شبكة ذي قار
عـاجـل










عشرة سنوات مضت على الاحتلال الامريكي- الصهيوني الفارسي,ونظام المالكي يتحشد بهذه الحماية وبموظفين ورؤساء عشائر ومغرر بيهم ورجال دين واعلاميين يلمعون صورته وينسجون قصائد المديح بانجازاته الدموية.ليكونوا مجرد كواكب تدور بفلك ادارته وتسبح وتحمد بمناقبه. وبجيش طائفي مليوني يمتلك السجون الكبيرة الخاصة به وباجهزة امنية متعددة لها المعتقلات السرية والعلنية تعتقل من تشاء وفق مواد قانون 4 ارهاب السيئة الصيت, اضافة ماعند وزارتي الداخلية والعدل منها. ويعتبر العراق اكثر بلدان العالم شراءً للسيارات المصفحة لاستخدامات الوزراء واعضاء مجلس النواب والمستشارين والمحافظين والدرجات الخاصة لتنقلاتهم اليومية والاسبوعية والشهرية!! يخافون من الازدحامات والحواجز والنقاط العسكرية الالفية والتفجيرات والاغتيالات المتعددة الانواع!!

 

فيسيرون عكس اتجاه السير لانهم طواويس مزهوة بريشها المستعار يستعرضون قدراتهم العسكرية بالصراخ على المارة والاقصاء واطلاق الوعود والرصاص!! . مرعوبين من الشعب العراقي الذي ابتلى بهم وبجيفهم.وابتدأ خوفهم من وجودالاسماء العربية والتاريخية والقومية والوطنية التي كانت تطلق على المدن والاقضية والنواحي والشوارع والمحافظات والكليات والمعاهد والجامعات والمدارس والمعامل والشركات وغيرها.فغيروا اسم محافظة نينوى الى الموصل والمثنى للسماوة والتأميم لكركوك وذي قار للناصرية والقادسية للديوانية وواسط للكوت.وحي 7 نيسان في بغداد ( البلديات ) الى 9 نيسان تيمنا بغزو العراق!!.وكيف تكون العمالة والخسة والدناءة من يسمي مدينته بيوم احتلال عاصمته العزيزة بغداد.ومكتبة ( العباس بن الاحنف ) بمدينة صدام الى الخميني.

 

لاينامون من كثرة الخوف والرعب والارق بسبب النصبْ والتماثيل والشواخص العديدة بساحات بغداد والمحافظات الممجدة لنضالات ومآثر شعبنا الصامد الصابر المحتسب عبر مر العصور بتصديه للفرس المجوس والغزاة الطامعين به. فجرى تدميرها وازالتها نكاية بالفن التشكيلي والفنانين والشعب العراقي.ولانهم جهلة خائفون من الابداع العلمي.

 

هجروا وقتلوا واعتقلوا وغيبوا المئات من العلماء والباحثين والمفكرين المشهود لهم برصانتهم العلمية وتحقيقهم للمشروع النهضوي العلمي والتقني.وطردوا الالاف من كادر الدولة المتقدم المعروف بثقافته ونزاهته وابداعه وتراكمه الوظيفي.وجعلوها حكرا لاحزاب وميليشيات المحاصصة الطائفية المفتقرة لكل شيء, لكنهم يجيدون الاختلاس والفساد الاداري والمالي والاخلاقي والتزوير والسرقة والكذب والخداع والغش والرشوة لتعويض مافاتهم بالزمن الماضي!!. والسيطرة على الاحتياطي المالي للبنك المركزي العراقي.وهناك ( صراع قوي ) حول شكل البلاد وترنحها بين النظام الاشتراكي الذي كان سائدا بفترة حزب البعث واقتصاد السوق الحر الذي ولد صراعا بين منظومة رأس المال الحكومي ورأس المال الخاص بالبلاد !!.

 

هؤلاء يستقرون مع عوائلهم في الاردن او بيروت او تركيا, ولايرغبون!! العيش بالعراق لوجود الضوضاء والغبار!! والامطار وفيضانات المدن والاقضية والنواحي.وكثرة الامراض السرطانية والتفجيرات والاغتيالات وتلكوء الخدمات العامة وضخامة المسؤوليات عليهم!! .خائفين من النجمة الثمانية الابعاد التي ترمز للانجاز والابداع العراقي في مفاصل الحياة اليومية فسرقوها وارسلت كحديد سكراب لمحافظة اربيل لتباع اما لتركيا او جارة السوء ايران !!.لا يحبون هذا الشعب, لانه وقف مع قيادته التأريخية بقيادة فارس الامة الشهيد صدام حسين رحمه الله, مقاتلا ومدافعا يذود عن العراق وعروبته وسيادته الوطنية طيلة 8 سنوات مسقطآ فيها المشروع الصهيوني الصفوي المجوسي التوسعي لابتلاعه بملحمة العز والكرامة ( قادسية صدام المجيدة ) وكان متمنيآ من الباري عز وجل ان يطيل بعمر الخميني ليشاهد هزيمة افكاره وفتاويه ودجلهِ وفلوله المنكرة ونهاية احلامه السوداء. على يد رجالات وابناء وماجادات العراقيين الابرار والاوفياء لربهم ولدينهم الاسلامي الحنيف ووطنهم ومبادئهم وقيمهم وسيادتهم الوطنية .

 

وتعبيرا عن حقدهم وغضبهم وخوفهم من بطولات جيش القادسية العقائدي صاحب المواقف البطولية بحرب تشرين عام 1973 وضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ عام 1991 وتطهير محافظتي اربيل والسليمانية عام 1996 من التواجد الامريكي الصهيوني الفارسي. عملوا على حله والغائه واعتقال وتهجير قادته واغتيال المئات منه وخاصة الضباط الطيارين والعاملين بالدفاع الجوي. واصبحت معسكراته ومؤسساته سكنا وملاذا للسارقين والمزورين والمجرمين والمليشيات الطائفية . وجاء الدور على رجال الاجهزة الامنية الوطنية والقومية البواسل درع العراق الحصين ضد المؤامرات الداخلية والخارجية التي كانت تحاك ضد قطرنا المناضل .فكانوا الاساس الصلب المفعم بالايمان والثبات على المبادىء والسير نحو طريق الحق والمسيرة الظافرة لما يمتلكونه من الخبرة القتالية والامنية والحزبية المتراكمة. لانطلاق فصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة التي لقنت المحتلين الامريكان اعظم الضربات والدروس .وعبر الغزاة وعملائهم الصغار عن رعبهم من الحزب القائد الوطني القومي الجماهيري الاشتراكي صاحب المنجزات الهائلة التي دخلت كل بيت عراقي ( البعث العظيم ) .فارادوا اجتثاثه!! بتشكيل هيئة للمساءلة والعدالة لطرد كوادره وقتل وتشريد قياداته وعوائلهم من مؤسسات الدولة والحزب والنقابات والمنظمات الشعبية!! وحجز اموالهم المنقولة والغير منقولة. لكنه بقي وظل صامدا صبورا محتسبا يتجدد ويتطور ويتهيأ ليقود مع باقي رفاق السلاح مهمات مرحلة تطهير وتحرير بلاد الرافدين من رجس هؤلاء الاراذل. وتعبيرا عن خوفهم من شهيد الحج والامة صدام حسين قاموا باعدامه ثأرا لمعركة القادسية الاولى والثانية معبرين عن حقد اعمى وحماقة سياسية وعقلية متحجرة.

 

و نقول لهم سيخرج لكم من شوارع العراق وساحاته وجامعاته ومساجده وبيوته الكريمة الالاف من محبيه ومريديه وانصار الرفيق المجاهد عزت ابراهيم قائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وقادته وابطاله الشرعيين الصامدين بسجون العميل المالكي .

 

فانتم خائفين منه وهو في قبره, عندما منعتم العراقيين وغيرهم من زيارة ضريحه. وهم منزعجين!! من المناهج الدراسية التي كانت سابقا تدرس وتعمق بين الشباب والناشئة والطفولة الشعور بالمواطنة الصالحة والمفاهيم العروبية وحب الوطن والدفاع عنه والقيم الاخلاقية والروح الجماعية. وتتفاعل مع اخر مستجدات العلم وتقنياته.

 

فغيرتوموها بما يتناسب مع جهلكم وطائفيتكم.معززين بينهم المظاهر الصفوية والغريبة والمخدرات بانواعها .واللطم والتطبير والمواكب المشاية لمحافظتي كربلاء والنجف معطلين مفاصل الحياة والانتاج والدراسة والامتحانات. لانه لايوجد شيء تقدمونه للعراقيين سوى هذه!!.وكنتم مرعوبين عندما شاهدتم الطرق السريعة المنتشرة بالقطر الرابطة للشمال بالجنوب والشرق بالغرب , والسدود والنواظم والمعامل والشركات والمزارع الجماعية والاحياء السكنية الحديثة التي سيطرتم عليها واصبحت ملكا لكم!!. والبيوت والقصور والمنتجعات الرئاسية العائدة للدائرة الهندسية / لديوان الرئاسة. التي انشاها النظام الوطني التحرريي. تمثل الفخر والاعتزاز بابداعات المهندس العراقي ومن ساهم معه من العمال والفنيين واستخدامهم وتطويعهم للتكنولوجيا المتطورة .. خائفون من النشيد الوطني العراقي لانه يحمل فكرا وطنيا ولحنا ينشد للعروبة والوحدة العربية ودور العراق الوطني والحضاري والانساني.وتتوعدون بالويل والثبور كل من يحمل راية العراق الخفاقة الجميلة التي تدل على القوة والشجاعة والايمان بقدراته .حين خطه سيف الدولة الشهيد صدام حسين بيده الكريمة ليزين علم العراق بعبارتي ( الله اكبر ) .فيا شعب الملاحم والبطولات والذي لايصبر على ظلم. انتفض على هؤلاء الخائفين الخانعين الذين يدعون قيادتهم للشارع العراقي شعبيا عبر شاشات الفضائيات المشبوهة, فيما يعيش بالظلام الدامس المستمر منذ 10 سنوات.

 

هؤلاء لايستحقون التقدير والاحترام ,لانهم جاءوا خلف الدبابات الامريكية,لايمتلكون القيم والاخلاق فتأريخهم اسود وهم غرباء على عراقنا. لايعرفون معاني الدين الاسلامي والشرف والغيرة والكرامة.اعتقلوا وهجروا اهلنا واقاربنا واصدقائنا واغلقوا مدننا بالحواجز الكونكريتية وسرقوا اموال الشعب .

 

فبادروا بالالتحاق بساحات العز والكرامة مع المعتصمين الابطال الصامدين الرافضين لسياسة المالكي الدموية الاقصائية, لتحقيق مطالب الشعب الشرعية واسقاطها لانها عميلة وفارسية مجوسية,فبغداد تئن من الجراح والظلم والآسر.تنتظر قدومكم لتحريرها وتطهيرها من هؤلاء الامعات.من اجل بناء عراق جديد مفعم بالحرية والاخاء والمساواة والعدالة الاجتماعية ومشاركة الجميع.

 

 





الاثنين ١٤ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.