شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد تسعة اسابيع وثماني جمعات من الأحتجاجات والأعتصامات والغضب الشعبي والجماهيري، أصدرت حكومة المنطقة الخضراء في بغداد قرارها الذي سينهي كل شيء، فستنتهي التظاهرات وسيعود المعتصمون الى بيوتهم ويرفع الحصار الحكومي عن أحياء بغداد وتعود وحدات الجيش والشرطة والأمن الداخلي الى واجباتها الطبيعية في أضطهاد الشعب والاعتقال على الشبهة وبتهمة أو بدونها، كما سيحاول "البطاط" أن يجد مبرراً جديداً لأستمرار ماسماه بـ "جيش المختار" في تنفيذ عملياته الأرهابية وأغتيالاته المنظمة، فها هي أي الحكومة قد "وجدتهــــــا" وهاهو الناطق الرسمي بأسم وزارة داخليتها يركض فرحاً مردداً "وجدتها، وجدتها" ليذكرنا بطيب الذكرالسيد ارخميدس. فماذا وجدوا؟؟؟


فبعد كل هذه الفترة وبعد كل هذه المعاناة، وبعد أن بحت أصوات المطالبين بالأصلاح، وبعد كل وفود الحكومة التي لاتحمل أي تخويل بتنفيذ المطالب، وكل مالديها هو تسويف وتأجيل ووعود كاذبة، وبعد كل تهديدات ووعيد المالكي وزمرته، وبعد كل تظاهرات المأجورين من أعوان حزب الدعوة لدعم سيدهم القابع في كرسيه في أعماق المنطقة الخضراء، وبعد أن صلى المصلون صلواتهم الموحدة مرة خلف إمام من هذه الطائفة وأخرى خلف الآخر، وكاد حتى المسيحيون أن يصلوا معهم، وبعد كل التصريحات الرنانة التي تحدثت عن حل الأزمة أو حلحلتها كما يقال هذه الأيام دون جدوى، وبعد أن دفع المتظاهرون والمعتصمون من خلال معاناتهم وأحتمالهم لتقلبات الجو البارد والممطر ثمناً غالياً من وقتهم ,اعصابهم صامدين وسط لعبة شد وجذب مثيرة للأعصاب ورافعة لمعدلات السكر وضغط الدم، وبعد الدم الطاهر الذي سال على ارض الفلوجة المجاهدة، نقول بعد كل هذا وذاك وكثير غيره،،، فقد "وجدوها"!!!


فقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمراً سيحل الأزمة ويعود بعده العراق صحيحاً معافى لا فساد فيه ولا رشوة ولا تظاهرات ولا أعتصامات ولا طائفية ولا محاصصة، وستكون بعده قوانين الأجتثاث والمسآئلة والعدالة والعفو العام قوانين تشبه قوانين تنظيم السير الذي يسمح لكل العراقيين بقيادة سياراتهم دون الحاجة لرخصة السياقة أو قانون النظافة الذي ترك بغداد مرتعاً لكل أنواع القاذورات والأوساخ، بحيث اصبحت واحدة من أسوء مدن العيش في العالم، فقد جاء الحل وأصدرت وزارة الداخلية أمراً طبل له وكيلها الأقدم عضو حزب الدعوة الحاكم هو " القاء القبض وتوقيف كل من يحمل عَلَم النظام السابق"!!!


إذاً فالمشكلة كانت في العَلَم ولم تكن في سوء الأدارة والخدمات، كما أنها لم تكن في سرقة المال العام وتبديد الثروات، وهي ايضاً لم تكن في سياسة المحاصصة أو خلق الأزمات، ولا في تكميم الأفواه وخنق الحريات، ولا في أرتفاع نسب البطالة ولا في زيادة نسبة الجهالة، بل ليست المشكلة في الأحتلال وما خلفه من تبعات، ولا في حل الجيش السابق وتشكيل جيش المليشيات، وهي أيضاً ليست نتاجاً لتسريح مئات الألوف من الكفاءات ولا في التهجير القسري لأساتذة الجامعات، ولا تكمن في تسييس الدين ولا في حكم الجهلة من المعممين، وأنما هي اساساً بسب رفع المحتجين والمتظاهرين والمعتصمين لعَلَم النظام السابق بنجومه الثلاث، والذي سبب شرخاً طائفياً بين ابناء العراق الواحد، وإنما في رفع عَلَم النظام السابق!


والحقيقة إن رفع هذا العلم الذي أستشهد تحت ساريته مئات الآلاف من العراقيين دفاعاً ضد المعتدين الأيرانيين أو ضد الغزاة من الأمريكيين، والذي كانت نجماته الثلاثة ترمز لوحدة العراق وسوريا ومصر وليس كما يدعّون زوراً لأهداف البعث، اصبح يؤرق الحكومة المحكومة بعقدة المنجزات السابقة وضآلة أو أنعدام منجزات السنوات العشر اللاحقة، ويمنعها من التفكير في كيفية التعامل مع معطيات واقع كله يشير الى تغييرجذري قريب لا مناص منه ولايصب في مصلحة جيل مابعد الأحتلال من حكّام ما يسمونه كذباً وبهتاناً " العراق الجديد". وإن غداً لناظره قريب...

 

 





الاحد ٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.