإنسان الدولية؟! التي لم نسمع صوتها و هي التي كانت تقيم الدنيا ولاتقعدها في حالات كثيرة وفي بلاد عديدة، لم تصل فيها حالة القتل اليومي إلى واحد بالمئة مما يجري في سوريا منذ مايقارب العامين حتى الآن!!!


ـ أين الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي والبند السابع تحديداً، إزاء كل ماجرى ويجري لأهلنا في سوريا الحبيبة؟!!


ـ أين لاهاي ومحكمة العدل الدولية؟! ألا تندرج جرائم نظام القتلة في أحكام جرائم الحرب والتطهير؟! أم أنهم لم يروا مخيمات النزوح القسري في الدول المجاورة لسوريا؟!


إذن، معضلة الوضع في سوريا ليست بهذه البساطة والسهولة، وتقتضي من المعارضة السورية، أن تعيد النظر بكل شئ. أن تقرأ المعطيات والعوامل بشكل عميق. أن لا تنحني للحوار مع النظام، كما طرح الشيخ معاذ الخطيب، رغم تأكدي من حسن نواياه، حتى لو تحت مسمى ترتيبات رحيل النظام، لأن هذا لن يحدث ضمن الواقع الآني. أيضاً، إنكفاء البعض من المعارضة نحو الفعل الطائفي بشكل أو آخر، صدقوني يخدم النظام أكثر من الإضرار به، لأنه بالأساس نظام طائفي مقيت. وهو يجيد هذه اللعبة ومارسها في سوريا ولبنان منذ سنوات بعيدة. وهي ستكون وسيلته  الأخيرة عندما يضيق الخناق عليه، لأنه سيلجأ للتحصن في منطقته الطائفية.!!


إن بعض الممارسات الخاطئة ميدانياً وسياسياً، تتطلب من جميع المخلصين السوريين التصدي لها وإيقافها. وأن يتركز الجهد على وضع خطة عمل جادة، تأخذ بالحسبان كل المواقف داخلياً وإقليمياً ودولياً. وأن يعوا أن الفوضى المنظمة والخلاقة التي بشرنا بها غلاة منظري الغرب و تيار المحافظين الجدد، تخدمهم كلهم، ما عدا مستقبل سوريا الوطني وعمقها العربي.


والله من وراء القصد.

 

 





الثلاثاء ١ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.